إِلَيكَ إلهَ العَرشِ أَشكُو تَضَرُّعاً
الأبيات 20
إِلَيـكَ إلـهَ العَـرشِ أَشـكُو تَضـَرُّعاً وَأدعُـوكَ فـي الضـَّرَّاءِ رَبِّي لِتَسمَعَا
وَكَـم دَمَّـرُوا مِـن مَربَـع كَانَ آهِلاً فَقَـد تَرَكُـوا الدارَ الأَنِيسَة بَلقَعا
فَأَصــبَحَتِ الأَمـوَالُ فِيهـم نَهَائِبـاً وَأصــبَحَتِ الأَيتَــامُ غَرثَـى وَجُوَّعَـا
وَفـرَّ عَـنِ الأَوطَـانِ مَـن كَانَ قَاطِناً وفُــرِّقَ إِلـفٌ كَـانض مُجتَمِعـاً مَعَـا
مَضـَوا وانقَضَت أيَّامُهُم حِينَ أَورَثُوا ثَنَــاءً وذِكـراً طَيِّبـاً قَـد تَضـَوَّعَا
فَجــازَاهُم اللـه الكَرِيـمُ بِفَضـلِهِ جِنَانـاً ورَضـواناً مـنَ الله أَرفَعَا
فَـإن كَـانَتِ الأشـبَاحُ مِنَّـا تَبَاعَدَت فَـــإنَّ لأَروَاحِ المُحِبِّيــنَ مَجمَعَــا
عَسـَى وَعَسـَى أَن يُنصـُرَ الله دِينَنَأ وَيَجبُـرَ مِنَّـا كُـلَّ مَـا قَـد تَصـَدَّعَا
وَيَعمُــرَ لِلســَّمحَا رُبُوعـاً تَهَـدَّمَت وَيَفتَــحَ ســُبلا لِلهدايَــة مَهيَعَـا
وَيُظهِـرَ نُـورَ الحَـقِّ يَعلُـو ضـِيَاءُه فَيُضـحِي ظَلاَمُ الشـّركِ وَالشـَّكِّ مُقشِعَا
إلهِـي فَحَقِّـق ذا الرَّجَـاءَ وَكُن بِنَا رَؤُوفـاً رَحِيماً مُستَجِيباً لَنَا الدُّعَا
أَلاَ أيُّهَــا الإِخـوَانُ صـَبراً فَـإنَّني أرى الصـبر للمقدور خيراً وأنفعا
وَلاَ تَيأسـُوا مِـن كَشـفِ مانـابَ إنَّهُ إذَا شــَاء رَبِّـي كَشـفَ ذَاكَ تَمَزَّعَـا
وَمَا قُلتُ ذَا أشكُو إِلَى الخَلقَ نكبةً وَلاَ جَزَعــاً مِمَّــا أصــَابَ فَأفجَعَـا
فمـا كَـانَ هـذا الأمـرُ إلاَّ بِقُـدرَةٍ بِهَــا قَهَـرَ اللـه الخَلاَئِقَ أجمَعَـا
وَذَالِــكَ عَـن ذَنـبٍ وَعِصـيَانِ خَـالِقٍ أَخَـذنَا بِـهِ حِينـاً فَحِينـاً لنرجعا
وَقَــد آنَ أَن نرجُـو رِضـَاهُ وعَفـوَهُ وأَن نَعـرِفَ التَّقصـِيرَ مِنَّـا فَنُقلِعَا
فَيَـا مُحسـِناً قَـد كُنتَ تُحسِنُ دَائِماً وَيَـا وَاسـِعاً قَـد كانَ عَفوُكَ أَوسَعَا
نَعُـوذً بِـكَ اللَّهُـمَّ مِـن سُوءِ صُنعِنَا فَـإنَّ لنَـا فـي العَفوِ مِنكَ لَمطمَعَا
أَغِثنَـا أَغِثنَـا وَادفَعِ الشِّدَّةَ الَّتي أَصـَابَت وَصَابت وَاكشِفِ الضُّرَّ وارفَعَا
ابن معمر
3 قصيدة
1 ديوان

عبد العزيز بن حمد بن ناصر بن معمر.

من علماء نجد، ولد في الدرعية، أيام ازدهارها، وأخذ عن علمائها، وصنف (منحة القريب - ط) في الرد على كتاب لأحد القسوس البريطانيين، وفي أيامه كانت الحرب مع إبراهيم باشا بن محمد علي، وخربت الدرعية وتفرق رجالها، فرحل ابن معمر إلى البحرين، وتوفي بها.

ويكاد يفوق معاصريه في وفرة شعره الذي أنشأه في بكاء الدرعية.

1828م-
1244هـ-