ضَنًى بِفُؤَادِي زَادَ مِنْ فَيْضِ عَبْرَتي
الأبيات 60
ضـَنًى بِفُـؤَادِي زَادَ مِـنْ فَيْـضِ عَبْرَتي وَيَـا عَجَبـاً لَـمْ يُطْـفِ نِيـرَانَ علَّتي
وَلَمَّــا تَــوَلَّتْ عِيســُهُمْ وَاســْتَقَلَّتِ ضــُنِيْتُ لِبُعْــدِي عَـنْ دِيَـارِ أَحِبَّـتي
وَطَــرْفُ رَجَــائِي لاَ يَغَــضُّ وَلاَ يُغْضـِي
رَكَــائِبُهُمْ بَيْــنَ الْغُــوَيْرِ وَلَعْلَـعِ تَسـِبرُ وَنِيـرَانُ الأَسـى بَيْـنَ أَضـْلُعِي
أُســَائِلُ عَنْهُــمْ كُــلَّ نَـادٍ وَمَرْبَـعِ ضـُحًى رَحَلُـوا وَالشـَّوْقُ بَـاقٍ وَأَدْمُعِي
تَفِيـضُ وَجَفْنـي يَشـْتَكِي عَـدَمَ الْغَمْـضِ
تَمَنَّيْــتُ لَــوْ مَنُّــوا عَلَـيَّ بِرَجْعَـةٍ لعَـــلَّ جُفُــوني أنْ تَلَــذَّ بِهَجْعَــةٍ
أَيَــا أُخْـتَ يَعْـدٍ سـَاعِدِيني بِدَمْعَـةٍ ضـُلُوعِي انْطَـوَتْ مِنِّـي عَلـىَ حَرِّ لَوْعَةٍ
بِحُـبِّ غَـزَالٍ قَـدْ تَمَـادى عَلـىَ بُغْضِي
بَكَيْـتُ دَمـاً لَـمَّ فنـى مَـاءُ مُقْلَـتي وَزَادَ اشــْتِيَاقي بَعْـدَ فَقْـدِ أَحِبَّـتي
أيَـا عَـاذِلي بِـاللهِ دَعْنـي بِحَسْرَتي ضـَمِيري بِـأنْ أسـلو هـواه وسـلوتي
تَجُـوبُ فِجَـاجَ الأَرْضِ بِـالطُّولِ وَالْعَرْضِ
بِقَلْـبي رَشـِيقٌ يُشـْبِهُ الْبَدْرَ قَدْ نَشَا يُحَــاكِي قَضـِيبَ الْخَيْـزَرَانِ إذَ مَشـى
سـَقَاني الْهَـوى صـِرْفاً فَـزِدْتُ تَعَطُّشَا ضـِيَا وَهْيَ فِي الأجْفَانِ قَدْ قَدَّتِ الَحَشا
فَبَعْضـِي بِـهِ يَشـْكُو إلـى بَعْضِهَا بَعْضِ
وإذَا مَـا حَدَا الْحَادِي وَسَارَتْ أحِبَّتي يُعَــاوِدُني شــَوْقي إلَيْهِـمْ وَزَفْرَتـي
وَمُـذْ رَحَلُـوا لَمْ يَهْنَ لي طِيْبُ رَقْدَتي ضــَجِيعِي غَــرَامٌ لاَ يَــزَالُ وَحَسـْرَتي
تُجَـدِّدُ لـي وَجْـداً وَعُمْـرِي بِهَا يَمْضي
وَحُرْمَـةٍ ذَاكَ الْوَصـْلِ مَـا خُنْتُ عَهْدَهُمْ وَمُــذْ هَجَرُونـي مَـا تَنَاسـَيْتُ وُدَّهُـمْ
وَقَـدْ خَلَّفُـولي الْجِسْمَ وَالْقَلْبَ عِنْدَهُمْ ضـُرِبْتُ بِسـَيْفِ الْهَجْـرِ فَازْدَدْتُ بَعْدَهُمْ
نَدَامَـةَ مَـنْ أَدْمَـى يَـدَيْهِ مِـنَ الْعَضَّ
كَلِفْــتُ بِمَـنْ أَحْبَبْتُـهُ وَهْـوَ قَـاتِلي بِأســْهُمِ لَحْـظٍ قَـدْ أَصـَابَتْ مَقَـاتِلي
فَيَـا أَسـَفَى مَـا فُـزْتُ مِنْـهُ بِطَـائِلِ ضـَجِرْتُ بِمَـا قَـدْ نَـالَني مِنْ عَوَاذِلي
فَبُــدِّلَ فَــوْدِي مِــنْ سـَوَادٍ لِمُبْيَـضِّ
أَحِبَّـةُ قَلْـبي مَـا وَفَـوْا لي بِعَهْدِهِمْ وَمَـا رَحِمُـوا فِـي الْحُـبِّ ذِلَّةَ عَبْدِهِمْ
لَقَـدْ ذَابَ جِسـْمِي مِـنْ نُحُـولي بِصَدِّهِمْ ضــِرَامُ لَهِـبٍ فِـي الْفُـؤَادِ لِبُعْـدِهِمْ
وَقَـدْ ضـَاقَ بـي بِالصـَّبِّ مُتَّسـعُ الأَرْضِ
وَبـي أغْيَـدٌ رُوِحـي لَـهُ قَـدْ وَهَبْتُهَا تَعَوَّضــْتُ عَنْهَـا فُرْقَـةً مَـا حَسـِبْتُهَا
وَمَـا زِلْـتُ أنْهَى النَّفْسَ حَتى زَجَرْتُهَا ضــَمَمْتُ يَــدِي عَــنْ حُبِّـهِ وَمَـدَدْتُهَا
إلـىَ نَحْـوِ مَـنْ حُبيِّ لَهُ غَايَةُ الْفَرْضِ
نَـبيًّ تُـرَى الأنْـوَارُ مِـنْ حَـوْلِ تُرْبِهِ مَــوَاهِبُهُ مِثْــلُ الســَّحَابِ وَســَكْبِهِ
أمِنَّــا بِـهِ مِـنْ جَـوْرِ دَهْـرٍ وَخَطْبِـهِ صــَفَا ظِلُّــهُ حَــتى بَلَغْنَــا بِحٌبِّـهِ
مَفَـازَ غَـدٍ فِـي مَوْقِفِ الْحَشْرِ وَالْعَرْضِ
قِفُوا نَسْئَلُوا الْمَوْلَى الْكَرِيمَ بِعَفْوِهِ يَجُــودُ عَلـى ذَنْـبِ الْمُسـِيءِ بِمَحْـوِهِ
لِنَخْــرُجَ مِــنْ غَيْـمِ الضـَّلاَلِ لِصـَحْوِهِ ضـــَرَبْنَا بُطُــونَ الْيَعْمُلاَتِ لِنَحْــوِهِ
وَلَـوْلاَهُ لَـمْ تَـذْكُرْ سَبِيلاً إلَى النَّهْضِ
لآِيَــاتِهِ الرَّايَــاتُ بِـالْخَيْرِ تُعْقَـدُ وَعَــنْ فَضــْلِهِ كُـلُّ الأَحَـادِيثِ تُسـْنَدُ
وَلاَ خَــوْفَ يُخْشــى وَالشــَّفِيعُ مُحَمَّـدُ ضـَحُوكٌ وَنَـارُ الْحَـرْبِ تُـذْكى وَتُخْمَـدُ
صـَبُورٌ وَخَيْـلُ الْغَـيِّ تَنْهَـضُ بِـالرَّكْضِ
هَنِيئاً لأقْــوَامِ ســَبَا هُــمْ بِنَظْـرَةٍ وَزَوَّرَهُــمْ مِــنْ بَعْــدِ حَــجِّ وَعُمْـرَةٍ
أَقُــولُ وَقَــدْ هَـمَّ الْحَجِيـجُ بِسـَفْرَةٍ ضـَعُوا كُـلَّ ذَنْـبِ إنْ وَصـَلْتُمْ لِحُجْـرَة
حَـوَتْ خَيْـرَ خَلْقِ اللهِ بِالشَّرَفِ الْمَحْضِ
لَــهُ رُتْبَــةٌ تَســْمُو لِرِفْعَـةِ قَـدْرِهِ وَأَخْلاَقُــهُ تُنْبِيــكَ عَـنْ شـَرْحِ صـَدْرِهِ
نَـبيٌّ يَـرَى الْمَخْفِـيَّ مِـنْ غَيْـبِ سـِرِّهِ ضــَمِينٌ لِمَــنْ وَافـى زِيَـارَةَ قَبْـرِهِ
وَأوْفــى عُهُــوداً لاَ تُغَيَّـرُ بِـالنَّقْضِ
مِـنَ اللـهِ مَحْـروسُ الْجَنَـابِ بِعِصـْمَةٍ وَأَفْضــَلُ مَرْســُولٍ إلَــى خَيْـرِ أُمَّـة
لَقَـدْ خَصـَّهُ الْمَـولَى بِإتْمَـامِ نِعْمَـةٍ ضــَحَا نُــورُ إشـْرَاقٍ جَلاَ كُـلَّ ظُلْمَـةٍ
وَلاَ قَـدْحَ فِـي قَـوْلٍ وَلاَ ثَلْـمَ فِي عِرْضِ
هُـوَ الْبَـدْرُ يَزْهُـو فِـي بُرُوجِ سُعُودِهِ وَإنْ قُلْــتَ شــَمْسٌ فَهْـيَ دُونَ صـُعُودِهِ
رَحِيــبٌ فَنَــاهُ مَـا خَلاَ مِـنْ وُفُـودِهِ ضــِعَافَ مَســَاكِينٍ حَبَــاهُمْ بِجُــودِهِ
لَطِيـفٌ بِهِـمْ فِي حَاَلةِ الْبَسْطِ وَالْقَبْضِ
لَــهُ مُعْجِــزَاتٌ بَعْضــُهَا لَـمْ تُعَـدَّدِ وَمِـنْ جُمْلَـةِ الآيَـاتِ شـَاهُ آمِّ مَعْبَـدِ
أقْــولُ وَقَـوْلي فِيـهِ نُصـْحٌ لِمُهْتَـدِي ضـــَلاَلٌ لِمَـــنْ لاَ يَهْتَــدِي بِمُحَمَّــدِ
وَذُلٌ وَخِـــزْيٌ إنْ يَعِــشَ وَإنْ يَقْضــِي
صــَبَاحُ مُحَيَّــاهُ بَــدَا تَحْـتَ حُجْبِـهِ وَكَـمْ قَـدْ هُـدِينَا مِـنْ ضـَلاَلٍ بِصـَحْبِهِ
وَأَنْقَــذَنَا مِــنْ كُــلِّ غَــيِّ بِنُصـْحِهِ ضـَعُفْتُ فَمَـا اسـْطَعْتُ الْقِيَـامَ بِمَدْحِهِ
وَلكِنَّنِـي أرْجُـو أُعَـانَ عَلـىَ الْبَعْـضِ
تَجَلــى لَـهُ الْمَـولى فَفَـازَ بِأُنْسـِهِ وَقَـدْ أشـرَقَتْ بِالسـَّعْدِ أنْـوَارُ شَمْسِهِ
فَتَـــاهَ دَلاَلاً فِــي حَظِيــرَةٍ قُدْســِهِ ضـــَمِينٌ كَفِيــلٌ لِلْعِبَــادِ بنَفْســِهِ
يُبَشــِّرُهُمْ أنَّ الإلــهَ لَهُــمْ مُرْضــِي
أحمد البهلول
30 قصيدة
1 ديوان

أحمد بن حسين بن أحمد بن محمد بن البهلول.

متصوف فاضل من أهل طرابلس الغرب.

رحل إلى مصر ولقي علماءها وعاد إلى بلده.

له (درة العقائد) منظومة، و(المعينة) منظومة في فقه الحنفية، و(المقامة الوترية) رسالة، وله (ديوان شعر -ط) صغير مرتب على الحروف.

1701م-
1113هـ-