عَظُم المصاب وعمَّت الأكدارُ
الأبيات 33
عَظُــم المصــاب وعمَّــت الأكــدارُ وتحيــــرت بنزولـــه الأفكـــارُ
عظُـمَ المصـابُ فلـم تـزل في حسرةٍ تيهــاء ليــس لنــا يَلَـذُّ قـرارُ
لمصــيبةٍ وِجَلَــت بهــا ألبابُنـا وعقولُنــا مــن هَولِهــا تحتــارُ
لمصــيبةٍ كــادت تخــرُّ لهولهــا شــُمُّ الجبــالِ وتخســفُ الأقمــارُ
خطــبٌ لـه تبكـي القلـوب تأسـفاً ويزيــغُ منهــا العقـلُ والأبصـارُ
خطـبٌ لـه تـذري العيـونُ دموعهـا فكـــأنَّ دمعـــي وابــلٌ مِــدرارُ
ولقـد رايـتُ مـن الزمـان عجائباً إن الزمـــــان وصـــــرفَه دوّارُ
تتـــوحش الآثــار مــن نكَبــاته وبريبــــةِ تتصــــرَّمُ الأعمـــارَ
مــاذا يغـرُّ المـرء طـول حيـاته إنَّ الليــالي لــو تطــول قصـارُ
مــا هـذه الـدنيا ومـا لـذاتها أنيابهـــا تفريـــهِ والأظفـــار
المــوت يرصــدنا ونحــن بغــرَّةٍ فــإذا أتانــا ليـس منـه فـرارُ
كيــف التلـذُّذ بالحيـاة وعيشـها فـــي غصـــَّة وزمانهـــا غــدَّارُ
أجســـامنا للحادثـــات منــابر والمـــوت فيهــا واعــظ شــهّارُ
وكفـى لنـا ريـب المنيـة وَاعِظـاً لــو ينفــع التــوعيظ والإنـذارُ
ولنــا مــن الرحمـن وعـدٌ صـادق ســـتقودنا للقـــائه الأقـــدارُ
أســَفي علــى قمـرٍ تكامَـل نـوره قـــد أســـتَرَته الأرضُ والأحجــارُ
أســَفي علـى بحـرٍ يطـمُّ نـوىً لـه كرمـــاً حَـــوَتهُ خمســةٌ أشــبارُ
أســَفي علــى جبـل رسـا فرأيتـه حقــاً علـى أيـدي الرجـال يـدارُ
أسَفي على المَلِكِ المؤيد ذي النَّدى ذاك الكَمـــيِّ الصــارم البتّــارُ
أعنـي بـه حمـدان ذا الجود الذي وثقـــت بمنعــة عــزِّه الأخيــارُ
بحــر الكمــال مســدد الأعمــال محمـود الفعـال الصـابر الشـكَّارُ
قــد كـان عونـاً لليتـامى ملجـأ بـل كـان نصـراً إن أضـيم الجـارُ
قــد كـان شمسـاً يُستَضـَاءُ بنـوره قــد أشــرفت بضــيائهِ الأقطــارُ
قـد عـاش فـي الدنيا فلبَّى مُسرعا لمَّــا دعــاه الواحــد القهــارُ
تفــديك مـن حـدث المنيـة أيهـا المَلــكُ المعظَّــم يَعــرُبٌ ونِـزارُ
تفــديك أنفســنا وأمــوال لنـا لـــو أنَّ حَيَّــاً للفــداء يُجــارُ
يبكـي عليـك السيف بل والخيل بل يبكــي عليــك الــذابل القطَّـارُ
لمصـيبة فـي الـدين يعظـم رزؤها يبكــي الحليــم وتضـحك الأشـرارُ
للَّــهِ يــوم وفــاته مــن شـامت ومصـــيبة طُمِســت بهــا أنــوارُ
قَصـُرَ اللِّسـانُ عـن الرثـاء لأننـي دهشـــتنيَ الأهـــوال والأفكـــارُ
فلمثــل ذا يبكـي الحليـم كآبـةً ولمثـــل هــذا تُنشــَد الأشــعارُ
فلأبكينَّــك يـا عريـق المجـد مـا قــد غــرَّدت فــي روضــةٍ أطيـارُ
واللـه أسـأله المثابـة والرضـى فهــو المجيــبُ العـالم السـتارُ
حماد بن سعيد
1 قصيدة
1 ديوان