جرى قَلَمُ الباري على كُلِّ نَسمَةٍ
الأبيات 21
جـرى قَلَـمُ البـاري علـى كُلِّ نَسمَةٍ بِمَـوتٍ فَكُـلُّ الخَلـقِ يُصـبحُ فانيـا
وَقَــد وَجَـبَ التَّسـليمُ مِنّـا لأمـرِهِ فكــلُّ قضــاء سـوف يصـبح ماضـِيا
لـهُ الخَلـقُ كَـلٌّ مِـن جَمـادٍ وناطقٍ وكُلُّهـمُ فـانٍ فمـا الخلْـقُ باقيـا
ألا كُــلُّ شــيءٍ هالـكٌ غيـرَ وجهـه لهُ الحُكْمُ والرُّجعى إليه انتهائيا
أُريــتُ منامًـا فـي ليـاليَ أربـعٍ فـزادت هُمـومي ضـعفَ أضعاف مابيا
وحُقِّقَــتِ الرؤيــا بمــوت عُبَيَّــةٍ كريمــة أصـلٍ لـم يكـن متناهيـا
لقـد جـلَّ عنـدي قـدرُها ومكانُهـا ومـا الخيلُ حلَّت مثلها في فؤاديا
ولـو تُفتـدى الأرواحُ كنـتُ فدَيتُها وهـانَ علـى نفسـي لها بذلُ ماليا
ولمّــا أحَسـَّتْ بالتَّنـائي وأيقنـتْ فراقًــا وأنْ لا بعـدَه مـن تلاقيـا
أتـت نحـو إصـطبلٍ لهـا ثـم ردَّدتْ صـهيلاً وقد أبكى العُيونَ البواكيا
تُشـير إلـى توديعنـا ولكـم لهـا منــاقبُ يبـديها جَهـارًا لسـانِيا
إذا مـا عَـدَتْ تَجـري كريحٍ تِخالُها بســاطَ ابـن داوود عليـه سـلاميا
وإن هُـذِّبت تُبـدي العُجابَ ولم تَجد إلـى غيرها في مَحفَل الناس رائيا
وإن رُكِبَـتْ فـي مَطلـبٍ بعـدَ غايـةٍ ينـالُ عليهـا الطـالبونَ الأمانيا
لقـد كَمُلـت حُسـنًا وصـُنعًا ومَخَبرًا وشــكلاً وأفعـالاً تُحِيـرُ المرائيـا
وليــسَ لهــا فيماعلِمنـا مُشـابهٌ ومِثـلٌ إلهـي قـد براهـا كما هِيا
عُبيّــةُ شــُرَّاكٍ أذِي الخيـلُ مَجَّهـا بُعَيـدَكِ قلـبي واحتقـرتُ المُذاكيا
فَبِنـتِ ولكـن ذِكـرُكِ اليـومَ خالـدٌ دوامًـا شـداهُ الأصـدقا والأعاديـا
وأســألُ رَبّــاً خالقًــا مُتفَضــِّلا كريمًـا قريبًـا مُسـتجيبًا دُعائيـا
يُعوضــُني شــقراءَ شــَمليلَ كَــرَّةً تُزيــلُ مُهِمّـا فـي فـؤاديَ ثاويـا
إذا صـَوَّتَ المظلـومُ قـامت لِنَصـرهِ إلـى غَـوثِهِ هَبَّـت تُلَـبي المُناديا
أبو الفضل الحارثي
2 قصيدة
1 ديوان
1947م-
1366هـ-

قصائد أخرى لأبي الفضل الحارثي