الأبيات 14
أَلَا فِـي سـَبِيلِ الْحُبِّ مَا قَدْ لَقِيتُهُ غَرَامــاً بِــهِ أَحْيَـا وَمِنْـهُ أَذُوبُ
أَلَا فِـي سـَبِيلِ اللَّـهِ قَلْـبٌ مُعَـذَّبٌ فَـذِكْرُكِ يَـا لَيْلَـى الْغَـدَاةَ طَرُوبُ
أَيَـا حُـبَّ لَيْلَـى لَا تُبَـارِحَ مُهْجَتِي فَفِـي حُبِّهَـا بَعْـدَ الْمَمَـاتِ قَرِيـبُ
أَقَـامَ بِقَلْبِـي مِـنْ هَـوَايَ صـَبَابَةً وَبَيْــنَ ضــُلُوعِي وَالْفُـؤَادِ وَجِيـبُ
فَلَوْ أَنَّ مَا بِي بِالْحَصَا فُلِقَ الْحَصَا وَبِالرِّيـحِ لَـمْ يُسـْمَعْ لَهُـنَّ هُبُـوبُ
وَلَـوْ أَنَّ أَنْفَاسـِي أَصـَابَتْ بِحَرِّهَـا حَدِيــداً لَكَــانَتْ لِلْحَدِيـدِ تُـذِيبُ
وَلَـوْ أَنَّنِـي أَسـْتَغْفِرُ اللَّـهَ كُلَّمَا ذَكَرْتُــكِ لَــمْ تُكْتَـبْ عَلَـيَّ ذُنُـوبُ
وَلَـوْ أَنَّ لَيْلَى فِي الْعِرَاقِ لَزُرْتُهَا وَلَـوْ كَـانَ خَلْـفَ الشَّمْسِ حِينَ تَغِيبُ
أُحِبُّـكِ يَـا لَيْلَـى غَرَامـاً وَعَشـْقَةً وَلَيْـسَ أَتَـانِي فِـي الْوِصـَالِ نَصِيبُ
أُحِبُّـكِ حُبّـاً قَـدْ تَمَكَّـنَ فِي الْحَشَا لَـهُ بَيْـنَ جِلْـدِي وَالْعِظَـامِ دَبِيـبُ
أُحِبُّــكِ يَــا لَيْلَـى مَحَبَّـةَ عَاشـِقٍ أَهَـاجَ الْهَوَى فِي الْقَلْبِ مِنْهُ لَهِيبُ
أُحِبُّــكِ حَتَّـى يَبْعَـثَ اللَّـهُ خَلْقَـهُ وَلِـي مِنْـكِ فِـي يَوْمِ الْحِسَابِ حَسِيبُ
سـَقَى اللَّهُ أَرْضاً أَهْلُ لَيْلَى تَحُلُّهَا وَجَـادَ عَلَيْهَـا الْغَيْـثُ وَهْـوَ سَكُوبُ
لِيَخْضــَرَّ مَرْعَاهَـا وَيُخْصـِبَ أَهْلَهَـا وَيَنْمِــي بِهَـا ذَاكَ الْمَحَـلِّ خَصـِيبُ
مَجْنُونُ لَيلَى
347 قصيدة
1 ديوان

مَجْنونُ لَيْلَى مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ اَلْعُذْريينَ فِي العَصْرِ الأُمَويِّ، وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي وُجودِهِ فَقِيلَ هوَ اسْمٌ مُسْتَعَارٌ لَا حَقيقَةَ لَهُ، وَتَعَدَّدَتْ الْآرَاءُ فِي اسْمِهِ كَذَلِكَ وَأَشْهَرُها أَنَّهُ قَيْسُ بْنُ الْمُلَوَّحِ بْنُ مُزاحِمٍ، مِنْ بَني عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، لُقِّبَ بِمَجْنونِ بَني عامِرٍ، وَيَغْلُبُ عَلَيْهِ لَقَبُ مَجْنُونِ لَيْلَى، ولَيلَى هي محبوبتُهُ اَلَّتِي عَشِقَها وَرَفْضَ أَهْلُها تَزْويجَها لَهُ، فَهَامَ عَلَى وَجْهِهِ يُنْشِدُ الأَشْعارَ وَيَأْنَسُ بِالْوُحُوشِ، فَكانَ يُرَى فِي نَجْدٍ وَحِيناً فِي الحِجَازِ حِيناً فِي الشّامِ، إِلَى أَنْ وُجِدَ مُلْقىً بَيْنَ أَحْجارِ إِحْدَى الأَوْدِيَةِ وَهُوَ مَيِّتٌ، وَكَانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةِ 68 لِلْهِجْرَةِ.

688م-
68هـ-