هَلِ الدِّعصُ إِلّا ما حواهُ إزَارُها
الأبيات 32
هَـلِ الـدِّعصُ إِلّا مـا حـواهُ إزَارُهـا أو البـانُ إِلّا مـا أَبـانَ اهتِصارُها
أوِ الفجـرُ إِلّا مـا بـدا من جَبِينها أوِ الــوردُ إِلا مـا جَلاهُ احمِرَارُهـا
أوِ اللَيــلُ إِلّا مـن مُعَسـعِسِ شـعرِها أوِ الخمــرُ إلا ظَلمُهــا لا عُقارُهـا
أوِ الســَهمُ إلا مـا تَرِيـشُ لِحاظُهـا أوِ الــبيضُ إلا جَفنُهــا لا غرادُهـا
مَهـاةٌ تُرِيـك الشـمسَ طلعـةُ وجهِهـا إذا أســفَرَت يَجلُـو الظلامَ سـُفُورُها
ســَقى كـلُّ هطّـالِ العَزالِيـنَ حَيَّهـا ولا برحــت إِلــفَ الحَيَـاء دِيارُهـا
دِيــارٌ مرابيــعُ الظِبـاءِ رِياضـها ريــاضٌ عَلا عَــرفَ العـبيرِ عَرارُهـا
فكَـم قـد رَكَضـنا في ميادينِ لَهوِها جِيـادَ هـوىً مـا خِيـلَ منها نِفارُها
وأوقــاتِ لــذّاتٍ قضــينا بسـَوحِها وأيــامِ وَصــلٍ واصــَلَتها قِصـارُها
عَفا الدهرُ عنها فانتهزنا اختِلاسَها فلــم يـوقِظِ العَينيـنِ إِلا غُبارُهـا
مَضـَت وانقَضـَت والوجدُ باقٍ فَلا الأَسى مُعيـدٌ لِمـا أقـوى فيُرجى انجِبارُها
فيـا مَـن لِعَيـنٍ حالَفَ السُهدُ جَفنَها لِفَقــدِ حــبيبٍ لا يُكَــفُّ انهِمارُهـا
كـأنَّ هَتُـونَ المُـزنِ جـادَت بِوَبلِهـا مَجــاري عيـوني يـومَ شـَطَّ مَزَارُهـا
كـأنَّ الحَشـا مـن لاعِـجِ البينِ مُخبِرٌ بـأن قـد جَفاهُ ذُو المَعالي وجارُها
فعِلمِـي بصـَبري وَالحَشاشـَةِ والنُهـى عَشـــِيَّةَ شــُدَّت للرَحيــلِ مِهَارُهــا
إِمـامُ الهُدى ربُّ النَدى مُجزِلُ الجِدى كمـا لِلعِـدا منـهُ دَوَامـاً دَمَارُهـا
زَكِــيٌّ ذكِــيٌّ كــم جَلا نــورُ فِكـرِهِ دُجــى مُشــكلاتٍ بـانَ منـهُ نَهارُهـا
حَـوَى الحُكمَ والإِجلالَ والحزمَ والنُهى كـذا الزُهـدَ والتَقوى عليهِ شِعارُها
سـُلالةُ حـاوِي المجـدِ والفخـرِ أحمَدٌ هُمـامٌ بِـهِ الأحسـاء كـان افتخارُها
فَنَجلاهُ نَجمـا السَعدِ والرُشدِ والعُلا وآثـــارُهم للمَكرُمـــاتِ مَنَارُهــا
وهـم عِصـمةُ الجـاني وملجـأُ خـائِفٍ ومَــأمَنُ ألبــابٍ عَلاهـا انـذِعارُها
فكــم فَرَّجـوا مـن شـِدَّةٍ إثـرَ شـِدَّةٍ وكـم أخمَـدُوا نـاراً يطيـرُ شَرارُها
وكـم فَتَحُـوا من غامِض الرأي مُقفَلاً إذا عَـمَّ أربـابَ العُقـولِ احتِيارُها
نَمَتهُـم جُـدُودٌ فـي اللِقـاءِ ضـَرَاغِمٌ فَـبينَ يَـدِ المُختـارِ دامَ انتِصارُها
لئِن بــانَ صــَدٌّ منهُــمُ فقلُوبُنــا على العهدِ لا يُخشى عليها ازوِرَارُها
فَلا بَرِحـا شـَمسَ المَعالي على المَدى وقُطـبَ رَحـى العَليـا عليـهِ مَدَارُها
ولا بَرِحــا ظِلاً تَقِيــلُ بِــهِ الـوَرى وكعبــةَ أفضــالٍ يـدومُ اعتمارُهـا
ألا قُـل لِمَـن قـد رَامَ إدراكَ شأوِهم أَفِـق إنمـا يُردِي النُفوسَ اغتِرارُها
تُحــاوِلُ مــا أدنـاهُ تقصـُرُ دونَـهُ فـأينَ بنـو النَجّـارِ مِنـكَ نِجارُهـا
فمـا الآلُ يَطفِـي غُلَّـةً فـدعِ العَنـا فبالشـيخِ أبكارُ المَعالي انحصارُها
ولـو خُيِّـرَت نهـدُ المكـارمِ في فتىً لكـانَ لِعَبـدِ اللَـهِ يَبدُو اختِيارُها
هُمــامٌ عَلا هــامَ السـِماكَين فخـرُهُ ورُتبتُــه فــوقَ الثُرَيّــا قَرارُهـا
حسين بن غنام
2 قصيدة
1 ديوان

حسين بن أبي بكر آل غنام، من بني تميم.

ولد في المبرز، وهي ضاحية من ضواحي الهفوف (الأحساء).

أخذ الفقه على مذهب الإمام مالك فبرع فيه، فكان علامة زمانه.

كان له شعر جيد يمتاز بقوة العبارة، وروعة الأسلوب، وغزله لطيف رقيق.

له: (العقد الثمين في شرح أصول الدين)، (روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام).

1810م-
1225هـ-