تيقظتم حزماً فأيقظتم الدهرا
الأبيات 31
تيقظتــم حزمــاً فــأيقظتم الـدهرا وأعملتــمُ عزمــاً فأدهشـتم العصـرا
تـــــداركتموها أمــــةً عدميــــةً وإنقــذتموها والخطــوب بهـا تـترى
ســلامٌ عليكــم مــا أجــل فعــالكم وأعظـم فـي الأيـام آياتهـا الكـبرى
ســلام علــى الدسـتور حلـواً مـذاقهُ وإن كـان بعـض النـاس قـد ذقـهُ مرا
ســلام علــى محييــه بعــد ممــاته وقــد كـان لا يرجـو لـه زمـن نشـرا
أمـا أنتـم محيـوه بالسـيف والقنـا وعزمـاتكم كـانت هـي البيض والسمرا
أمــا أنتــم أبطــال أدرنـة الـتي أعـدتم حماهـا بعـد أن أُخـذت قسـرا
ففرجتـــم أزمـــات بيـــض حــرائر دوجــن حمامـا واحتشـمن بهـا طهـرا
وأقررتـــم الإســلام عينــاً ومهجــةً وإبهجتــم فــي طيبـةٍ ذلـك القـبرا
حمــاة الهــدى والملـك للـه دركـم علـى الخصـم قد طبقتم البر والبحرا
جعلتـم عليـه الـبر ناراً لدى الوغى وضــيفتمُ بالجنـد فـي وجهـه الـبرا
هـي البطشـة الكـبرى بها فشل العدى وأخــرى بشـط النيـل نسـلبهم مصـرا
تعـــدوا انافرطـــا وراءً لبحرهــا وما جسروا في البحر أن يقدموا شبرا
وفــي آربرنــي لا تسـل كيـف حـالهم ألـم تسـمع الأنعـام قـد صادمت نمرا
وفــي قلعــة السـلطان وهـي بعيـدة عـن النيـل ولـوا ينظـرون لها شزرا
ثلاثــــة آلافٍ رموهــــا قنــــابلاً نعـم صـدعوا مـن درع مـدفعنا فـترا
لقــد هزمــوا فيهــا ولـولا شـهادة أتـت حُسـناً لـم يبـق من جمعهم عشرا
أمــا أنتـم بـالحزم كنتـم رجالهـا وقـــد كنتــم أعلا بمســألةٍ أخــرى
ســعيتم فقرّبتـم بنـي العـرب منكـم وقلتـم همـو الأخوان في الضر والسرا
فكـانوا لكـم إزرراً علـى كـل خـارجٍ عـــدوٍ ومــا كــانوا وحقكــم وزرا
يعــدون هــذا الملـك فيهـم ومنهـم ولا ينقمــون الــترك سـراً ولا جهـرا
يموتــون إن متــم ويحييــون معكـم شـريكون فـي السراء منكم وفي الضرا
ومــا خلقــوا منكـم بعيـدين نسـبة ولا عرفــوا والــدين يجمعكـم نكـرا
فكنتـم نجـاد الملـك والعـرب سـيفه وكنتـم يميـن الملـك والعرب اليسرى
وكــان علــى بعـد البلاديـن بينكـم هـدى الـدين سـلك الكهرباء والمجرى
كلا العنصــرين اليــوم غـازٍ مجاهـدٌ يقــود إلــى إعـدائه عسـكراً مجـرا
يخــوض عبـاب الحـرب يفتـك بالعـدى فمـا أكـثر القتلـى وما أرخص الأسرى
سـعيتم فـأحكمتم عـرى الـود والوفا علـى مـن يسوس الملك أن يحكم الأمرا
فكــان لكــم منــا ذمــام ومثلــه لنــا منكــم للــه صــنعكم الأحـرى
وكــان بنــا الإخلاص فــي حـب دولـةٍ فكــم أرحــب الإخلاص مـن رجـلٍ صـدرا
ولــم أرَ كالإنصــاف فــي جمـع أمـةٍ فكــم وحــد الإخلاص مــن أمـةٍ فكـرا
علي الريماوي
10 قصيدة
1 ديوان

علي بن محمود الريماوي.

شاعر فلسطيني مجيد، علت له شهرة قبيل الحرب العامة الأولى، وفي خلالها، مولده ووفاته بالقدس، أصل أسرته من حلب، انتقل منها أسلافه إلى فلسطين، في عهد صلاح الدين الأيوبي، فكانوا يُعرفون بالحلبيين، وتوطن بعضهم (بيت ريمة) في الشمال الغربي من القدس، في ناحية (بني زيد) فنسبوا إليها، وتعلم في الأزهر بمصر، ثم عين مدرّساً للفقه والعربية في مدرسة المعارف بالقدس، فمحرراً للقسم العربي بجريدة (القدس الشريف) الرسمية، وقام بتحرير جريدة (النجاح) مدة عامين، له (ديوان شعر).

1919م-
1337هـ-

قصائد أخرى لعلي الريماوي

علي الريماوي
علي الريماوي

القصيدة غير منشورة في إصدارات الموسوعة السابقة، وموضوعها مدح أنور باشا وجمال باشا لما قدما إلى بلاد الشام لقيادة الحرب التي عرفت فيما بعد باسم (حرب الترعة) أي حرب تحرير قناة السويس، وكان ذلك عام 1915م وقد باءت الحملة بالفشل وكانت السبب في غضب