زارت وقد ملأ الدلال ثيابها
الأبيات 36
زارت وقــد ملأ الــدلال ثيابهـا عـذراء أحسـن مـا رأيـت شبابها
مـن بعـدها هجـر الركاب واطفئت نــار السـمير وأغفلـت رقابهـا
مــذعورة حــذر الرقيـب كأنهـا نظــرت حبــائل قـانص فأرابهـا
محجوبـة غيـداء يوصـدها الحيـا مــا فـارقت للمسـتريب حجابهـا
هيفــاء مائسـة القـوام تربيـة حســناء أخجـل حسـنها أترابهـا
أخــذت تقـرط بالعتـاب مسـامعي غنجــا فتمـزج غنجهـا وعتابهـا
فلثمـث مـوطء خطوهـا ولـو أنني أنصــفتها حبــا سـففت ترابهـا
وضــممتها حــتى نـثرت عقودهـا ولثمتهــا حــتى أمطـت نقابهـا
فـدعت علـى الـزرق الروي وإنما قلـبي لـه قبـل السـؤال أجابها
نبهــت معسـول الشـمائل أغيـداً عشــق الســلاف فلا يمـلّ شـرابها
أخـذ الطلـى صـرفا فدار صحافها وأخـذت أمـزج بالمـدام رضا بها
حمــراء مثـل الجلنـار رأيتهـا وأرى كمنتــثر الجمـان حبابهـا
تـبراً أذيبـت فـي الكؤوس كأنما السـاقي تنـاول قرطـه فأذابهـا
أذكـى مـن المسـك العبير قديمة هـرم علـى عهـد المسـيح أصابها
ســقيا لأيــام الغــوير وعالـج جلبــت إلــي كؤوسـها وكعابهـا
أنعــم بهاتيـك الليـالي إنهـا سـبرت علـي ومـا علمـت حسـابها
خلعـت علـيّ شـبيبتي مـن بعـدما طـرق المشـيب عوارضـي فأشـابها
كعشـــية زفــتّ بهــا مقصــورة حـوراء قـد وسـم العفاف ثيابها
مـن ذلـك النسـب القصـير وعصبة ضـربت علـى قبـب السماء قبابها
لمهــذب زاكــي الأرومــة ماجـد مـن يـومه عشـق العلـى فأصابها
مـن فتبـة إن غـالبوا فـي حلبة لا تســـتطيع الأكرمــون غلابهــا
مـا أغلقت في الجدب باب نوالها حيـث المكـارم أغلقـت أبوابهـا
مــن كــل أصـيد هاشـمي طأطـأت لجلالــه صــيد الملـوك رقابهـا
كـالعيلم المهـدي مـن جعلـت له علماؤهــا فـي المشـكلات مآبهـا
كـم قـد أبـان لهـا رموز غوامض وأجــاب عمــا لا تطيـق جوابهـا
وحجــاب مشــكلة تقــاعس دونـه هــذا وذلـك قـد أمـاط حجابهـا
قـد خـاض لجـة بحـر علـم زاخـر مـا خـاض ذو فضـل سـواه عبابها
فـإذا دعـت أم العلـى أبناءهـا لســوابق سـكت الـورى وأجابهـا
لمـا امتطـى قنـن المكارم ألزم المجـد المؤثـل رجلـه وركابهـا
فلقـد حـوى جمـع المفاخر يافعا فشـأى البريـة شـيبها وشـبابها
مـاذا يريـد المجدبون من الحيا أو مـا كفلـت طعامهـا وشـرابها
حثــت ركائبهــا وحاشــا أنهـا لســوى منــاهله تحــت ركابهـا
فهـم الألـى شمخوا بألوية العلى ركـزوا علـى كبد السماء حرابها
إن أطفأت في المحل نيران القرى رفعـوا علـى قنن الجبال شهابها
دع عنـك عـد جفـانهم فلقـد غدت مثـل الـدراري لـن تطيق حسابها
دمتـم بنـي الوحي الكرام بنعمة أبــدا تطـرز بالسـرور ثيابهـا
حسين الدجيلي
26 قصيدة
1 ديوان

حسين بن أحمد بن عبد الله الدجيلي النجفي أبو علي عز الدين.

من مشاهير عصره في العلم والأدب.

ولد في النجف ونشأ بها على أبيه فلقنه مبادئ العلوم، ثم قرأ على السيد حسين الطباطبائي الفقه والأصول وأخذ العلم عن كثيرين حتى اشتهر.

له شعر رائق جزل اللّفظ حسن المعنى.

زار الكاظميّة فمرض بها مرضاً شديداً أجبره إلى الرّجوع إلى مسقط رأسه وكان بصحبته ولده سليمان فحمله مسرعاً إلى النجف غير أن المنية اغتالته بين المسيب وكربلاء فحمل ولده جثمانه إلى النجف.

1887م-
1305هـ-