الصبرُ مفتاحٌ لكلِّ إياس
الأبيات 23
الصــبرُ مفتــاحٌ لكــلِّ إيــاس فاصــبر ولاتـك للنصـيحة ناسـي
دهــرٌ تــولى وانقضـت زهراتـه وتتـــابعت حســـراته للنــاس
وابيــضَّ منـه الأسـودانِ فـدمعه متتـــابعٌ ومشـــيبهُ للـــراس
لا تعـــذلوه واعــذروه فــإنهُ هيضــت بنــوه بكـل خطـبٍ قـاس
أسـفي علـى ترشـيش حين قيل لي وأنـا الضـنين بهـا وبالأنيـاس
قـد عيـل صـبري والتجلدُ مطمعي جريــاً علـى حـالٍ بغيـر قيـاسِ
مـا فـي وُقوفـكَ سـاعةً مـن باس تقضــي ذمــام الأربــع الأدراسِ
فانجاب جنحُ الليل منصبحُ الهدى عــن وجـهِ أحمـدَ طيـبِ الأنفـاسِ
وتتــوجت ترشيشــنا بمليكهــا وازدانـت الـدنيا بحسـن لبـاس
يـا أحمـد الميمـونُ في حركاته يـا بـن الأكارم يا أبا العباسِ
العـــدلُ أسٌّ للــدوام مصــيرهُ والظلــمُ بنيــانٌ بغيـرِ أسـاسِ
والنفـسُ تـأبى أن تضـام جبلـةً فاكتمـل لهـا مـا كلتـهُ للناسِ
والـبيتُ لا يُرسـى بغيـر عمـادهِ فــاجمع إذا أوتــادَهُ بقيــاسِ
لا تصــلح الـدنيا ولا أحوالهـا مـا لـم تكـن أنت الطبيب الآسي
واحـذر مكـائدَ كـل مـن صاحبته واعمـل بمـا قـد قيل في الناسِ
إنـي سـبرتُ الخلـقَ طراً أصبحوا فوضـــى بلا كيـــلٍ ولا مقيــاسِ
فاصـمد إلـى مـا قلتـه بمـودةٍ مـن خالصِ النصحِ الصميم الراسي
وارجع إلى العقل الذي قد ميزت أبنــاؤهُ مــن ســائرِ الأجنـاسِ
واطـو التحـابي وانشرن إنصافه واحمـل سياسـته علـى القسـطاس
واجرِ التجاربَ في ميادين الرضا واحـس لهـم مـا أنـت منهم حاسِ
ولـو اطلعـت علـى جواهرِ نظمها قـد سـطرت فـي وجنـةِ القرطـاسِ
مـن عهـد آدم ثـم مـن من بعدهُ لرأيــت نـوراً سـاطعَ النـبراسِ
كــن هكـذا فـي عـز مُلـكٍ آمـنٍ تُعطــي وتمنــعُ آخـذاً ومواسـي
محمد الأصرم
1 قصيدة
1 ديوان

محمد بن أحمد الأصرم، أبو عبد الله.

أديب، كاتب، ولد في تونس العاصمة، وبها نشأ وتعلم، قرأ في الكتّاب ثم في جامع الزيتونة، استكتبه حمودة باشا، وهو شاب، فرغب عن ذلك واختار مواصلة الدراسة، ولما مات والده قدّمه حسين باي كاهية لرئيس الكتّاب في ديوان الإنشاء، ثم تولى رئاسة هذا الديوان بعد وفاة عمه محمود الأصرم الذي كان يشغل الخطة.

ظل في خدمة المشير الأول أحمد باشا مدة ثم انقطع عن مباشرة الوظيفة بسبب معارضته لسياسة الوزير الأكبر مصطفى خزندار، ثم عاد إلى الخدمة في عهد المشير الثاني محمد باشا باي، ثم تركها وظل قابعاً في داره إلى نهاية أيامه.

توفي في تونس.

أهم آثاره: (ديوان شعر)، و(رسائل رسمية وأخرى أدبية).

1861م-
1277هـ-