الأبيات 19
حظــى ومصــرعه فــي ليــن أخلاقـي وفيــض عطفـي علـى قـومي وإشـفاقي
ومـــن حبتــه الطلا أخلاف نشــوتها عدا على الكأس طورا أو على الساقي
بينــالنجوم أنــاس قــد رفعتهــم إلـى السـماء فسـدوا بـاب أرزاقـي
وكنــت نــوح ســفين أرسـلت حرمـا للعـــالمين فجـــازوني بــإغراقي
وكـم وقيـت الـردى مـن بـت مضطربا فـي اسـرة المـر لـم أظفـر بإطلاقي
يــا أمــة جهلتنــي وهــي عالمـة أن الكــواكب مــن نـورى وإشـراقي
أعيـــش فيكــم بلا أهــل ولا وطــن كعيـــش منتجــع المعــروف أفــاق
وليـس لـي مـن حبيـبي فـي ربـوعكم إلا الحبيـــبين أقلامــي وأوراقــي
ريشــت لغـدرى سـهام مـن نميمتكـم فصـــارعتني ومـــالي دونهــا واق
لـم أدر مـاذا طعمتـم فـي موائدكم لحــم الذبيحــة أم لحمـى وأخلاقـي
قــالوا غـويٌّ شـقيّ قلـت يـا عجبـا قـــد امتحنـــت بفجّـــار وفســّاق
ومــا تــالمت مـن خطـب ضـحكت لـه كمــا تــألمت مــن خطـبى بعشـّاقي
أنـا علـى القـرب منهـم كل متعتهم وإن نــأيت حبــونى فيــض اشــواق
فمــالهم قــد أشـاعوا كـل مخجلـة عنـــى وأعلنــوا بؤســي بــأبواق
كصــاحب الطيــر لا ينفــك يســجنه ســجنين مــن قفــص مضــن وأطـواق
حظــى هـو الأيكـة الخرسـاء ذابلـة هــو النســيم ســموما غيـر خفّـاق
هـو السـحاب جهامـا والنـدى أسـناً هــو الضـياء لهيبـا حيـن إحراقـي
كــــأنه أذرع شــــلاء راحتهــــا أو أنــه أعيــنٌ مــن غيـر أحـداق
لا تســـألوني عــن بؤســي وعلّتــه سـلوا بـه الحـظ ميتـا فـوق أعناق
عبد الحميد الديب
132 قصيدة
1 ديوان

عبد الحميد الديب.

شاعر مصري، نشأ وعاش بائساً.

قال أديب في وصفه: استحالت نفسه الشاعرة الثائرة إلى جحيم من الحقد على الناس جميعاً، ونعته بشاعر الجوع والألم.

ولد بقرية كمشيش من أعمال المنوفية، وسكن القاهرة وتوفى بها، ودفن في كمشيش.

في شعره جودة وقوة.

1943م-
1362هـ-