مـواطـن بــلا وطـن

القصيدة من مجزوء الرجز

الأبيات 37
مـواطـــن بــــلا وطـــن لأنّـــه مـــن الـيــمن
تــبـــاع أرض شـعـــبه وتـشــترى بـــلا ثــمن
يـبـكــي إذا سـألـتـه مـن أيـن أنـت أنـت مـن
لأنّــــه مـــن لا هـنــا أو مـــن مـزائد الـعلن
مـواطـــن كـــان حــماه مــن قــبا إلــى عدن
والـيــوم لـم تـعد لـه مــــــزارع ولا سـكــــن
ولا ظــــــلال حـائــــط ولا بـقــايا مـــن فـنن
ـــــلاده سـطـــر عـــلى كـــتاب عــبرة الزّمـن
روايــــة عـــن أســـعد أســـطورة عـن ذي يـزن
حـكـــاية عـــن هــدهد كـــان عــميلا مــؤتمن
وعـــن مــلوك إســتبوا أو سـبــأوا مـلـيون دن
الـمــلك كـــان مـلكهم ســواه قــعب مــن لبن
والـيــوم طــفل حــمير بـــلا أب بـــلا صــبا
بــــلا مـديـــنة بـــلا مـــخابىء بـــلا ربـــى
يـغـــزوه ألـــف هــدهد وتـنـثــي بـــلا نـبـا
يـكـفــــيه أن أمـــــه ريّــــا وجـــده ســبا
وأنّ عـــــــمّ خــالـــه كـــان يــزين يــحصبا
وأنّ خــــــال عــمـــه كـــان يـقـود أرحـبا
كــانوا يــضيئون الـدّجى ويـعـيـدون الـكـوكبا
يـــدرون مـا شـادوا ولا يــدرون مــاذا خـرّبا
يـبــنون لـلـفار الـعلى ويــزرعــون لـلــدنيا
يــا نــاسج الإكليـل قـل تـلك الـجباه مـن غـبا
أو سـمّـهـــا كـواكـبــا تـمـنــعت أن تـغـربا
فــهـــل لـهــا ذريـــة مــن الـشموخ والإبـا
الـيــــوم أرض مــــأرب كــأمـهــا مـوجـهـه
يــقـودهـــا كـأمـهـــا فـــار وســـوط أبرهـو
فـمـــا أمــــرّ أمـســها ويـومـها مــا أشـبهه
تـبــيع لـــون وجــهها لــلأوجــه الـمــموّهه
تمـــوز فـــي عـــيونها كـالـعــانس الـمـولّهه
والـشــمس فــي جــبينها كـالـلّــوحة الـمـشوّهه
فـــيا ســهيل هـل تـرى أسـئـلــة مـدلّـهــه
مـتــى يــفيق هــا هـنا شـعــب يــعي تــنبّهه
وقـبــل أن يـرنو إلـى شــيء يــرى مـا أتفهه
فـــينتفي تــحت الــضّحى وجــوهــه الـمــنزدهه
يــمضي ويــنسى خــلفه عــاداتــه الـمـسـفّهه
يــفـــــى بــكـــلّ ذرّة مـــن أرضــه الـمؤلّهه
هــنــا يـحــسّ أنـــه مـواطــن لـــه وطــن
عبدالله البردّوني
11 قصيدة
1 ديوان

عبدالله صالح حسن الشحف البردّوني: شاعر يمني، من كبار شعراء العرب في النصف الثاني من القرن العشرين مولده في البردّون من قرى ذمار

عام 1929 م وأصيب بالجدري في السادسة من عمره ففقد بصره، وتلقى تعليمه الأولي في مدارس ذمار ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م. فعُين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها ... وعمل مشرفاً عن برامج الإذاعة اليمنية.

وسجن بسبب مناوأته سياسة الإمام أحمد حميد الدين. وانحيازه لما عرف بثورة الدستور عام 1948

وأصدر عشرة دواوين شعرية، وكتبا منها: "رحلة في الشعر قديمه وحديثه" و"فنون الأدب الشعبي في اليمن" و"الثقافة الشعبية: تجارب وأقاويل يمنية" و"اليمن الجمهوري" و"من أول قصيدة إلى آخر طلقة، دراسة في شعر الزبيري وحياته". و"الثقافة والثورة" و"أشتات"

وتوفي صباح يوم الاثنين 30 أغسطس 1999م أثناء سفره للعلاج في الأردن 

1999م-
1420هـ-

قصائد أخرى لعبدالله البردّوني

عبدالله البردّوني
عبدالله البردّوني

من الأعمال الشعرية الكاملة للبردوني (ديوان كائنات الشوق الآخر) ص 1218