سرى وفدك الغازي ومثلك يوفد
الأبيات 47
ســرى وفــدك الغـازي ومثلـك يوفـد وعــاد بملـء البشـر والعـود أحمـد
ســرى منــك مضـمون النجـاح مسـيرهُ وطــالعه يــا كــوكب السـعد أسـعدُ
ســرى لمقـر الملـك والـدين قاصـداً كمـا يقصـد الـبيت العـتيق الموحـدُ
وجــاء إلــى دار الخلافــة والــتي لهــا العلــم العــالي هلالٌ وفرقـدُ
فقــامت لـه صـفواً وقـد قعـدت ومـا إلــى غيــره كــانت تقــوم وتقعـدُ
أتــى يحمــل البشـرى إليـك ركـابهُ وقـد راقهـا المرعـى الخصيب المخضدُ
لقــد راقهـا مرعـى الخزامـى نديـةً وعـــذبٌ نميـــر بـــالزلال مصـــرَّدُ
وقــد بلغتــك الآن رحــبى صــدورها ومـــن غيــرةٍ حــرى لمــا تتوقــدُ
تميـــس علــى جــوب الفلاة طروبــةً بهــا نبــأ البشــرى إليــك مؤكـدُ
بــأن جيــوش اللــه فـازت غزاتهـا وأن عـــدوَّ اللـــه موعـــده غـــدُ
رأيــت جمــال الملـك رأيـك والـذي تــراه هـو الـرأي الصـواب المسـددُ
رأيــت بــأن تختــار منــا عصـابةً مشـــائخ تزجـــى للملــوك وتوفــدُ
لهـا مـن جمـال الفضـل نـور مشعشـع عليهـــا جلال العلـــم درع مســـردُ
إذا نــثرت قلــت الربيــع وزهــرهُ وإن نظمـــت قلـــت اللآلــئ تنضــدُ
تــترجم عــن معنـاك طلقـاً بيانهـا وتحســـن إلقــاء الثنــاء وتســردُ
فجئنــا إلـى دار السـعادة والمنـى محــط رجــال العــز والعــز يقصـدُ
وزرنــا عميـد الملـك يسـمو عمـاده وزرنــا ولـيَّ العهـد بالفضـل يعهـدُ
تحــف بنــا القـواد مـن كـل جـانبٍ وأقطــاب دار الملــك تحفـى وتحفـدُ
فمــن أنــور رحــب الفنــاء محبـب إلــى ســيفه والحـرب هوجـاءُ يغمـدُ
عليــه مــن الـدين الحنيـف شـمائل حســان ومــن عـالي الفضـائل سـؤدد
وشـــيخ كرضـــوى بالوقــار معمــم إلــى العلــم أن ينحـطَّ وهـو مسـوَّدُ
بــه قــد علا الإســلام يزهـو منـاره ألا إن خيــــري للفضـــائل مـــوردُ
ومـن طلعـةٍ فـي جبهـة العصـر عـادلٍ يقــام لــه فــي الخـافقين ويقعـدُ
يحــف بنــا الأهلـون بيضـاً وجـوههم ووجـه الحسـود الخـائن العهـد أسودُ
خطبنـا لهـم جمـاً وقـد خطبـوا لنـا وأنشــد منــا القــائلون وأنشـدوا
مجــالس كــانت كــالربيع بواســماً ذكرنــاك فيهــا والحقيقــة تشــهدُ
نعـم يـا جمـال الملـك لـم نس أننا ذهبنـا لـدار الحـرب والبحـر مزبـدُ
ذهبنــا وصــفحات الســيوف بــوارقٌ تصـــلُّ وأفـــواه المــدافع ترعــدً
فكــدنا نضــم الرمـح قـداً مهفهفـاً ونلثــم خــد الســيف وهــو مــوردُ
شــهدنا رحاهــا والقلــوب ثــوابتٌ أبينـــا لقــوات القــذائف نســجدُ
هنـــاك تصــورناك ليثــاً غضــنفراً فصــلنا ومــا غيـر القنابـل نقصـدُ
رأينــا انافرطــا رأينــا جنودنـا كــأنهم مــن أســرة الأســد جنـدوا
وفــي اري برنــي منهــم كـل خـادرٍ وفــي قلعــة الســلطان جيـش معضـدُ
ينــادون فــي الحملات اللــه أكـبرُ فتنمـــاع قـــوات العــدو وتخضــدُ
نظرنـا إلـى الأعـداء في الشط بيننا وبينهــــم دون الخنـــادق مرصـــدُ
إذا أطلقـوا نـاراً علينـا غـدت سدى وإن نحــن أطلقنــا عليهـم تبـددوا
فلا يــــبرحون الشـــطَّ والبرضـــيقٌ عليهــم ومسـعاهم مـن الشـؤم أنكـدُ
إذا أدبروا فالخزيُ أو أقدموا الردى فمــوقعهم مــن ملمــس الضـب أعقـدُ
فبشــراك فالنصــر المــبين محقــق مــن اللــه والفـوز الجميـل موطـدُ
أتــى وفــدك الغــازي بجـل فـوائدٍ ملخصـــها هــذا الوفــا والتــودُّدُ
رجعنــا ومــا بـالقوم شـيء ليعـربٍ ولا يعــربٌ ينســى الجميــل ويحقــدُ
عَلَــى أننــا أبنــاء ديــن محمــد يحكــم هــذا الحــب منــا ويعقــدُ
أَأنــت حكيـم الخلـق أم أنـت قـائد شــمائل ليســت عنــد غيــرك توجـدُ
لقــد كــان واشـنطون مثلـك مصـلحاً ورب حســـــام للعـــــدو يجــــردُ
فــإن قلــت لا زلـت الجمـال فـأنته ولا زلـــت محمـــوداً فإنــك أحمــدُ
وإن قلـت زانـت مجـدك الرتبـة التي زهــت بــك قـدراً أنـت قـدراً ممجـدُ
فــدم خيــر مصــلاحٍ ودم خيـر قـائدٍ عَلَــى يـدك الرايـات بالنصـر تعقـدُ
علي الريماوي
10 قصيدة
1 ديوان

علي بن محمود الريماوي.

شاعر فلسطيني مجيد، علت له شهرة قبيل الحرب العامة الأولى، وفي خلالها، مولده ووفاته بالقدس، أصل أسرته من حلب، انتقل منها أسلافه إلى فلسطين، في عهد صلاح الدين الأيوبي، فكانوا يُعرفون بالحلبيين، وتوطن بعضهم (بيت ريمة) في الشمال الغربي من القدس، في ناحية (بني زيد) فنسبوا إليها، وتعلم في الأزهر بمصر، ثم عين مدرّساً للفقه والعربية في مدرسة المعارف بالقدس، فمحرراً للقسم العربي بجريدة (القدس الشريف) الرسمية، وقام بتحرير جريدة (النجاح) مدة عامين، له (ديوان شعر).

1919م-
1337هـ-

قصائد أخرى لعلي الريماوي

علي الريماوي
علي الريماوي

القصيدة غير منشورة في إصدارات الموسوعة السابقة، وموضوعها مدح أنور باشا وجمال باشا لما قدما إلى بلاد الشام لقيادة الحرب التي عرفت فيما بعد باسم (حرب الترعة) أي حرب تحرير قناة السويس، وكان ذلك عام 1915م وقد باءت الحملة بالفشل وكانت السبب في غضب