الأبيات 26
قضـاء قـد جـرى فعليـه صبرا وان كـانت بـه العبرات تترى
وخطــب قـد ألـم فصـرت منـه أرى طعـم الحيـاة لـدى مـرا
مصــاب جـل حـتى فـاض دمعـى دمــا وتفجـرت أحشـاى جمـرا
مضـى عيسى الخليفة بعدما قد به الدنيا ازدهت شرفا وفخرا
وعـم النـاس بالافضـال جـودا وفــاق النــاس اجلالا وقـدرا
فيـا مـن بـالمروءة قد تحلى ويـا مـن بالمكارم كان بدرا
حبـاك اللـه ملكـا فـى شباب بـه ابتسمت ثغور المجد بشرى
وحفتــك العنايــة مـن الـه أقامـك للـورى كنفـا وذخـرا
فقمـت بمـا حملـت مقـام حـر رأى فيـك الـورى شـيخا أبرا
ملاذا للارامـــل واليتـــامى وعونـا للضـعيف قـرى وخيـرا
وغوثـا للـذى قـد جـاء يرجو بمـا قـد شـاء احسـانا وبرا
أجـرت اللاجئيـن بما استحقوا فكـان لـك الجزا حمدا وشكرا
فـأنت الغيـث فـى كـرم وجود وأنـت الليـث لا بل أنت أجرا
حياتــك كلهــا للنـاس خيـر وأمــن شــامل بــرا وبحـرا
ألفتــك الفـة ملكـت فـؤادى فكيـف لـك الجزا حمدا وشكرا
وكيـف الصـبر عنـك وكـل شيء أراه مجـددا لـى عنـك ذكـرى
وكنـت أرى الغنى اذ كنت حيا وهـا أنـذا أخاف اليوم فقرا
ومـا خـوفى علـى نفسـى ولكن علـى قـومى أخـاف عنـا عسرا
وفــى حمـد لنـا خلـف عظيـم وهـل يرجـى سـوى حمـد ويطرى
فيـا حمـد المكارم قد بناها لنـا سـلف وأنـت بـذاك أدرى
فهـل تبنـى لنا شرفا ومجدا وتعلـى فـوق ذاك البرج قصرا
وتجمـع شـملنا وتكـون فينـا كعيســى مشـفقا سـرا وجهـرا
وأنــت ســليلة لا شـك تجـرى علـى آثـاره فـي خيـر مجـرى
أبــوك أب لنــا بــر شـفيق وانــك بعــده بـالبر أحـرى
وانـك والـد مـن بعـد عيسـى لآل خليفـــة تحنــو وتــدرا
فكـن كأبيـك فـى ديـن ودنيا تفـز بالحمـد فى دنيا وأخرى
إبراهيم بن محمد الخليفة
44 قصيدة
1 ديوان

إبراهيم بن محمد بن خليفة آل خليفة.

شيخ الأدباء في البحرين، كان والده الشيخ محمد ابن خليفة الحاكم الرابع للبحرين، كان أسبق رواد النهضة في البحرين وراعي حركتها الأدبية والثقافية، وأحد رجال الإصلاح والتجديد الذين كانت لهم ريادة خاصة في تأسيس التعليم الحديث الذي سبقت به البحرين شقيقاتها في الخليج العربي وحتى بعض الأقطار العربية مشرقاً ومغرباً.

كان شاعراً أديباً، مثقفاً واسع الإدراك شاد جسوراً متينة من الصلات مع قطاع كبير من المثقفين في عصره على امتداد الساحة العربية، وجعل من مجلسه في المحرق نقطة إشعاع لجيل أو أكثر من مثقفي البحرين، وتحول مجلسه إلى أول مدرسة وأول منتدى إشعاعي للعلم والمعرفة.

عاش الشيخ إبراهيم في فترة خصبة بالعطاء وترك وراءه مجموعة كبيرة من الشعر والرسائل والتلاميذ الذين ساروا على نهجه.

1932م-
1351هـ-