أمنزل أهل الوحي مالك مقفرا
الأبيات 36
أمنــزل أهــل الـوحي مالـك مقفـرا بـك الـدار ظلمـا بعـدما كنت مسفرا
أهــل بهــم اســتبدلت أهلا وصـاحبا وتنظــر أن يــأتوا فلا زلـت مغـبرا
أم اسـتبدلوا أهـل العلـى بك منزلا فسـاروا إليـه أم أبـو المـوت كبرا
فقـــال مجيبـــا للســؤال ودمعــه كســيل جــرى مــن شــاهق وتحــدرا
فلا اســتبدلوا منـي مكانـا ولا بهـم أخــذت رجــالا لا وعــزة مــن بــرا
وكيـف يطيـب العيـش مـن بعـدهم وهم مـن النـاس مابين الثريا إلى الثرى
ولكــن دعـاهم مـن براهـم فأسـرعوا ملــبين للــداعي ويــانعم معــبرا
وسـاروا ولكـن فـي ثرى الطف عرسوا باســد وعنهــم قصــرت اسـد الشـرى
بيــوم ســكارى تحسـب النـاس عنـده ومـا هـم سـكارى لكـن الحـرب حيـرا
فللــه هــم نيــف وســبعون فارسـا لقـد قـابلوا سـبعين ألفـا وأكـثرا
ومـا رعبوا بل أرعبوا الموت والعدى ومــا ضــعفوا والكـل للحـرب شـمرا
وقـد صـيروا السـبع الطبـاق ثمانيا فعـادت اراضـي السـبع سـتا وأقصـرا
وكـــل جـــواد ســـابح بـــدمائهم كمـا سـبحت أهلا لمكـارم فـي الـثرى
إذا اعتدلوا قطوا وقدوا إذا اعتلوا فقــط وقــد بينهــم قــد تبعــثرا
فمــا وجــدوا طعـم الاسـنة والظبـا ومـــا نــالهم إلا ســويقا وســكرا
فيــانعم أنصــارا ويـا نعـم صـفوة ويـا نعـم جنـدا فـي اللقاء وعسكرا
ولمـــا أراد اللـــه جـــل جلالــه نفــوذ القضــا فيهــم لربهـم جـرى
فخــروا علــى البوغـاء للـه سـجدا كمثــل نجــومحين خـرت علـى الـثرى
وقـام فريـد الـدين مـن بعـد فقدهم وصــال علـى الاعـداء ليثـا غضـنفرا
فجــــدل أبطـــالا وأردى فوارســـا ونكــــس أعلامـــا وآخـــر دمـــرا
وعينــاه عيــن للعــدى نـاظر بهـا واخــرى لمـن قـد عودوهـا التخـدرا
فما زال في ذا الحال في الكر حاكيا أبـــاه أميــر المــؤمين وحيــدرا
وفــي يــده ذات الفقــار فكــربلا بهــا لــم تجــد إلا دمـاء وعـثيرا
ولمــا بهــا أحيــا شــريعة جــده وكــان لهــا نـورا وفخـرا ومظهـرا
فنــا جــاه فـي طـور الجلالـة ربـه فخـر كمـا خـر الكليـم علـى الـثرى
وفــر إلــى نحــو الخيــام جـواده ففـرت بنـات الـوحي ينظـرن مـا جرى
فأبصــرن شــمرا جالسـا فـوق صـدره وقــد كـان للتوحيـد لوحـا ومصـدرا
ويفــري بحــد الســيف أوداج نحـره فشــلت يــداه أي نحــر بــه فــرى
وشــال علــى رأس الســنان كريمــه كمثـــل هلال فيـــه قــد لاح نيــرا
فزلزلــت الارضــون واحمــرت السـما عليــه ولــون الشـمس حزنـا تغيـرا
وأعظــم مــا رج العــوالم والهـدى وزلــزل قلــب الــدين حـتى تفطـرا
وقـوف بنـات الـوحي فـي مجلـس حـوى لكـــل دعــي راح يبــدي التجــبرا
ونغــل ابــن هنــد ضــاحك مــترنم بيــاليت أشــياخي ببــدر لتنظــرا
وبيــن يــديه ذلــك الطشـت ناكتـا ثنايـا حسـين يـا لعظـم الذي اجترى
ومـا زال يبـدي منـه مـا كان كامنا مــن الحقـد والبغضـاء حـتى تجسـرا
وســب علــي المرتصــى غيــر خـائف مـن اللـه والسـجاد يسـمع مـا جـرى
حسين الصحاف
2 قصيدة
1 ديوان
1924م-
1343هـ-

قصائد أخرى لحسين الصحاف