راق من روضة الثنا مثواها
الأبيات 107
راق مـن روضـة الثنـا مثواهـا وزكـى فـي النفـوس نشـر شذاها
وبطيـــب إذ شــاهدت أصــفاها رنحــت بالمديــح ريـح صـباها
واسـتطابت قلوبنـا فـي هواهـا
عفّــةً هــامت القلــوب بطيــب عــن هـوى للعقـول خيـر طـبيب
فـــترامت أقوالهـــا بنســيب فمــن اليـوم مبلـغ عـن خطيـب
للــورى فــي عمادهـا ورجاهـا
ســيد ســاد بالإمامــة والجـد ولـه فـوق هامـة المجـد فرقـد
جــوهر جنســه يجـل عـن الحـد ذاك موسى بن جعفر الطهر من قد
حــاز اكرومـة أبـت أن تضـاها
خصــّه اللّــه بالمكــارم حبـا وبــراه لــدارة الكـون قطبـا
ولـه فـي انتسـابه خيـر قربـى هـو نجـل الوصـيّ وابـن المنبّى
مـن بـه الرسـل أوضـحت أنباها
ملكـا كـان فـي الوجـود وحبرا لا تحيـط الـورى بمعنـاه خـبرا
هــو رمـز وفـي العـوالم طـرا آيــة اللّــه والمعظــم قـدرا
شـنف عـرش الجليـل شـمس ضحاها
رســل اللــه عــن علاه أبـانت وبتعليمــــه الملائك دانــــت
ذاك هـاد منـه المنـاقب بـانت مـن دعـى الخلـق للرشاد وكانت
فــي ضـلال عـن الهـدى فهـداها
هـو والمجـد فـي الوجـود قوام ولملـــك الإلــه طــرا نظــام
رحمـــة نقمــة حيــاة حمــام علـــم عيلـــم إمــام همــام
كــم لـه مـن منـاقب لا تنـاهى
فلــه فــي العلـى مقـام علـيّ مرتضـــى مـــن إلهــه مرضــي
عمـــد للـــورى صــراط ســوي ســــند ســـيد صـــفي مضـــي
بــل وزيتونــة يضــيء ضـياها
هـو مـن نسـل صـفوة قـد أصابت كـل فضـل عـن نيله الخلق خابت
وهـو غصـن بـه الثمار استطابت ذو الأصـول الـتي اشمخرّت وطابت
حيـث كـانت مـن أحمـد منشـاها
ماجـد فـي العلـى لـه أي منزل وإمــام ثقــل النبــوة يحمـل
مصـدر الفيـض ذاك إن كنت تعقل قبلـة العـارفين بـل سر كن في
الكـون والشـاهد الـذي يرعاها
أنجـم السـبع عن سناه استبانت وذرى المجـد عـن معـانيه زانت
ولــدى ذرّة الـورى حيـث كـانت كـم لـه مـن منـاقب قـد أبانت
قـدرة البـارىء الـذي أنشـاها
أهــو البـدر حيـث تـمّ كمـالا أم هــو الشــمس ضــحوة تتلالا
أم هـو الجـوهر العـديم مثالا حـار فكـر الأنـام في من تعالى
رفعــةً طــال حجبهــا وسـماها
فيـه قـد كلّـم المسـيح رضـيعا قــومه وارتقـى مقامـاً رفيعـا
يــا سـراج الوجـود أمّ طلوعـا يـا مـن انقـادت الأمـور جميعا
طـوع أمـر لـه إذا مـا دعاهـا
لـك وصـف أعيـى العقـول وكنـه أبلــغ الواصــفين يقصـر عنـه
وسـوى اللـه للـورى لـم ينبـه أنــت بــاب الإلـه ينـزل منـه
وحــي آيــاته الــتي أوحاهـا
أنــت للمرتضــى وطــه كنفــس ولــروض الوجــود علــة غــرس
أنـت نـور منـه بـدت كـل نفـس أنــت عنــد الالـه لاهـوت قـدس
فـي غيـوب الخفـى التي أخفاها
أنــت قطـب دار الوجـود عليـه وجميــع الأشــياء ترنـو إليـه
وعليهــا يفيــض ممــا لــديه أنـــت كنـــز تقســمت بــديه
أرزق للــورى كـذا مـا سـواها
للــورى كنـت ظلّهـا الممـدودا ومعينــا تحيـي بـه الموجـودا
فلئن عشــت أو قتلــت شــهيدا أنـت حـيّ تحيـي جميـع الوجودا
بــإذن الحــي الــذي أنشـاها
لسـت أصـغي لعـاذلي فيـك سمعا يـا عليـا ذاتـا وأصـلا وفرعـا
بـك سـبع الشـداد شـيد بناهـا
كنــت للّــه فـي العـوالم ظلا بــل بــك اللـه للعبـاد تجلا
فبمـــاذا تــدنو إليــك محلا يا ابن من في العلى دنا فتدلى
قــاب قوسـين كـان أو أدناهـا
كيـف عـن قـدرك العلـي تعاموا وتمــادوا بـه وبعـدا ترامـوا
عجــزوا حيلــة وعنـك تنـاءوا يـا سليل الهداة من قد تساموا
رفعــة فــي جلالــة لا تضــاها
مثــل اللّـه أنتـم حيـث يضـرب ومقامـــاته العليـــة منصــب
وحــويتم ســرا مصــونا مغيـب أنتـم سـر آيـة النـور والسبب
المثـــاني وســر ســورة طــه
كم جبرتم للخلق في الغيب كسرا ونصــحتم للّــه ســرا وجهــرا
وغمرتــم بـالفيض بـرا وبحـرا أنتــم حجـة علـى الخلـق طـرا
مـن لـدن بـدئها إلـى منتهاها
بكــم صــنع ربنـا كـان محكـم ولــديكم أمــر الالـه المحتـم
بعلاكــم ومجــدكم كيــف يقسـم قســـما يــا ولات لــولاك لــم
تعـرف الخلـق فـي الوجود إلها
قــد هــديتم عقولهــا فـأقرّت أنكــم خيــر نعمـة قـد اسـرّت
أنتــم رحمــة الإلــه اسـتمرت فيكــم قـامت السـما واسـتقرت
وبكــم جملــة المهـاد دحاهـا
كـل شـيء يكسـي الوجـود فعنكم صــادر والأمــور طــوع يـديكم
وعلـى مـا أوحـى الإلـه إليكـم نطقــت ألسـن عـن اللـه منكـم
وهـي أقلامـه الـتي قـد براهـا
قبـل إيجـاد عـالم الكون كنتم وعلـى الخلـق في الوجود سبقتم
وعليكــم لمــا إليهـم نزلتـم نــزل الــذكر صـامتا فـأبنتم
ســر أسـراره لمـن قـد رعاهـا
فعلــى علمــه الالـه اجتبـاكم وباســرار غيبــه قــد حبـاكم
وبنــصّ الكتــاب أبـدى ثنـاكم مـا أتـى هـل أتـى بمدح سواكم
وكـذا النجـم بـل وشـمس ضحاها
مـن عـدا سـمتكم عـن الحق ضلا كيــف لا وهـو عـن هـداه تـولا
سـادتي كنهكـم عـن المـدح جلا فلأنتـم حجـب بهـا احتجـب الله
تعــالى عــن كـل شـيء عـداها
عنكــم اللــه سـره لـم يصـنه إذ رآكــم أهلا لمـا كـان منـه
وبكـم تأمـل الـورى مـا لـدنه وبكــم آدم لقــد تــاب عنــه
يـوم عـرض الأشـياء مـع اسماها
نعتكــم ألكـن البليـغ وأخـرس ذا بيـان أعيـى بـه كـل أكيـس
فعلاكــم عــن المديــح تقــدس يـا آل طـه يا من إذا ذكر الأس
مـاء منكـم يفـوح نشـر هـداها
فعليهــا منكــم لهــا لمعـات مــن ســناها لاحـت لنـا آيـات
هــي مــن ربكــم لكـم وسـمات أنتــــم ســـادة ولاة هـــداة
كـم لكـم مـن منـاقب لا تناهـا
ينفـد البحـر قبـل أن هي تنفد فبــأي يحـاط فيهـا مـن العـد
فـالحظوا مـن أتاكم قاصر اليد أنتــم عـروة الـولاء لمـن قـد
جــاء مستمســكا بحبــل ولاهـا
غرقــا فــي ذنـوبه فاحملوهـا يــوم لا ينفـع الـورى أهلوهـا
يــا كرامــا نفوسـهم بـذلوها وإليكـــم فريــدة فاقبلوهــا
مــن عبيـد لكـم لقـد أهـداها
قلتهــا مرغمــا أنــوف عـداة عـــدلت عنكـــم لشــرّ طغــاة
عــادلا مــن طريــق كـل غـواة راجيــا منكــم جزيــل هبــات
يــوم بعـث لنـا أريـد جزاهـا
أنتـم المحسـنون للخلـق صـنعا فلهــذا يضــيق صــدري ذرعــا
صـفر الكـف نحـوكم جـاء يسـعى طالبــا منكـم الشـفاعة جمعـا
ء لأهلـي يـا مـن هـم أولياهـا
أنــا رق وقفــت بيــن يـديكم فصــلوني بالفضـل ممـا لـديكم
وصــلت رحمــة الجـواد إليكـم وصــلاة الإلــه تــترى عليكــم
وســـلام الســـلام لا يتناهـــا
حسين الصحاف
2 قصيدة
1 ديوان
1924م-
1343هـ-

قصائد أخرى لحسين الصحاف