كَلفْتُ بِكُمْ وَالْقَلْبُ يُصَلى بِنَارِكُمْ
الأبيات 60
كَلفْـتُ بِكُـمْ وَالْقَلْـبُ يُصـَلى بِنَارِكُمْ وَخُنْتُـمْ وَلَـمْ تَرْعَـوْا ذِمَاماً لِجَارِكُمْ
ومَـا كَـانَ ظَنِّـي أنَّ ذَا مِـنْ شِعَارِكُمْ كَفـى حَزَنـاً كَـمْ وَقْفَـةٍ لـي بِدَارِكُمْ
أُسـَائِلُهَا عَنْكُـمْ وَلـي مُقْلَـةٌ تَبْكِـي
أَمَـا عِنْـدَكُمْ خُبْـرٌ بِحَـالي وَمَا جَرَى عَلــىَ مُســْتَّهَامٍ لاَ يُطِيــقُ تَصــَبُّرَا
وَلَمَّـا رَأَيْتُ الرَّكْبَ قد جدَّ فِي السُّرى كَتَبْــتُ بِــدَمْعِي فَـوْقَ خَـدَّيَّ أَسـْطُرَا
بِشــِدَّةِ أَشــْوَاقي إلَيْكُــمْ بِلاَ شــَكً
رَحَلْتُـمْ عَـنِ الْمُضـْنى فَأَبْـدَى زَفِيرَهُ وَغِبْتُـمْ عَـنِ الْمَغْنـى وَكُنْتُـمْ بُدُورَهُ
بَعَثْـتُ لِمَـنْ أَضـْحى الْفُـؤَادُ أَسـِيرَهُ كِتَابــاً جَــرى دَمْعِـي فَغَـبَّ سـُطُورَهُ
فَمَـنْ ذَا لَـهُ سَمْعٌ إلَى قَوْلِيَ الْمُبْكِي
تَفَـرَّقَ شـَمْلي بَعْـدَ مَـا قَـدْ تَأَلَّفَـا وَنَـالَ مِـنْ الْهِجْرَانِ وَالْبُعْدِ مَا كَفى
وَلَـمْ تَرْحَمُـوا صَبَّا مِنَ الشَّوْقِ مُدْنَفَا كَئِيبــاً مُعَنَّــى ظَـلَّ يَبْكِـي تَأَسـُّفَا
عَلـىَ صـَفْوِ عَيْـشٍ قَـدْ تَكَـدَّرَ بِالضَّنْكِ
دَعُــوا عَـذْلَكُمْ عَنْـهُ وَخَلُّـوا مَلاَمَـهُ وَعُـودُوا سـَقِيمِاً ظَـلَّ يَشـْكُو سـِقَامَهُ
حَلِيــفَ ســُهَادٍ قَـدْ تَجَـافى مَنَـامَهُ كَثِـبرَ اشـْتِيَاقٍ بَـاتَ يَشـْكُو غَرَامـهُ
أَسـِيرٌ وَمِـنْ قَيْـدِ الْهَـوى غَيْرُ مُنْفَكِّ
وَفَيْـتُ بِعَهْـدِي فِـي هَـوَاهُ فَلـمْ يَـفِ فَمَـا حِيلَـتي فِـي هَجْـرِهِ وَهْوَ مُتْلِفِي
كَثِيــرُ التَّجَنَّــي لاَ يَــرِقُّ لِمُــدْنَفِ كَلِفْــتُ بِفَتَّــانِ الشــَّمَائِلِ أَهْيَــفِ
تَبَــدى كَبَـدْرٍ لاَحَ مِـنْ ظُلَـمِ الْحَلْـكِ
أَمِيـرُ جَمَـالٍ جَـارَ فِي الْحُبِّ وَاعْتَدى يَتِيـهُ عَلـىَ الْعُشـَّاقِ زَهْواً وَقَدْ بَدَا
بِقَـدِّ يُحَاكِي الْغُصْنَ فِي الرَّوْضِ أَمْلَدَا كَسـَاهُ الْحَيَـا عِنْـدَ الْعِتَـابِ تَوَرُّدَا
كَـذَا خَـالِصُ الإيْرِيـزِ يَظْهَـرُ بِالْحَـكِّ
شـَكَوْتُ لَـهُ مَـا نَـالَني مِـنْ صـُدُودِهِ فَتَــاهَ دَلاَلاً يَنْثَنــي فِــي بُــرُودِهِ
مَلُـــولٌ بَخِيــلُ لاَ يَفِــي بِوُعُــودِهِ كَتَمْـــتُ هَــوَاهُ حَافِظــاً لِعُهُــودِهِ
وَصـــِدْقُ وِدَادِي لاَ يُغَيَّــرُ بِــالتَّرْكِ
تبَــارَكَ رَبّــاً قَــدْ أَتَــمَّ كَمَـالَهُ وَصــَوَّرَ مِــنْ مَــاءِ مَهِيــنٍ جَمَـالَهُ
تَجَنــــى دَلاَلاً لاَ عَــــدِمْتُ دَلاَلَـــهُ كَـذَا كُـلُّ مَـنْ يَهْـوى حَبِيبـاً وِصَالَهُ
حَقِيقَـةَ وُدِّ فَهْـوَ سـَاعٍ إلـىَ الْهَلْـكِ
تَمَــادى عَلـىَ هَجْـرِي فَعَـذَّبَ مُهْجَـتي حَبِيــبٌ سـَبى عَقْلـي وَأَسـْهَرَ مُقْلَـتي
عَلَيْـهِ فَنـى صـَبْرِي وَلَمْ تَرْ قَ عَبْرَتي كَظَمْــتُ بِـهِ غَيْظِـي وَأَخْفَيْـتُ لَوُعَـتي
وَأَظْهَــرْتُ لِلْعُــذَّالِ ضـَحْكاً بِلاَ ضـَحْكِ
يَـرُومُ اقْتِضـَاحِي فِـي الْهَوى وَتَهَتُّكِي وَطْـولَ وُقُـوفي فِـي الْمَنَـازِلِ أشْتَكِى
وَلَمَّــا رَأَيْــتُ الْغَـيِّ أَخْطَـرَ مَسـْلَكِ كَفَفْــتُ يَــدِي عَــنْ حُبِّــهِ لِتَمَسـُّكِي
بِحُــبِّ نَــبيِّ قَــوْلُهُ جَـلَّ عَـنْ إفْـكِ
رَســُولٌ أَتَانَـا صـَادِقاً غَيْـرَ مُفْـترٍ مَلاَذَا وَإنْقَـــاذاً لِعَـــاصٍ وَفَــاجِرٍ
فَضــَائِلُهُ تُــرْوى عَلــىَ كُـلِّ مِنْبَـرٍ كَــأَنَّ جَمِيــعَ الأَنْبِيَـا عِقْـدُ جَـوْهَرٍ
قَدِ انْتَظَمُوا وَهْوَ الْيَتِيمَهُ فِي السِّلْكِ
لَقَــــدْ خَصـــَّهُ رَبُّ الْعُلاَ بِســـَلاَمِهِ وَبَلَّغَــهُ كُــلَّ الْمُنــى مِـنْ مَرَامِـهِ
وَقَــدْ رُفِعَــتْ عَنَّــا بِجَــدِّ حُسـَامِهِ كُــذُوبٌ تَــوَلى كَشــْفَهَا بِاهْتِمَـامِهِ
بِـهِ قَـدْ أَقَـرَّتْ أَلْسُنُ الْخَلْقِ بِالْمِلْكِ
عَلَيْـهِ اعْتِمَـادِي وَهْـوَ سُؤْلي وَمقْصِدِي دَلِيلــي وَعِـزِّي وَهْـوَ لِلحَـقِّ مُرشـِدِي
عَلَيْــهِ ســَلاَمِي كُــلَّ يَــوْمٍ مُجَــدَّدِ كَســَبْتُ ثَنَــائِي بِامْتِــدَاحِي لأَحْمَـدِ
كَمَـا كَسـَبَ الْعَطَّـارُ مِـنْ أرَجِ المِسْكِ
بِـهِ قَـدْ بَلَغْنَـا سـُؤْلَنَا مِـنْ ثَوَابِهِ وَفُزْنَــا بـإدْرَاكِ الْعُلاَ مِـنْ جَنَـابِهِ
وَلَمَّــا ســَقَانَا مِـنْ لّذِيـذِ شـَرَابِهِ كَلاَنَــا جَمِيعـاً حِيـنَ لُـذْنَا بِبَـابهِ
وَأَنْقَـذَنا بِـاللَّفْظِ مِـنْ شـَرَكِ الشِّرْكِ
شــَفَاعَتُهُ تُرْجــى إذَ الأَرْضُ زُلْزِلَــتْ لِنَفْــسٍ بِــهِ يَـوْمَ الْحِسـَابِ تَوَسـَّلَتْ
وَكَـمْ حَـلَّ عَنْهَـا مِنْ أُمُورٍ قَدْ أَشْكَلَتْ كَشـَفْنَا بِـهِ سـُحْبَ الضـَّلاَلَةِ فَـانْجَلتْ
بَصـَائِرُنَا مِـنْ ظُلْمَـةِ الرَّيْـبِ وَالشَّكِّ
إمَـامٌ لَـهُ الْبَيْـتُ الْحَـرَامُ وَزَمْـزَمُ وَلَــوْلاَهُ مَــا صـَلَّى وَلاَ صـَامَ مُسـْلِمُ
وَلاَ وَقَــفَ الْحُجَّـاجُ يَوْمـاً وَأحْرَمُـوا كَرِيـــمٌ أَمِيـــنٌ هَشـــِمِيٌّ مُعَظَّـــمُ
بِـهِ قَـدْ نَجَـا نُوحٌ وَسَارَ عَلىَ الْفُلْكِ
لَقَــدْ زَانَـهُ الْمَـوْلَى وَكَمَّـلَ وَصـْلَهُ وَأدْنَــاهُ تَقْرِيبــاً وَوَفَّــقَ فِعْلَــهُ
وَأَحْكَــامُهُ بِالقِســْطِ تُظْهِــرُ عَـدْلَهُ كَأَحْمَـدَ لَـمْ يُخْلَـقْ وَلَـمْ نَـرَ مِثْلَـهُ
نَــبيٌّ لَـهُ وَصـْفُ السـَّكِينَةِ وَالنُّسـْكِ
أجَــلُّ عِبَـادِ اللـهِ قَـدْراً وَمَوْثِقَـا وَأَفْصـَحُ مَـنْ قَـدْ حَـازَ عِلْماً وَمَنْطِقَا
كَرِيــمُ السـَّجَايَا لاَ يـزَالُ مُوَفَّقَـا كَرَامَتُـــهُ عُلْويَّــةٌ وَقَــدِ ارْتَقــى
لِمِعْرَاجِــهِ حَـتى رَأى مَالِـكَ الْمُلْـكِ
نَــرُوحُ بِأشــْوَاقٍ وَنَغْــدُو بِمِثْلِهَـا وَكَــمْ مُشــْكِلاَتٍ قَـدْ وَثِقْنَـا بِحَلهَـا
لَقَــدْ وُضــِعَتْ أَوْصـَافُهُ فِـي مَحَلِّهَـا كَتَــائِبُهُ خَبْــرُ الْكَتَــائِبِ كُلِّهَــا
فَخُـذْ مَـا رَوى عَنْهُ أَبُو طَالِبِ الْمَكي
أحمد البهلول
30 قصيدة
1 ديوان

أحمد بن حسين بن أحمد بن محمد بن البهلول.

متصوف فاضل من أهل طرابلس الغرب.

رحل إلى مصر ولقي علماءها وعاد إلى بلده.

له (درة العقائد) منظومة، و(المعينة) منظومة في فقه الحنفية، و(المقامة الوترية) رسالة، وله (ديوان شعر -ط) صغير مرتب على الحروف.

1701م-
1113هـ-