فَيَا قَلْبُ مُتْ حُزْناً وَلَا تَكُ جَازِعا
الأبيات 10
فَيَـا قَلْـبُ مُتْ حُزْناً وَلَا تَكُ جَازِعا فَـإِنَّ جَـزُوعَ الْقَـوْمِ لَيْـسَ بِخَالِـدِ
هَـوَيْتَ فَتَاةً نَيْلُهَا الْخُلْدُ فَالْتَمِسْ سـَبِيلاً إِلَـى مَـا لَسْتَ يَوْماً بِوَاجِدِ
هَــوَيْتَ فَتَـاةً كَالْغَزَالَـةِ وَجْهُهَـا وَكَالشـَّمْسِ يَسـْبِي دَلُّهَـا كُـلَّ عَابِدِ
وَلِــي كَبِــدٌ حَــرَّى وَقَلْـبٌ مُعَـذَّبٌ وَدَمْـعٌ حَثِيـثٌ فِي الْهَوَى غَيْرُ جَامِدِ
وَآيَـةُ وَجْـدِ الصـَّبِّ تَهْطَـالُ دَمْعِـهِ وَدَمْـعُ الشـَّجِيِّ الصـَّبِّ أَعْـدَلُ شَاهِدِ
عَلَى مَا انْطَوَى مِنْ وَجْدِهِ فِي ضَمِيرِهِ عَلَـى الْآنِسـَاتِ النَّاعِمَاتِ الْخَرَائِدِ
فَيَـا لَيْـتَ أَنَّ الـدَّهْرَ جَادَ بِرَجْعَةٍ وَهَيْهَـاتَ إِنَّ الـدَّهْرَ لَيْـسَ بِعَـائِدِ
إِلَيْـكَ فَعَـزِّ النَّفْسَ وَاسْتَشْعِرِ الْأَسَى فَحُبُّــكَ يَنْمِـي زَائِداً غَيْـرَ بَـائِدِ
وَقَـدْ شَسـَعَتْ لَيْلَـى وَشـَطَّ مَزَارُهَـا وَغَيَّرَهَـا عَـنْ عَهْـدِهَا قَـوْلُ حَاسـِدِ
فَيَــا أَسـَفَا حَتَّـامَ قَلْبِـي مُعَـذَّبٌ إِلَى اللَّهِ أَشْكُو طُولَ هَذِي الشَّدَائِدِ
مَجْنُونُ لَيلَى
347 قصيدة
1 ديوان

مَجْنونُ لَيْلَى مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريينَ فِي العَصْرِ الأُمَويِّ، وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي وُجودِهِ فَقِيلَ هوَ اسْمٌ مُسْتَعَارٌ لَا حَقيقَةَ لَهُ، وَتَعَدَّدَتْ الْآرَاءُ فِي اسْمِهِ كَذَلِكَ وَأَشْهَرُها أَنَّهُ قَيْسُ بْنُ الْمُلَوَّحِ بْنُ مُزاحِمٍ، مِنْ بَني عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، لُقِّبَ بِمَجْنونِ بَني عامِرٍ، وَيَغْلُبُ عَلَيْهِ لَقَبُ مَجْنُونِ لَيْلَى، ولَيلَى هي محبوبتُهُ اَلَّتِي عَشِقَها وَرَفْضَ أَهْلُها تَزْويجَها لَهُ، فَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ يُنْشِدُ الأَشْعارَ وَيَأْنَسُ بِالْوُحُوشِ، فَكانَ يُرَى فِي نَجْدٍ وَحِيناً فِي الحِجَازِ حِيناً فِي الشّامِ، إِلَى أَنْ وُجِدَ مُلْقىً بَيْنَ أَحْجارِ إِحْدَى الأَوْدِيَةِ وَهُوَ مَيِّتٌ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.

688م-
68هـ-