عَلامَ دُموع أَعيننا تَصوب
الأبيات 43
عَلامَ دُمــوع أَعيننــا تَصـوب إِذا لِحَـبيبه اِشـتاقَ الحَبيب
وَفيـمَ نَضـيق بِـالأَزراء ذرعا وَفـي الجَنـات مَنزلـه رَحيـب
أَصـابَكَ يـا حَـبيب اللَه حَتف أَصـيب بِـهِ القَبائل وَالشُعوب
وَحــادَكَ لِلـرَدى سـَفر بَعيـد يُــؤوب القارضـان وَلا يـؤوب
أَقـم وَاللَـه جـارَك في ضَريح موســدة بــهِ مَعـك القُلـوب
وَأَبنـاء العُلـوم عَليـك لابَت كَسـرب قَطـا عَلـى وَرد يَلـوب
ألا لا حـانَ يَومـك فَهُـوَ يَـوم عَلـى ديـن الهُـدى يَوم عَصيب
بُكـاك المنـبر السـامي علاء كَأَنَّــك فَــوقَ ذروتـه خَطيـب
وَتَلتقـف الأَفاضـل مِنـكَ وَحياً بِـهِ لَـكَ يَهبط الفكر المصيب
نَظـرت بِنـور رَبـك كُـل غَيـب فَكـانَت نَصـب عَينيـك الغيوب
تَرى العلماء حشدا وَاحتفالاً لِتَعـرف كَيـفَ تَسـأل أَو تُجيب
كَــأَنَّهُم لَــديك رِفـاق شـُرب تُـدار عَلَيهُـم مِـن فيـك كُوب
إمـام زماننـا مـذ نبت عَنهُ حَســبنا أَنَّـهُ ظهـر المَنـوب
ولـو لَـم تحـرس الإِسلام أَضحى يَعلّـق بَيـنَ أَعيُنِنـا الصَليب
لَئن شـقت عَلـى المَوتى جُيوب فَحَـق بِـأَن تَشـق لَـكُ القُلوب
سـَترت عُيوب هذا الدَهر حيناً فبعــدك ملـء عَيبتـه عُيـوب
وَكُنـت بَقيـة الحَسـنات مِنـهُ فَبعــدك كُلمــا فيـهِ ذُنـوب
نَشـرت العلـم في الآفاق حَتّى طَـوى أَضـلاع شـانئك الـوَجيب
تَسـاقط حكمـة فَتطيـر فيهـا إِلى الناس الشَمائل وَالجنُوب
قَضـيت العُمـر فـي تَعب وَجُهد وَمـا نـالَ المُنى إِلا التعوب
فلـم يَرقـدك عَـن علـم شَباب وَلـم يقعـدك عَـن نفـل مشيب
وَتَـترك مـا يَريبـك كُـل حين مجــاوزة إِلــى مـالا يريـب
لَــوَ أنَّ شـَعوب يِـدفعها عِلاج لَمــا ذهبـت بِبقـراط شـعوب
إِذا الأَجل المتاح أَصابَ شَخصاً فَلا عَجـب إِذا أَخطـا الطَـبيب
أروّاد العُلــوم ألا أقيمـوا بِيـــأس إن مرتعــه جَــديب
فَقَـد وَاللَـه قشـَّع مِـن سماه ضــَحوك البَـرق وَكَّـاف سـَكوب
وَإِن خَصـيب هـذا المصـراودي فَلا مَصــر هُنــاك وَلا خَصــيب
ألا يــا دهــر مِنــكَ خَطــب عَلَينـا فيـهِ هَـونت الخُطـوب
فَبعـد صـَنيعك ارم لا نبـالي اتخطئنــا سـِهامك أَم تُصـيب
فَيـا صَبراً أمام الناس صَبرا فَكُـل الناس مِثلك قَد أصيبوا
بلاء عــمَّ وَالأَمثــال قــالَت إِذا مـا عَمَـت البَلـوى تَطيب
إِلَيـكَ الدَهر قَد أَلقى زِماماً فَقُد يَنقد كَما اِنقادَ الجَنيب
لَقَـد صـَدق المخيلة مِنكَ بشر يَلــوح وَراءه كَــرم وَطيــب
وَبشـر سـِواك كـان لَهُ شَبيهاً سـَراب القاع وَالبَرق الخَلوب
لَقَـد كَرمـت طِباعـك في زَمان بِـهِ كَـرم الطِباع هُوَ العَجيب
وَمـا أَعداك هذا الجيل بُخلاً كَأَنَّــك بَيـنَ أظَهرهـم غَريـب
فَمـا أَسـفَرت في اللأواء إِلا وَجـاءَ بِوجهـك الفَرج القَريب
تَخـاف وَتَرتَجي دَوماً فَأَنتَ ال فُـرات العَذب وَالنار الشَبوب
فَفـي بَـذل النَـدى غَيث ضَحوك وَفـي يَـوم الـوَغى لَيث قَطوب
أَغيـرك تَطلـب العَلياء كَفوا وَمُنـذُ وَلـدت أَنـتَ لَها رَبيب
أَقـول لِمَـن يُحاول أَن يُباري علاك وَغــره الأَمــل الكَـذوب
نعـم سـَتنال مـا تبغي وَلَكن إِذا مـا عـادَ للضرع الحَليب
سـَقى جَـدث الحبيب سحاب عفو مِـن الرضـوان تلفحه الهَبوب
جعفر الحلي
224 قصيدة
1 ديوان

جعفر بن حمد بن محمد حسن بن عيسى كمال الدين.

شاعر عراقي، من أهل الحلة، ولد في إحدى قراها واشتهر في النجف.

وفي (شعراء الحلة) للخاقاني، نماذج من شعره ونثره.

له (الجعفريات -ط) في رثاء أهل البيت، و(سحر بابل وسجع البلابل -ط) من شعره.

1897م-
1315هـ-