أَتَبْكِي عَلَى لَيْلَى وَنَفْسُكَ بَاعَدَتْ
الأبيات 10
أَتَبْكِـي عَلَـى لَيْلَـى وَنَفْسـُكَ بَاعَدَتْ مَـزَارَكَ مِـنْ لَيْلَـى وَشـِعْبَاكُمَا مَعَا
فَمَـا حَسـَنٌ أَنْ تَـأْتِيَ الْأَمْـرَ طَائِعاً وَتَجْـزَعَ أَنْ دَاعِـي الصـَّبَابَةِ أَسْمَعَا
قِفَـا وَدِّعَـا نَجْـداً وَمَنْ حَلَّ بِالْحِمَى وَقَــلَّ لِنَجْــدٍ عِنْــدَنَا أَنْ يُوَدَّعَـا
وَلَمَّـا رَأَيْـتُ الْبِشـْرَ أَعْـرَضَ دُونَنَا وَجَـالَتْ بَنَـاتُ الشـَّوْقِ يَحْنُـنَّ نُزَّعَا
تَلَفَّــتُ نَحْـوَ الْحَـيِّ حَتَّـى وَجَـدْتُنِي وَجِعْـتُ مِـنَ الْإِصـْغَاءِ لَيْتـاً وَأُخْدَعَا
بَكَـتْ عَيْنِـيَ الْيُسـْرَى فَلَمَّا زَجَرْتُهَا عَـنِ الْجَهْلِ بَعْدَ الْحِلْمِ أَسْبَلَتَا مَعَا
وَأَذْكُـرُ أَيَّـامَ الْحِمَـى ثُـمَّ أَنْثَنِـي عَلَـى كَبِـدِي مِـنْ خِشـْيَةٍ أَنْ تَصـَدَّعَا
فَلَيْســَتْ عَشــَيَّاتِ الْحِمَـى بِرَوَاجِـعٍ عَلَيْــكَ وَلَكِـنْ خَـلِّ عَيْنَيْـكَ تَـدْمَعَا
مَعِــي كُـلُّ غِـرٍّ قَـدْ عَصـَى عَـاذِلَاتِهِ بِوَصـْلِ الْغَوَانِي مِنْ لُدُنْ أَنْ تَرَعْرَعَا
إِذَا رَاحَ يَمْشِي فِي الرِّدَاءَيْنِ أَسْرَعَتْ إِلَيْـهِ الْعُيُـونُ النَّاظِرَاتُ التَّطَلُّعَا
مَجْنُونُ لَيلَى
347 قصيدة
1 ديوان

مَجْنونُ لَيْلَى مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريينَ فِي العَصْرِ الأُمَويِّ، وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي وُجودِهِ فَقِيلَ هوَ اسْمٌ مُسْتَعَارٌ لَا حَقيقَةَ لَهُ، وَتَعَدَّدَتْ الْآرَاءُ فِي اسْمِهِ كَذَلِكَ وَأَشْهَرُها أَنَّهُ قَيْسُ بْنُ الْمُلَوَّحِ بْنُ مُزاحِمٍ، مِنْ بَني عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، لُقِّبَ بِمَجْنونِ بَني عامِرٍ، وَيَغْلُبُ عَلَيْهِ لَقَبُ مَجْنُونِ لَيْلَى، ولَيلَى هي محبوبتُهُ اَلَّتِي عَشِقَها وَرَفْضَ أَهْلُها تَزْويجَها لَهُ، فَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ يُنْشِدُ الأَشْعارَ وَيَأْنَسُ بِالْوُحُوشِ، فَكانَ يُرَى فِي نَجْدٍ وَحِيناً فِي الحِجَازِ حِيناً فِي الشّامِ، إِلَى أَنْ وُجِدَ مُلْقىً بَيْنَ أَحْجارِ إِحْدَى الأَوْدِيَةِ وَهُوَ مَيِّتٌ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.

688م-
68هـ-