إن التوكل أقوى كل ذي سبب
الأبيات 44
إن التوكــل أقـوى كـل ذي سـبب والـرزق بالمـد لا بالكد والتعب
فـارجو الإلـه ولا ترجو سواه فكم أســدى إليـك جميلا غيـر مرتقـب
وكـم كـروب أطلـت وانجلـت كرما تفضــلا مــن معــاليه بلا ســبب
وبالأماجـد مـن آل الرسـول فسـل مـن بحـر نـائله المنهل كالسحب
هـم الكـرام وهم خير الأنام وهم فـاقوا الأماجـد في بدء وفي عقب
لــولاهم مـا أضـا شـمس ولا قمـر ولا بـــدت بظلام ســائر الشــهب
الواهبـون لوجه الله ما وجدوا والمـؤثرون وهـم في غاية الشغب
والقـائمون بجنح الليل ليس لهم سـوى رضـا الله من قصد ومن إرب
والمقدمون لدى الهيجا بسوم وغى والحـرب ترمـي باشواظ من اللهب
والعـالمون بمـا قد كان من قدم والحافظون لما قد جاء في الكتب
أخنـا عليهـم زمـان لا وفـاء له فشتتوا في الورى من غير ما سبب
لهــم مصـائب جـم لا عـداد لهـا لـم يحتملهـا نـبي أو وصـي نبي
لـم أنس سبط رسول الله إذ وقفت به النجائب في قفر الفضا الرحب
فقـال حطـو ففـي هذي الفلات لقد نـبئت انـا نلاقـي اعظـم النـوب
بينـاهم إذ بـدى جيـش الضلال له لميـع بـرق مـن الهنديـة القضب
يقتـاده الرجـس شر الخلق قاطبة فـي معشـر مـن بني حمالة الحطب
هنـاك ثـار لنصـر الـدين طائفة مـن كـل ذي حسـب ينمـى إلى نسب
كأنهم في لظى الهيجاء مذ حملوا أسـود غـاب تقاسـي شـدة الكـرب
حـتى ثـووا بالعرا صرعى تكفنهم أيـدي السوافي بأثواب من الترب
وظـل سـبط رسـول اللـه منفـردا يلقـى الجمـوع بقلب بالظما عطب
يسطو فتلقى العدى من خوف سطوته تفــرّ منـه بلا قلـب مـن الرهـب
ومـذ تجلـى لـه الجبـار خر على وجـه الصـعيد بخد في الثرى ترب
فقــل لأفلاكهــا هلا هــوت أسـفا فقطـب دارتهـا ملقـى على الكثب
وللجبـــال ألا ميــدي لمصــرعه وللمهــاد ألا مـن بعـد انقلـبي
وللجيــاد ألا تلقــى أعنتهــا فليـث غابتهـا عـار علـى الهضب
وللميــاه ألا غيضـي فقـد نشـفت أكبــاد آل ممـد الغيـث للسـحب
وأقبـل المهـر للفسـطاط ينـدبه بقلــب والهـة فـي حـزن مكـتئب
فمـذ وعتـه بنـات المصطفى برزت تبـدي شـكايتها والقلـب في لهب
مـا بيـن باكيـة فـي إثر شاكية فـي إثـر نادبـة فـي إثر منتحب
فليـت عيـن رسـول الله تنظرها بيــن الطغـاة بلا سـتر ولا حجـب
يسـرى بهـا فـوق أقتـاب بلاوطـا مـا بيـن ظام ومقطوع الحشا سغب
فـوق النجـائب تطوي للسباسب ما بيـن الأرانـب بعد الصون والحجب
وبينهـا زينـب حسـرى ومقلتهـا عـبرى وأنفاسـها حـرا من الوصب
تقـول يا كهف عزي في الأنام ويا حصـني إذا ما دهاني حادث النوب
أخـي مـا دار فـي وهمي ولا خلدي بـأن أراك عفيـر الخد في الترب
وأن أرى رأسـك السـامي ينوء به مثقّـف بيـن أهـل البغـي والكذب
أخـــي بعــدك لا غــوث نــؤمله ولا حمـي لنـا فـي الفادح العصب
أخـيّ هـذا علـي في القيود على مهزولــة بيــن أفــاك ومغتصـب
يرنــو لنســوته حسـرى وصـبيته اسـرى عطـائى تلاقـي شـدة الشغب
فيســتغيث ولا غــوث يـراه سـوى مـا قـد بـراه مـن الآلام والكرب
تبّـا لكـم آل حـرب لا أبـا لكـم مـاذا فعلتم بأهل المجد والحسب
أكـان هذا جزا المختار حين عفا عـن الأسـارى بيوم الفتح والغلب
يـا آل أحمـد مـاذا جهـد ممتدح ومـدحكم قـد أتى في أشرف الكتب
صـلى عليكـم إله العرش ما سجعت حمامــة فــوق غصـن ناضـر رطـب
حسين المزيدي
2 قصيدة
1 ديوان
1884م-
1301هـ-

قصائد أخرى لحسين المزيدي