أقدّم قبل القصد شكرا لمنعم
الأبيات 101
أقــدّم قبـل القصـد شـكرا لمنعـم علينـا بمـا أربـى علـى كـل أنعم
علـى عـزّ هـذا الدين والملّة التي لحقتهــا فــازت بفضــل التقــدّم
وأتبعــه أزكــى الصــلاة مســلّما علـى أشـرف المخلـوق قـدرا وأعظم
نــبيّ لــه وصــف النبــوة ثـابت وآدم بيـن المـاء والطيـن فـافهم
محمّـد مـن قـد أظهـر اللّـه دينـه بمكّـة ذي الـبيت العـتيق المعظّـم
وأعلاهُ بالأنصـــار إذ حــلّ طيبــة فحيّـــا بــوجه مشــرق ذي تبســّم
ومــا زال محـروس الجنـاب مؤيّـدا بكـــلّ إمــام بــالعلا ذي تهمّــم
محوطــاً إلـى أن آل تـدبير أمـره وحفــظ حمــاه بـالخميس العرمـرم
لحــيّ حلال يعصــم النــاس أمرهـم إذا طرقـت إحـدى الليـالي بمعظـم
كــرام فلا ذو الضـغن يـدرك تبلـه لـديهم ولا الجـاني عليهـم بمسـلم
ملــوك بنـي عثمـان سلسـلة العلا غصـون نمـت غـذ فرّعـت مـن غطمطـم
فللّـه مـا قـد شـيّدوا مـن بنـائه ومـا هـدموا للكفـر مـن كـل معلم
لقـد أحكموا أمر الجهاد بما أتوا بـأعظم صـنع فيـه مـن بعـد أعظـم
فكــان لهــم واللّــه يكلأ مجـدهم بمـا فعلـوا حقّـا علـى كـل مسـلم
وقـد رمت في ذا النظم جمع ملوكهم وجمــع مزايــاهم لــتروى فتعلـم
فــأوّلهم عثمــان بــاكورة العلا مـذيق الـردى مـن بأسـه كـلّ مجرم
لـه فتحـت بورسـا فاضـحت سـريرهم فكـان لهـا فـي ذاك فضـل التقـدّم
وثـانيهم أرخـان مـن قـد أتـت به كريمــة مـن صـلب الـوليّ المعظّـم
شــجاعتهُ قــد أظهرتهــا حروبــه فعنــه بمــا تختـار فيهـا تكلّـم
وثــالثهُم مــن نـال فضـل شـهادة مــراد محلـي القـرن حمـزة عنـدم
فـذاك الـذي قـد فـضّ ختـم أدرنـة فـذاقت بـه بـرد الهنـا والتنعّـم
ورابعهــم شــمس العلا بايزيــدهم مــواقفه فــي الحـرب مـرّة مطعـم
لئن كـان مع تيمور ما أنفذ القضا فـإنّ ارتكـاب الغـدر منشا التثلّم
ولا عجــب للأســد إن ظفــرت بهــا كلاب الأعــادي مــن فصــيح وأعجـم
فحربــة وحشـيّ سـقت حمـزة الـردى وحتـف علـيّ مـن حسـام ابـن ملجـم
وخامســهم فخــر الملــوك محمــد مجــدّد هـذا الملـك بعـد التصـرّم
وسادسـهم ثـاني المراديـن من رقى مــن العــزّ مرقـى لا ينـال بسـلّم
تخلّـى عـن الأمـر اختيـاراً لشـبله وعــاد مجــبر الحـال خـوف تـألّم
وســابعهم فحــل الفحــول محمّــد لــه فتــح اسـطنبول أشـرف مغنـم
عقيلــةٌ عــن صـيد الملـوك تمنّـت وكلّهـــم فــي وصــلها ذو تهمّــم
لقـد جاءهـا يختال في العزّ مودعا خبايـا المنايـا عنـد جيـشٍ عرمرم
لــدى أســد شــاكي السـلاح مقـذف لــه لبــدٌ أظفــاره لــم تقلّــم
فزحـزح عنهـا سـيّد الـروم خاسـئا لـدى حيـث ألقـت رحلهـا أمّ قشـعم
وحــلّ بهــا لمّــا تنـاءت جنـوده بتكــبير منشـي العـالمين ومعـدم
وقـد وسـم السيف العدى في رؤوسهم كـــأنهم قـــد حصــّبوها بعظلــم
فمـا الحـرب إلا مـا رأوا من بلائه ومـا هـو عنهـا بالحـديث المرخّـم
وثــامنهم فــرعٌ لهــم بايزيـدهم أخـو الجـود مـن ذا سـدّ خلّة معدم
وتاســعهم مفتــاح فتــح ممالــك غـدت فـي جـبين الـدهر غـرّة أدهم
سـليم الـذي قـد حـلّ بالشاه بأسه فأدبر يطوي الأرض من قرب جهضم كذا
ولاح بتـــبريز ســـناه فأصـــبحت عروســا تجلّــت فـي وشـاح منمنـم
ومـن برقـت بالشـام أنـوار برقـه دعتــه دعــاء البــائس المتظلـم
فســـكّن منهـــا روعــة بقــدومه وضــمّت عليــه ســورها ضـمّ معصـم
وواجــه مصــر بالــذى ذ تلكّــأت فــأجرى بهــا نيلا تــدفق بالـدم
وقــد غرّهـا الغـوي فغـار بـدافق وأقبـــل طومــان كــذئب لضــيغم
فأصــبح مطلوبــا ببــاب زويلــة يــداس بأقــدام ويوطــأ بمنســم
ولـم يبـق مـن أبنـاء جركـس ناعقٌ كــأنهم قــد لامســوا عطـر منشـم
وأضــحى ســليم للمقـامين خادمـا بــذاك ينــادي للســلاطين خــدّمي
وعاشـرهم ذو الرأي والبأس والندا سـليمانُ جـرّاع العـدى كـاس علقـم
قـد انتظمـت بغـداد فـي سلك ملكه فصـار لـه أمـر العراقيـن ينتمـي
وقـــد ظهــرت آثــاره بحــديثها حـداة الـورى تحـدو بـه كـلّ موسم
فمنهــا ويــا للّــه غــزوة رودس تغنّــي بهــا طيــر الفلا بــترنم
وفــي سـكتوار بعـد أن فتحـت لـه أجــاب إلـى المـولى بقلـب مسـلّم
فلاحــت بـأفق الملـك طلعـة شـبله ســليمن عظيـم القـدر فـرع معظّـم
لهمّتــه العليــا قــبرص أذعنــت تقابـــل مســـعاه بــوجه مغشــّم
وفــي يمـن مـن بعـد بـدء فتـوحه لواحـــد الأرض اتـــى بـــالمتمّم
وأحيـا بـه الرحمـان تـونس عندما غــدت بعــد عـزّ شـامخ فـي تحطّـم
فشـــدّ بضــبعي ســعدها فأقــامه وكــان بقهــر الأسـر صـاحب محتـم
ومـن بعـده قـد بـايع الناس فرعه مـرادا كريـم النفـس وابـن مكـرّم
ويتلــوه فـي دسـت الإمامـة شـبله محمـد مغضـي الطـرف عـن فعل مأتم
أقـام على أغرى كذا فأبدى بأفقها ســحائب حــرب أمطــرت كـلّ لهـزم
وغفّــر للرحمــان فـي الأرض وجهـه فئاب بفتـــح للطـــواغيت مرغــم
وقـام ابنـه ذو الحسـن أحمد بعده يحــيّ ببــدر تحــت تــاج منظّــم
ومـن بعـد هـذا مصـطفى بـن محمّـد أقيــم ولكــنّ عقــده غيـر مـبرم
فبويــع عثمــان بـن أحمـد بعـده وأنــزل عــن قــرب لأمــر محتّــم
وقـد عـاد بعد الخلع خاقان مصطفى وأنـزل بعـد العـود مثـل المقـدّم
فجــاء مــراد نجــل أحمـد بعـده فكـــان كعلـــم لاح إثــر تــوهّم
أطــلّ علــى دار الســلام بجيشــه فأنقـــذها مـــن رافضــيّ مــذمّم
وقــد لبســت مــا زانهـا لمسـرّة وألقـت بمـا قـد شان من ثوب مأتم
وعــادت إلــى عاداتهـا دار سـنّة تجــرّرُ أذيــال انهــى والتنعّــم
وقـد قـام إبراهيـم وهو ابن أحمد فللّــه مــن حــزم وحســن توســّم
بعنويّــة منــه وقـد جـاس أرضـها بأســياف أجنــاد لـه نهـش أرقـم
أقــاموه عــن كرســيّه وتقــدّموا لمـن هـو فـي عهـد الصبا والتنعّم
محمــد فـرع منـه فانصـدع البنـا وهــبّ مــن الكفــار كــل تضــرّم
ولكنّـــه لمــا تكامــل واســتوى بــدا منـه حـزم فاضـح كـل أحـزم
فتمّــم فتحــا كــان ســنّه والـدٌ بكنديّــة أعظــم بــه مــن متمّـم
وناهيــك مــن فتـح يضـيق بيـانه عـن النظـم فـانظر للتواريخ تعلم
ومـن بعـد هـذا تـم بـالخلع أمره فيالــك مــن فعــل قبيــح مـذمّم
فقـــام ســليمان أخــوه مقــامه ولـم يـأل جهـدا فـي صـلاح المحطّم
ومـن بعـده قـد قـام أحمـد صـنوه فبــانت جــراح لا تــداوى بمرهـم
وأعقــب هــذا مصــطفى بـن محمّـد وأخــر عمــا نــاله مــن تقــدّم
فقــام أخــوه أحمــد بعـد خلعـه وســلم لمّــا شــام بـرق التـألم
وقــد فتحـت تـبريز قهـرا ومـورة بأيّــامه وجــه الزمــان المطهّـم
فبويــع للســلطان محمــود بعـده هــو ابـن أخيـه مصـطفى المتقـدّم
ومـن بعـده قـد قـام عثمـان صنوه ومـن بعـد هـذا مصـطفى ذو التقدّم
إلـى الموسـكو إذ وجّه العزم نحوه وجــرّد فــي حــرب لـه كـل أصـرم
ومـن بعـده عبـد الحميـد إمامنـا أخــوه عظيــم مــن عظيــم مفخّـم
أبــان لـه اللّـه الهـدى وأنـاله رشــادا وتسـديداً لـدى كـل مهمـم
فهــاك ســلاطين الزمــان جمعتهـم بنظــم كســمط بــاللئالي منظّــم
وعــدّتهم ســبع وعشـرون قـد غـدت ســماء العلا منهــم تضـيء بـأنجم
ودولتهــم خمــس الهنيـدات عمّـرت وفـي طـول هـذا العمر لم تك تهرم
وذا فـي ثمـان بعـد تسـعين ضـمّها إلـى مـائة مـن بعـدها ألـف تعلم
وناظمهــا العبــد الفقيـر محمّـد أقـلّ الـورى المشـهور فيهم ببيرم
يقـول تنـاديني المعـالي بقولهـا إليـك الـذي قد قلت فيهم به اختم
أيـا دولـة أربـت علـى كـل سـابق عليهـا لعـزّ الـدين والملّة اسلمي
وقـد سـلمت حتّـى رأت فـي سـريرها همامـا بـه الـدين الحنيفيّ يحتمي
سـليم نـن خاقـان الخواقين مصطفى لـه فتـح مصـر قـد غـدا خير مغنم
لــه حصـلت مـن بعـد هـذا شـهادة بهـا نـال في الفردوس طيب التنعّم
كمــا حصـلت مـن بعـده لابـن عمّـه وذا مصــطفى فــادع لـه بـالترحم
تلاه إمــام العصــر محمـود صـنوه جليــل عظيــم مــن جليــل معظّـم
أطـل يا إلاه العرش في الخير عمره وصــنه لحفــظ الـدين ربّـا وسـلم
ولا زال هـذا الـبيت للـدين قائما إلـى زمـن المهـديّ عيسى ابن مريم
محمد بيرم الثاني
3 قصيدة
1 ديوان

محمد بيرم الثاني بن محمد بن حسين بن أحمد بن محمد بن حسين بن بيرم.

فاضل من علماء تونس، ولي القضاء سنة 1192هـ، واستقال بعد عام وثلاثة أشهر، ووليه ثانياً سنة 1194 واستقال سنة 1215 فتقلد الفتيا.

له كتب ورسائل، منها (رسالة التعريف بنسب الأسرة البيرمية - خ)، و(حسن البنا في جواز التحفظ من الوبا - ط) رسالة.

وله نظم ونثر.

1831م-
1247هـ-