كفاك يا سقم ما أنهكت من بدني
الأبيات 23
كفـاك يـا سـقم ما أنهكت من بدني أفـوقَ مـا نلـتَ من ضُعفي ومن وهني
ويــا زمــانُ لحـا عُـودي مُماطلـةً رفِّــه علـيَّ لحـاكَ اللَـه مـن زَمَـنِ
أنـى علـى الجسـمِ بل أودى بساكنِهِ فليــسَ يلــوي إلـى أهـلٍ ولا سـكنِ
ألقــى بــوجهي لأوبــاشٍ سفاســفةٍ أربــى طلابيهــم منِّــي علـى محـنِ
جـزاءُ سـُؤلي لهـم مـالي من المحن نكـدا فضـاعف فـي استجدائهم محني
منـــابتٌ وأصـــولٌ غيــرُ زاكيــةٍ تَزهُـو كنابتـةِ الخضـراءِ في الدِّمَنِ
إنـي سأصـرِفُ وجهـي للـذي افتخـرت بجــدِّهِ العـربُ العربـاءُ مـن يَمَـنِ
لمــن هُـو الـدهرَ ذُو بَيـتٍ مُكرَّمـةٍ مـن عهـدِ تُبَّـعَ أو مـن عَهدِ ذي يَزَنِ
يَبـدُو محيـاهُ كالسـيفِ الصـقيلِ لَهُ بشـرٌ كأحسـنَ مـن أبصـرتُ مـن حَسـَنِ
ذو همَّــةٍ لا تــرى الجـوزءَ مَنزِلَـةً وطللعَـةٍ مثـلَ صـوبِ العـارضِ الهَتِن
لجـأتُ مِنـهُ إلـى كَـفٍّ لـو التفتـت عيـنُ الزمـانِ لَـهُ عـادَت ولم تَرَني
علقتــه بعــد أن أشــقى علىغـرقٍ رُوحــي ونـاديتُ واغوثـاً فـأدركني
لــذاكَ رُوحــي لـم يملـك أزمتَهـا ســواه فهــي كرهــنٍ عنـد مرتهـنِ
إليــه وجهــتُ آمــالي فأســعفَها وصـانَ وجهـي إذ المـأمُولُ لـم يَصُنِ
محمــدُ الأصـرمُ السـامي إلـى رُتَـبٍ لـو حـامَ حولَ حماها النسرُ لم يَبِنِ
رُكـنُ الكتابـةِ دُسـتُورُ الوزارةِ بَل فخــرُ الإمــارةِ بالأســرارِ مُـؤتَمَن
مَــولاي لا تُبعــدني هفــوةٌ وقعــت لـديكَ مـن سـاحةِ المعـروفِ والمنن
فــالبحر أنــت وذنــبي لا يُكـدِّرُهُ فمــا الذبابـة إن مـرت علـى أذنِ
يـا نعمـة السـيدِ المـولى لمعترفٍ بالـذنب إيـاك نرجـو أن تراجعنـي
لا تــتركني لظــنٍّ لــو تمكـنَ مـن جســمي وكــان لـهُ نـارٌ لأحرقتنـي
فكيــفَ آمــلُ مــن أمثـالهِ فرجـاً والنفـس فـي مثـلِ هـذا لا تطاوعني
بقيــتَ مـا طلعـت شـمسٌ علـى أفـقٍ ومــا ترنَّــم قمــريٌّ علــى فنــنٍ
ودُمــتَ فــي شــرفٍ عـالٍ لـهُ كنـفٌ على ثرى العصمِ أدنى منه في المنَن
محمد المناعي
1 قصيدة
1 ديوان

محمد بن محمد بن سليمان المناعي، حمدة، أبو عبد الله، ينتمي إلى قبيلة أولاد دريد الهلالية.

شاعر، كاتب، ولد بتونس العاصمة التي نزح إليها أبوه، وكان كاتباً في ديوان الإنشاء في عهد حسين باي، قرأ المنّاعي في الكتّاب ثم في جامع الزيتونة، وتخرج منه على عدد من أعيان المدرسين، وقد حصلت له ملكة أدبية، وأصبح له باع في التحرير والإنشاء، استكتبه حسين باي في حياة والده، ثم ضمه بعد ذلك الوزير شاكير صاحب الطابع إلى الخدمة معه، توفي في تونس.

وله (رسالة إلى أحمد باشا باي في الشكوى من أبي الضياف وسائر أعدائه)، وقصائد تشكّ ومدحيات من معاصريه.

1857م-
1273هـ-