الأبيات 24
كفنـــــوه بجفـــــوني واغســــلوه بــــدموعي
واحملـــــوه بوقــــار وضــــــعوه بخشـــــوع
وادفنـــــوه وتقــــاه بيـــن محنــيِّ الضــلوع
كـــل هـــذا لا يفيـــه حقـــه عنـــد الجميــع
إن غسـلتوه بمـاء المزن مــــن غيــــث همـــوع
فلقـــد كـــان نقيـــا فـــي قيـــام وهجـــوع
أو دفنتــــوه بلحــــدٍ طــاب فيــه مــن ضـجيج
فَهـو مـن جثمانه الطاهر أضـــــحى كـــــالبقيع
فـاتركوا القـبر بلا كلس ولا نقــــــش بـــــديع
إنـه كـان يحـب الانـزوا غيـــــــر وضـــــــيع
فهـو شيخ العلم والأعمال فـــي طهـــر الرضـــيع
وهـــو إيثـــار وزهــد فـــي خشـــوع وخضـــوع
وهــو فــي التقـوى ملاك ذو ســـــجود وركــــوع
طلَّـــقَ الــدنيا ثلاثــا بائنــــا دون رجــــوع
حســـبه بُلغـــةُ عيـــش يعـــدها لذعـــةُ جــوع
وهـــو لوشـــاءَ لأضــحى اليــوم فـي عيـش وسـيع
جــاهه فــي كــلّ حــزب منتهــى جمــع الجمــوع
قيل مات الشيخ عبد الله بالـــــداء الســــريع
فتــــولَّهْتُ اكتئابــــا ســـامعاً غيـــر ســميع
واجمــــا لـــم أع إلا صــدمةَ الخطــب الفظيـع
ثــم ســال الـدمعُ لكـن مــدمعي دمــع الشــموع
هـو مـن قلـبي ومن جسمي بــــل منـــي جميعـــي
كـان بدرا فتوارى اليوم مــــن غيــــر طلـــوع
رحمـــة اللـــه عليــه فـي الملا الأعلـى الرفيع
خالد الفرج
126 قصيدة
1 ديوان

خالد بن محمد بن فرج، من أسرة آل طرّاد، من المناديل، من الدواسر.

شاعر أديب مؤرخ، كان أسلافه في (نزوى) من وادي الدواسر، واستقر أبوه في الزبارة (من قطر) وخربت فانتقل إلى مسقط ثم إلى الكويت، وبها ولد خالد وتعلم وسافر إلى بومبي، في الهند، كاتباً عند أحد تجارها العرب، وأنشأ فيها مطبعة، ثم عاد إلى الكويت، وأراد السكنى في البحرين، فمنعه الإنكليز من دخولها، فنظم قصيدة مطلعها:

إن شئت بالبحرين تصبح تاجراً فاجعل بأول ما تبيع ضمائرا

وسكنها بعد ذلك وجُعل من أعضاء مجلسها البلدي، ودرس في مدرسة الهداية بها، ومدح حاكم البحرين بقصائد، ثم عاد إلى الكويت (1927) واتصل بعبد العزيز آل سعود، ومدحه، وعُيّن مديراً لبلدية الأحساء، فالقطيف فالدمام، وأنشأ في هذه (المطبعة السعودية) وزار من أجلها دمشق وبيروت مرات، وأصيب بمرض الصدر، فسكن دمشق قبل وفاته بسنتين، وتوفي ببيروت، ولم يبلغ الستين.

له كتاب (الخبر والعيان) في تاريخ نجد وما حولها في العصر الحديث، و(مذكرات) في تاريخ آل سعود، و(أحسن القصص- ط) في سيرة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وهو ملحمة شعرية، بأسلوب عصري لطيف، جعل كل صفحة شعرية منها تقابلها صفحة نثرية، و(ديوان خالد الفرج- ط) وفيه من لطائفه أبيات قالها لما أعلن المستشرق الإنكليزي (فلبي) إسلامه، ومن كتبه (ملحق لديوانه- ط)، و(ديوان النبط- ط) جزآن، وهو مجموعة من الشعر العامي في نجد، علق عليه بتفسير ألفاظه وتراجم بعض قائليه، و(علاج الأمية- ط) رسالة عالج فيها تبسيط الحروف العربية في الكتابة، و(رجال الخليج- خ) تراجم. وكان جميل الخط إذا تأنق.

1954م-
1373هـ-