هل أتاك النسيم يحمل أنفا
الأبيات 22
هـل أتـاك النسـيم يحمـل أنفا ســي فــإني حملتــه أزكاهــا
حينمـا مـر بـي على ساحل البح ر وئيــدا فــي مشـيه يتبـاهى
حيـن سـائلته الـى أيـن تسـري قـال نحـو الحمـى لمـن تهواها
قلـت خـذها علـى جناحيـك أنفا سـي وحـافظ علـى لطيـف شـذاها
ثـم سـر نحـو زهرتـي فـإذا ما عسـعس الليـل فانسـرب لحماهـا
وتغلغــل بهـا لمضـجعها النـا عـم وانفـح بهـا ريـاض بهاهـا
وتمهـل هنـاك حـتى إذا مـا اس تنشـقتها فاسـتيقظت مـن كراها
ورنــت نحــوك الفتـاة بعينـي هـا وشـق السـكون عـذب صـداها
ما الذي جئتني به يا نسيم الل يــل قــل لفحـة بعيـد مـداها
فـإذا مـا لمحتهـا أدركـت مـع زاك حـــتى تـــوردت خـــداها
ثـم قـالت تـراك تعنـي فقل لم أعـن شيئا واصبر إلى أن تراها
أمعنـت فـي السؤال إذاك قل لا شــيء إلا رســالة مــن فتاهـا
فـإذا مـا رأيـت دمعـا سـخينا يحنــــو تفيضـــه مقلتاهـــا
ثــم قـالت بـالله أيـن تلاقـي ت بــه كيـف حـاله فـي نواهـا
قـل مررت الغداة بالشاطئ الها دي فــألفيت حسـنه قـد تنـاهى
وعلــى الضـفة البديعـة ألفـي ت الفـتى لـم يـزل أسير هواها
حافظــا ودهــا بقلــب أميــن باكيــا هجرهــا وطـول جفاهـا
دائبـا عـن غرامهـا تـائه الأف كــار فيهــا ملازمــا ذكراهـا
قانعـا بالرجـا وحلـم الأمـاني عائشــا بيــن علهــا وعسـاها
وإذا مـا قـالت ألـم ينسني قل عجبــا كيــف روحــه ينســاها
دم ودع ريحـــانتي واتــرك ال أنفـاس فـي خدرها كفاها كفاها
هـل أتـاك النسـيم يحمـل أنفا ســي فــإني حملتــه أزكاهــا
محمود بورقيبة
2 قصيدة
1 ديوان
1956م-
1376هـ-

قصائد أخرى لمحمود بورقيبة