الأبيات 23
قيثــارتي ردي صــدى تلحينــي وابكـي معـي ذكـرى هـوى مطعون
جــازفت فيــه بعــزة وحصـانة ورضــيت منــه بذلــة وبهــون
وقنعـت مـن نعمى الشباب بأنسه وصـرفت عـن صـفو الحياة شؤوني
فجرعـت منـه الصـاب لا عـن عزة تقســو ولا عــن هــزة تعرونـي
فـي غشـية أخـذت علـى مصـائبي فــي نشــوة آسـت علـى شـجوني
ألهبــت نفسـي للهـوى إشـعاعة فـي هيكـل التعـذيب حيث محوني
وحرقـت مـن روحي البخور لقدسه فـي جمـرة الوجـد التي تكويني
فأنـا لـه هـذا الهـوى ولأمـره رغـم الجـوى فـي غبطة الممنون
إن الـتي أوحـت بـه فـي سحرها لصــبابتي روحـي ونـور عيـوني
إن هـي فـي جلّـى حيـاتي دائما إلا الـدم الغـالي الذي يحييني
ريحـانتي فيـم جفـاؤك يـا ترى بعـد الصـفا بعد الوفا تجفوني
الخـائنون أظنهـم عبثـوا بنـا يــا لعنــة لخؤونــة وخــؤون
أمـا وقـد صـدقت ما كذبوا فما هـي حيلـتي بل ما الذي يغنيني
قــارفت فــي حبــك كـل محـرج وقحمــت فـي واديـك كـل مهيـن
وصــنعت كــل عجيبـة حـتى إذا أنهيتهـا جـد العنـا مـن دوني
لكـن ثقـي ريحـانتي أنـي إلـى هـذا الهـوى بحقيقـتي ويقينـي
وأنــا أنـا إمـا هـوى قدسـته أحضــى بــه أو عفــة تكفينـي
أقسـمت بعـدك لـن أحب وها أنا حــتى النهايـة حـافظ ليمينـي
سـأذود عـن محيـي هواك بكل ما وســعت حيــاة تعاســة وفتـون
فـإذا تنـاهت فالحيـاة وطيبها تفــديه مــن حـب حفظـت طعيـن
وهنـاك صـاحبتي أقول لك الهنا بضــحيتي ولـي الهنـا بمنـوني
فإذا التقينا بعدها عند السما حيـث الملائك حيـث حـور العيـن
سأضـــمها قيثــارتي متغنيــا أشـدو بـذكر هـواك فـي تلحيني
عبد الرزاق كرباكة
1 قصيدة
1 ديوان

عبد الرزاق بن البشير بن الطاهر كرباكة الشريف العبادي.

مؤلف مسرحي، صحافي، له شعر وزجل. تونسي المولد والوفاة، أصله من (كرباكة) بالأندلس - في الشمال الغربي من مرسية- كان العرب يسمونها (قاراباقة) نزح عنها أسلافه إلى تونس سنة 1017هـ واحتفظوا بنسبتهم إليها، ويقال: أنهم من نسل المعتمد بن عباد.

تعلم عبد الرزاق في المدرسة القرآنية والجامعة الزيتونية (بتونس) وشغف بالتمثيل فأدار فرقة ووضع روايات عرضتها مسارح تونس، منها (ولادة وابن زيدون)، و(عائشة القادرة)، و(أميرة المهدية) ونشر في الصحف فصولاً تحت عنوان (حديث الثلاثاء) وقام بتحرير جريدة (الزمان) سنة 1932 ودعا الى تأليف نقابات للصناعات والحرف، وألفها، وقاومتها سلطة (الحماية) فدافع عنها، وعاش دائم الحركة، عاملاً برأيه وقلمه. نظمه كثير، أجوده شعره الملحون (الزجل) له فيه أغان وموشحات، رفع بها مستوى الغناء في بلاده. وظل نحو 15 عاماً يغذي الصحف التونسية بمنظومه ومنثوره. وأذاع كثيراً في محطة الإذاعة التونسية، في مدى ست سنوات.

1944م-
1363هـ-