خذ الحذر من أهل الزمان وإن غضوا
الأبيات 40
خـذ الحـذر مـن أهـل الزمان وإن غضوا
ولا ترتضـي الفعـل القبيح الذي ارتضوا
ولا تقـــض حــتى تســتبين وإن قضــوا
مضى الصدق وأهل الصدق يا سعد قد مضوا فلا تطلبـن الصـدق مـن أهـل ذا الزمـن
فمطلبهـــم الــدنيا ومــا يــألفونه
ومـــن جــاءهم بالصــدق لا ينصــفونه
فــدعهم وســر بــالحق واعـرف فنـونه
فليـــس لهـــم صـــدق ولا يعرفـــونه قـد ارتكبـوا فـي لجـة الزيـغ والدرن
وليـــس لهـــم صــفوٌ بحــال وراحــة
ولــن ترتجــي يــا سـعد منهـم مـودة
فشــــيمتهم لهـــو وحمـــقٌ وفتنـــةٌ
تملكهــــم حـــب الحظـــوظ وشـــهوة النفـوس فقـل يـا رب عـاف مـن الفتـن
وهــذا زمـان الجـور والجهـل والـردى
فســـلم هــديت الأمــر للــه تهتــدي
ولا تكــترث فـي ذا الزمـان بمـا بـدا
فـأين أولـو التقـوى وأين أولو النهى وأيـن اولـوا الإيقـان والعلـم والفطن
وأيــن الــدعاةُ العــادلون لحــالهم
ومــن يطلــب العــافون غيـث نـوالهم
ومـــن لا تجــولُ الفانيــات ببــالهم
وأيــن الرجــال المقتــدى بفعــالهم وأقـوالهم يـا سـعد فـي السـر والعلن
فقـل لـي فهـل فـي السـوح منهـم معين
ونـاد وقـل فـي النـاس يـا قوم عينوا
لنــا منهــم شخصـاً فـإن لـم يـبينوا
أكلهــــم مـــاتوا أكلهـــم فنـــوا أم اســتتروا لمــا تعــاظمت المحــن
فـــآهٍ علــى فقــد الجميــل وفعلــه
فلـــو درت فــي وعــر البلاد وســهله
لمـــا تلـــق إلا ذو غـــرورٍ بجهلــه
ولــم يبــق خيـر فـي الزمـان وأهلـه وقـد هجـروا القـرآن والعلـم والسـنن
وصــاروا مطيعيـن اللعيـن مـع النسـا
وقــد دب داءُ الجهــل فيهــم وعرســا
فلـم يفرقـوا بيـن المطيـع ومـن اسـى
فـــآهٍ وآهٍ كـــم بقلــبي مــن أســا وكـم لـي وكـم بـي مـن عليـلٍ ومن شجن
لأنــي بلــوت النــاس فــي كـل مشـهدٍ
فمـــا خلـــت إلا ذا قصـــورٍ محـــددٍ
ومـــاذا أقـــول فــي زمــانٍ مبــددٍ
إلــى اللــه أشــكو والنــبي محمــدٍ وكـــل عليـــمٍ بالديانـــة مـــؤتمن
وصــلى إلــه الخلــق دأبــاً وسـرمدا
علـى المصـطفى بحـر المعـارف والنـدا
صــلاةً تعــم الآل والصــحب مــا بــدا
ســحابٌ ومــا نــاح الحمــامُ وغــردا ومــا حــن مشــتاق كئيــبٌ إلـى وطـن
عبد الله بلفقيه
155 قصيدة
1 ديوان

عبد الله بن حسين بن عبد الله، من بني الفقيه.

فاضل، له علم بالفقه والأدب، من العلويين، من أهل حضرموت. مولده ووفاته في تريم.

له كتب، منها (الفتاوى الفقهية) في فقه الشافعية، و(فتح العليم في بيان مسائل التولية والتحكيم)، و(قوت الألباب من مجاني جنات الآداب)، و(عقود الجمان والدر الحسان لأخبار الزمان) مجموع نظمه.

1850م-
1266هـ-