وهب الإلهُ لك المحاسن كلها
الأبيات 24
وهـب الإلـهُ لـك المحاسن كلها وحبـاك مـن رتب الكمال أجلّها
أبـداك فـي أفـق الجلالة نيّرا فـي هاته الخضراء تنشر عدلها
وأراك طـرق الحق بادية السنا وهـداك للتقـوى ومهّـد سـبلها
وكسـاك مـن حسن الثناء ملابسا ترصـى الملوك بأن تحوز أقلها
وأمــال نحـوك للخلائق أنفسـا فغـدوت منهـا إذ تؤمّـل سؤلها
ومنحـت رفقـا بالخليقة ضافيا وســع الإيالـة كلهـا فأظلّهـا
وتشــرّفت بــك خطّـة أوليتهـا مــا كنـت إلا أهلهـا ومحلّهـا
وافتـك ملقيـة القياد وحقّ إذ تخـذتك خـدنا أن نعظّـم نزلها
وكسـا رقـاب الخلـق منك قلادة أبـدى محاسـنها وأبـدع شكلها
وأحلّـك الدسـت الحـري بنيلـه وبـك الولايـة زانهـا وأجلّهـا
وأجـال رأيك في الإيالة منصفا ترعـى مصـالحها وتجمـع شملها
وتميـط عـن أرجائهـا ما آدها حملا ويـذهب حسـن رأيـك محلها
للّــه ســرّ فـي ولايتـك الـتي مـا أبصر الراؤون قدما مثلها
لم تختلف فيها العقول وشأنها نصـب الخلاف كمـا تقـدم قبلها
فانسـاب أفـواج لبيعتـك التي كـل يسـارع كـي يؤسـس أصـلها
يقتـادهم طـوع القلـوب محـرض والذات طبق القلب تعمل رجلها
وتبـادروا فيها السباق وإنما قصـد المسـارع أن يمسك حبلها
فــأريتهم عنـوان فضـل دلّهـم أن سـوف يعقـب وبـل كفك طلّها
فرجتــك أفئدةٌ لضـيق صـدورها جزمـا بأنّـك سـوف ترفـع كلها
قـد مـدّت الأعنـاق تأمـل صيبا وترقّبـت منـك الفواضـل كلّهـا
علمـا بأنـك واحـد فـي فضـله إن لـم تكن للمكرمات فمن لها
ورجـت بـك الإنجاز فيما ترتجي إذ أبـدت الأيّـام قبلـك مطلها
مـا سـاقها فيمـا ترجـى سائق يهـدي ولكـن طيـب صـيتك دلّها
ولتغتنـم من ألسن مهما انبرت فـي موطب كان الدعا لك شغلها
محمد بيرم الرابع
1 قصيدة
1 ديوان

محمد بيرم الرابع بن محمد بيرم الثالث بن محمد بيرم الثاني بن محمد بيرم الأول.

أول من لقب بشيخ الإسلام في تونس، مولده ووفاته فيها، كان عالماً بالحديث، له اشتغال بالتراجم وإحاطة حسنة بالأدب، ولي أعمالاً آخرها الخطط الدينية، بحيث لا يلي أحد منها شيئاً إلا بانتخابه. وصنف كتباً، منها (تراجم خطباء الحنفية)، و(الجواهر السنية) في شعر المتأخرين، (مجموعة - خ) في مشايخة وإجازاتهم له، و(كنانيش) كثيرة.

1861م-
1278هـ-