الأبيات 16
قـــال نســر لآخــر أي طيــرٍ هـــو هـــذا ومـــن رفــاقه
إن يكـن قادمـاً إلينـا لخيـرٍ فلمــــــاذا علا زعــــــاقه
يـا لـهُ طـائراً بصـورة شـيطا ن يبـثّ اللهيـب بركـان صـدره
أهــو منـا لا لا فلـم أرَ جبّـا راً كهذا في الجوّ ما بين طيره
إن قلــبي لمــوجس منـه شـرّاً رُح بنـا نجتلـي حقيقـة أمـره
آدمـــيّ هــذا أجــاب أخــوه جــاء يسـتعمر الأثيـر بأسـره
كــرة الأرض عــن مطـامعه ضـا قـت فحطّـت هنـا مطامـح فكـره
نحـن لـم نهجـر البسـيطة إِلاّ هربــاً منـه واجتنابـاً لشـرّه
قـم بنـا نحشـد الطيور وننقض ضُ عليـه نجزيـه مـن مثل غدره
ودَوَت فــي الأثيـر صـيحة حـربٍ ملأتــــهُ بنســـره وبصـــقره
هــو حشـد أثـار ضـرب خـوافي هِ غبـار السـحاب يعمـي بـذرّه
وإذا بـي مـا بيـن أجنحـة سو دٍ علـى الأفـق حجّبـت وجه بدره
طــوّقتني بكــل فــاغر شــدقٍ صــامدٍ لــي بمخلـبيه وظفـره
لا تخـافي يـا طيرُ ما أنا إِلاّ شــاعر تطـرب الطيـور لشـعره
زارك اليـوم متعباً ينشد الرا حَـة فـي هـدأة السـكون وسحره
فــرّ عـن أرضـه فـرارك عنهـا مـن أذى أهلهـا وتنكيـل دهره
فوزي المعلوف
77 قصيدة
1 ديوان

فوزي بن عيسى إسكندر المعلوف.

شاعر لبناني رقيق، ولد في زحلة، وأتقن الفرنسية كالعربية، عين مديراً لمدرسة المعلمين بدمشق، فأمين سرّ لعميد مدرسة الطب بها.

وسافر إلى (البرازيل) سنة 1921م، فنشر فيها قصائده: (سقوط غرناطة)، و(تأوهات الحب)، و(شعلة العذاب)، و(أغاني الأندلس)، وأخيراً (على بساط الريح)، وأدركه الأجل في مدينة الريو دي جانيرو (عاصمة البرازيل).

1930م-
1348هـ-