الأبيات 92
إلا مــن لعيـن عـزّ وجـدا هجودهـا وهــان عليهــا بالمـدامع جودهـا
تفيــض لــذكر الفيضــتين بعـبرة كــأني إذا كفكفتهــا اســتزيدها
ومـن لحجـى أذكـى بـه الشوق شعلة تشــب اسـتعارا إذ يـروم خمودهـا
وأنــي علــى نـار الغـرام تجلّـدٌ ومـا غيـر حبّـات القلـوب وقودهـا
سلاســلمات المهــر أيــن ترحّلــت مهـارى اللـوائي بارحتهـا وقودها
وهــل ذكــرت أيامهـا أم تنوسـيت وهـل رعيـت أم هـل أضـيعت عهودها
وهــل سـمرات الـديس غـودرن ذبّلا أم اخضـر لمـا أدبـر الصيف عودها
وهــل تتمشــى فــي نقاهـا عشـية تجـر مـروط السـندس الخضـر خودها
تمـور علـى أوسـاطها الهيـف أوشح وتشــكو براهــا حشـوها وبرودهـا
حنانــا لخلخــال أغصــّته سـوقها ورحمــى لقلــب أخرســته زنودهـا
تهــادى علـى كثـب تنـوء بمثلهـا إلـى فيـء أفنـان حكتهـا قـدودها
تعــاقب فـي ذاك المطـاف مطـافلا أعيــرت لهــا أجفانهـا وجيودهـا
وهــل جــاد أرجـاء المـزرّب صـيّب فبــث زرابــي النبــات مجودهــا
فســامت بـه الأنعـام حـتى كأنمـا وســامته غضــا اتيحــت جلودهــا
وهــل لركابــا أم مـدلس أم إلـى بقايــا إضـاء الريشـتين ورودهـا
وهــل بربــا الادي مهــاةٌ مرِبّــة تنازعهــا كــاس الـوداد اسـودها
أم انتشـــرت روادهـــا فتحصــّلت تقاذفهــا فــي لامــع الآل بيـدها
هوادجهــا تكســو جمــالا جمالهـا وتجمــل فــوق الناجيـات قتودهـا
فمــا برحـت تنسـاق طـوع حـداتها إلـى حيـث تحـدو المدجنات رعودها
فتفــتر عــن بــرق خفيـف مذيلـة مــذارف مــن عيـن بطىـء جمودهـا
فتكسـو محيّـا الأرض أرديـة الحيـا فتشــرق بــالأنوار منهـا خـدودها
فـأحبب بهـا أرضـا إلـى وشـدّ مـا تشــوقني إن شـاقت القلـب غيـدها
ولكـن هـوى أرض الحجـاز استمالني فلمّــا يشـقني اليـوم إلا شـهودها
وليــس كـدائي مـن غـرام كـدائِها وقـد كـاد يـودي بـالفؤاد كديدها
فخِــد نحوهــا بــاليعملات فانمـا لطيبــة عنــدي يســتطاب وخيـدها
تخَيّلهــا الأشــواق لــي فإخالُهـا تـداني علـى شـحط المـزار بعيدها
تواعــدني الهمــات ان ســأزورها وأيـن مـن الأنجـاز تجـري وعودهـا
مــزار البقــع الطــاهرات تـودّه حشاشــة قلــبي والخطـوب تـذودها
فحتّـام تثنيهـا النـوائب والنـوى وبــرح الجـوى يسـتاقها ويقودهـا
إلا يــا رســول اللّـه حبّـك حببـت إلـــيّ بــه وهــدانُها ونجودهــا
فمــا غيـر أرض أنـت فيهـا مُيَمّـمٌ لنيـل المنـى مـن كـل وجه صعيدها
وهـل جنـة الدنيا سوى الأربع التي حوتــك وهــل إلا ربيعــك عيــدها
بميلادك الأقطــارُ نــارت وأصــبحت لحلــي بنقصــار السـعادة جيـدها
وأمسـى الليـالي سـاقطا دبرانهـا وطالعــة فــي الخـافقين سـعودها
دعــوت إلـى التوحيـد وحـدك أمـة تطــاول فـي ليـل الضـلال وجودهـا
ومــا ألفــت غلا الأباطيــل ملــة تواصــت بهــا أنجالُهـا وجـدودها
فمـا صـدك الإيـذاء منها ولا الهوى ولا عــن هـداك المسـتبين صـدودها
ولــم تكــترث منهـا بكـثرة عـدة ولا عـــدد إذ حاربتـــك جنودهــا
إلـى أن أجـابت عـن رجـاء ورهبـة ومــن شـرك الاشـراك حلّـت قيودهـا
فقيـد إلـى الإيمـان طوعـا منيبها وســيق لــه بالهنـدواني عنيـدها
وبلغتهــا الـذكر الحكيـم تحـديا ولا نـوع مـن نسـج البـديع يئودها
فـاعلن بـالعجز اعترافـا خطيبُهـا وناثِرُهــا عــن مثلــه ومجيــدها
بـه لـم يجـد للطّعـن وجها بليغُها ولـم يجـد شـيئا بالطعـان حسودها
ومــا لنــبيّ دام وجــدان ءايــة وءايتــه الكـبرى اسـتمر وجودهـا
فلا حــد معلــوم لغايــة حســنها ولا تعتـدي فـي العـالمين حـدودها
وتمكيــن ديــن المصـطفى وكمـاله بــه يشــرتنا نورُنــا وعقودهــا
واثنــى علــى أخلاقـه اللّـه كملا ومـا زال فـي أوج الكمـال يزيدها
وفـي ليلـة المعـراج أسـرى بذاته ولـم يـدر الا اللّـه كيـف صـعودها
إلــى حضــرات لـم تسـعها عبـارة وعـن دركهـا الافهـام كـلّ حديـدها
واخــوانه الرســل الكــرام قلادة بهـا ازدان جيد الدهر وهو فريدها
بنــي اللّـه للعبـدان قبـة دينـه فكـانوا لهـا الأطنـاب وهو عمودها
ومـــا أرســـلوا الا خلائف قبلــه إلـى الأمـم الأولـى ليهـدي رشيدها
تلاشــت بــه نصــرا لهـود وصـالح بســوء عــذاب عادهــا وثمودهــا
واعطــت علــى تصــديقه أي موثـق لعيســى نصـاراها وموسـى يهودهـا
ببعثتــه كــانوا مقرّيــن قبلهـا فـأنّى لهـم عنـد العيـان جحودهـا
وكيـف عمـوا عـن نـوره بعدما لهم تـــبين ماضــي ءايــة وجديــدها
فمـاذا أحسـت نـار فـارس إذ خبـت وغــارت ســواقيها وخــر مشـيدها
ومـاذا بـدا للنخـل إذ حـنّ جذعُها وإذ عـاد عضـبا فـي يـديه طريدها
وللسـحب إذ مـا شـاء سـحت وأقلعت وإذ خيمـــت ظلا عليـــه بنودهــا
وللجــنّ إذ للرشـد يهـدي سـفيرها وغـذ برجـوم الشـهب يرمـى مريدها
وللعـرب العربـاء إذ ريـض شمسـها وغـذا قبلـت مـن كـل فـج وفودهـا
فسـائل قريشـا عنـه إذ بيـن والد وعـــمّ تصــدى للــبراز وليــدها
وإذ بـاتت النيـران توقـد حولهـا فـآذن بـالحرب ابـن حـرب وقيـدها
ويـوم كسـا ثـوب الهـوان هوازنـا فــأعتق رعيــاً للرضــاع عبيـدها
وســل يــوم سـلّت لليهـود سـيوفه معاشــر يجليهــا واخـرى يبيـدها
وزينبهــا إذ سـمت الشـاة مـارأت وفــي ســحره مـاذا رءاه لبيـدها
وحسـبكَ مـا عنـه الجمـادات أفصحت وفــاه بــه ظــبي الفلاة وسـيدها
محامــد لا تمــدد لاحصــائها يـدا فقـد يعجـز العـد الطويـل مديدها
ويــا نعـتَ أوصـاف مـدائحها أتـت مـن اللّـه والـروح الأميـن بريدها
ومــاذا بــه نثنـي عليـه وانمـا نعـوت الثنـا مـن وصـفه نستزيدها
مقاصــد تسـتدعي الفصـيح لنظمهـا وتفصـح عـن نيـل المـرام قصـيدها
شــفت شــفتي ممــا يشـف وفكرتـي مـــدائحه انشـــاؤها ونشـــيدها
شــمائل بـالتكرار تحلـو فتشـتهي مناطقنـــا ان لا تــزال تعيــدها
وأمّتــهُ قــدها مـن الفخـر انهـا غـداً شـهداء النـاس وهـو شـهيدها
محجلـــةً غُـــرّاً جلاهــا وضــوءها وغـادرَ سـيمي فـي الوجـوه سجودها
تــدين لهـا فـي فضـلها كـل أمـة وترهبهــا شــم الملــوك وصـيدها
فصــدّيقُها نعــم الخليفــة بعـده مــــآثره لا يســـتطاع عديـــدُها
وفاروقهــا أعـدل بـه مـن خليفـة كفــى أنـه بعـد العـتيق عميـدها
وعثمانهـا ذو النـور والنور خنصر إذا عــدّ محمـود الفعـال سـديدها
وأمــا علــي صــهرُهطهُ ابـن عمـه أخــوه أبـو سـبطيه فهـو وحيـدها
وطلحتهــا مــن مثلــه وزبيرهــا وكيــف يجــارى ســعدها وسـعيدها
وهــل مـن حكـى زهريّهـا وأمينهـا بـل الكـل مشـكور المساعي حميدها
وحمــزة والعبــاس عمــاه عمهــا طريــف المزايـا منهمـا وتليـدها
وممــا روينــا ان طـوبى شـبابها كلا الحســنين الســيدين يســودها
همـا أبـوا الاشـراف قرباه من دعا إلـى ودهـا التنزيـل انـي ودودها
نفى اللّه عنها مطلق الرجس فالورى عـروض لـدى التشـبيه وهـي نقودها
بآبائهـا الابنـاء في المجد تقتدي ويربـو علـى هـدى الجـدود حفيدها
فمـا أكـثر الامجـاد فـي خيـر أمة ولكنمــا بيــت الرســول مجيـدها
فيــا رب بالمختــار والآل عـافني فـبي حـلّ مـن نـوب الزمان شديدها
وبيّــض بهــم وجهـي ووجـه أحبـتي إذا ميــزت بيـض الوجـوه وسـودها
وكــن نــاظري فضـلا بعيـن عنايـة تيسـّرُ لـي مـا مـن أمـور أريـدها
وصــل علــى نــور الختـام محمـد صــلاة بهـا الاسـواء عنـا تحيـدها
ما العينين بن العتيق
2 قصيدة
1 ديوان

قصائد أخرى لما العينين بن العتيق