لساني مملوء من القول جوهرا
الأبيات 16
لسـاني مملـوء مـن القـول جـوهرا علـى أن فـي قلبي لذا الدر أبحرا
يغـوص علـى مـا شـاء فكـري فتارة يســاقط منظومــا وطــورا منـثرا
ولكــن دهـري أصـبح الصـمت عنـده بكــل فصــيح فيـه أولـى وأجـدرا
فلا النــثر محفوفـا لـديه بحرمـة ولا النظــم ذا قـدر لـديه مـوفّرا
فيـا در دم فـي لـج بحـرك سـاكنا وأنـت لـه يـا فكـر لا تبـغ معبرا
فلــم أر أوفــى بالوعيـد كـاهله ولا مثلهـم فـي الخلف للوعد معشرا
ولسـت بـذي حـرص علـى الرفد منهم ومـا أنـا ممن يرتضي الشعر متجرا
أحــب لهــم فخــر الوفـاء مـرؤة ومـن لـي بـأن يرضـوا بذلك مفخرا
ورب صـــغير دون قـــدري قـــدره يـرى نفسـه مـن طـور سيناء أكبرا
قصــرت علــى ديـن الإلـه تواضـعي وأوسـعت أهـل الكـبر منـي تكـبرا
ومـا أنـا من زكى بذا القول نفسه ولكـن لسـاني لـم يـر الحق منكرا
فحتـام أحسـو المـاء فيهـم بعلقم ويشـرب حـولي النـاس مـاء وسـكرا
كــأن زمــان الفضــل قـال لأهلـه ســلام عليكــم ثــم ولـى وأدبـرا
وكانت بقايا الفضل في الناس شيمة فطـارت بهـا العنقـاء شيئا مقدرا
إذا العـز أعيـى عن مقامك فارتحل عـن الـذل إمـا رائحـا أو مبكـرا
ودونـك مـن ذا الـدار سمطا فمثله بضــنّ بــه كيمــا يصـان ويـذخرا