ألا لا يعيب المجد والفضل إقلال
الأبيات 43
ألا لا يعيــب المجــد والفضـل إقلال وكـــل لئيـــم لا يســوده المــال
إذا امتحنــت بيـض الصـفاح وجربـت فبالنصــل لا بالغمـد يتضـح الحـال
وهــل حـول بـازي وإن جـاع يجـتري غـراب كـثير الشـحم يزهـو ويختـال
ولا مـال فـي الـدنيا لمـن قل مجده صـحيح وفـي التنزيـل للعكـس إبطال
وان يفقـدا أو يفقـد المجـد وحـده فجهــد جهيــد أو قيــان وجريــال
أجـل كـل مـال عنـد ذي اللؤم ضائع كحلــي علــى زنجيـة عمهـا الخـال
وان يجتمــع مــال ومجــد فحبــذا فــذانك للحســناء عقــد وخلخــال
كمـا اجتمعـت شـتى المعـالي لسادة حســـينية للفضـــل روح وتمثـــال
فـروع شـهاب الدين غوث الورى الذي عليــه مــن النـور الإلهـي سـربال
إلـى حضـرات القـرب مـن ربه ارتقى فجــرت لــه فــوق المجـرة أذيـال
لـه الإنـس والجن استجابوا فلم تخب لمـن أم منهـم رحبـة الفضـل آمـال
أنــابت بـه لمـا استضـاءت بنـوره طـــوائف لا تحصـــى غــواة وضــلال
ســرى ســره فـي المقتفيـن سـبيله فنــالوا الأمــاني عـالمون وجهـال
تبـارك ذو العـرش الـذي قـد أحلـه مقامــاً لــه جبريـل جـار وميكـال
ويـا حبّـذا أبنـاؤه الكمـل الأولـى لهــم خلفــه ســير حـثيث وإيغـال
وكـم جهبذ من صيد أحفاده اقتفى ال جـدود إلـى أن نال بالجد ما نالوا
كــآل علــي القــانت ابــن محمـد بنـاة المعـالي والمجلين إن جالوا
وشـم بنـي المشـهور والزاهـر ابنه وغربنـي الهـادي الهداة لمن مالوا
أولئك حــــتى الآن وراث شــــعبهم وهــل ارثهــم إلا علــوم وأعمــال
ولـم لا وهـم مـن صـفوة العلوية ال أولــى لهــم بالســبق تعـترف الآل
فعــالمهم بيــن المحــابر عــاكف لعقـــد عويصـــات الوقـــائع حلال
منـوط بـه تفسـير مـا كـان غامضـا وتفصـيله إن كـان فـي الأمـر إجمال
وعابـــدهم مســتغرق فــي ســلوكه إذا مــا تــوالت واردات وأحــوال
بـه يرحـم اللـه العبـاد ويمطر ال بلاد وتـــزوى طارقـــات وأهـــوال
وذو المـال منهـم للمكـارم والندى أخ ولأثقــــال النـــوائب جمـــال
يواســي ذوي الحاجـات غيـر مجـاهر وبالبــاب للأضــياف حــط وترحــال
لــديهم مــن الأجــداد طـه وحيـدر وفـــاطم والســبطين إرث وانفــال
تحلّــى بــه آبــاؤهم ثــم عنهــم تلقـــاه أبنــاء كــرام وأنجــال
ومــن لـدن المحاضـر أوفـى عنايـة عليهــم بهـا سـيب المـواهب هطـال
كمــال ولا دعــوى ونســك ولا ريــا ومـــنّ ولا مـــنّ ووصـــل وإيصــال
منزهــة أخلاقهــم عـن كثافـة الـت نطــع والإعجــاب صــدق إذا قـالوا
يمــرون إن مــروا بلغــوا أعفــة كرامــاً فلا قيــل يعــاب ولا قــال
وإن خوطبـوا مـن جاهـل أعرضوا ولو أرادوا لــردّوا لكـن العقـل عقـال
إذا نـابهم خطـب فبـالحلم والنهـى تــدك رواســي كــل خطــب وتنهـال
علـــى أن مــولاهم حفيــظ وناصــر لهـــم فلهــم بــالله عــز وإجلال
مــتى نزلـوا فـي قريـة أو مدينـة ففيهـا النـدى والعلم والحلم نزال
هنيئاً لكــم آل الشــهاب وكيـف لا يُهَنَّـى الـذي لم يطغه الجاه والمال
ســلكتم طريــق الإتبــاع فحزتمـوا من المجد ما لم تحصه العين والدال
ردوا مـورد الأسـلاف واسـروا سـراهم أليـس لأسـد الغـاب إن غبـن أشـبال
ولا تهنـوا وابغـوا المزيد وثابروا فليـس علـى أبـواب ذي الطول أقفال
وهــا أنـا منكـم غيـر أنـي مقصـر عـن السـعي فـي نجد الفضائل مكسال
وحاشــا أيـادي واسـع الجـود أنـه يصــادر فـرد فـي الفريـق ويغتـال
وأزكــى صــلاة اللــه ثــم ســلامه علــى المصـطفى والآل مـا لمـع الآل
ابن شهاب العلوي
179 قصيدة
1 ديوان

أبو بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن شهاب الدين، باعلويّ الحسيني، من آل السقاف.

قريع البلغاء، ومعجز الفصحاء، شاعر الزمن، فقيه، له علم بالفنون. من أهل حضرموت. ولد بحصن (آل فاوقة) من قرى تريم، وطاف بلاد العرب وقصد الهند فسكن حيدر آباد الدكن، واتسعت شهرته في الهند وجاوة والملايو، بمحاربته البدع، وسلوكه طريقة السلف الصالح. توفي في حيدر آباد.

له نحو 30 كتاباً في الأصول والفقه والمنطق والطبيعة والكيمياء والفلك والحساب والأدب، منها (ذريعة الناهض - ط) منظومة في الفرائض، و(رشفة الصادى في مناقب بني الهادي - ط)، و(الترياق النافع بإيضاح جمع الجوامع - ط)، و(سلالة آل باعلوي - ط)، و(ديوان شعر - ط)، و(إقامة الحجة على ابن حجة - ط) في نقد بديعية ابن حجة الحموي، و(نزهة الألباب في رياض الأنساب).

1922م-
1341هـ-