كـالنجمِ
فـي
خفـقٍ
وفي
ومضِ
|
متفــرداً
بعــوالم
السـُّدُمِ
|
حيــرانَ
يتبـعُ
حيـرةَ
الأرضِ
|
ومصــارعَ
الأيــامِ
والأُمَــمِ
|
مستوحشـاً
فـي
الأفق
منفردا
|
وكــأنَّه
فـي
سـامرِ
الشـُّهُبِ
|
هـذا
الزحامُ
حيالَهُ
احتشدا
|
هـوَ
عنـه
نـاءٍ
جِـدُّ
مغـتربِ
|
مترنحــاً
كالعاشـقِ
الثمـلِ
|
ريّـانَ
مـن
بَهـجٍ
ومـن
حَـزَنِ
|
نشـوانَ
مـن
ألـمٍ
ومـن
أملِ
|
مسـتهزئاً
بـالكونِ
والزَّمَـنِ
|
تلـك
السـماءُ
علـى
جوانبه
|
بحـرُ
الحياة
الفائرُ
الزَّبدِ
|
كـم
راحَ
يلتمـسُ
القرارَ
به
|
هيمـانَ
بيـن
شـواطىء
الأبدِ
|
تهفـو
علـى
الأمـواج
صورته
|
وشـعاعهُ
اللمَّـاحُ
في
الغوْرِ
|
نفَـذتْ
إلـى
الأعمـاقِ
نظرتُهُ
|
فـإذا
الحيـاةُ
جليـةُ
السرِّ
|
ويمــرُّ
بالأحــداثِ
مبتسـماً
|
كالشـمسِ
حيـنَ
يلفُّها
الغيمُ
|
زادَتـهُ
عِلمـاً
بالـذي
عَلِمَا
|
دنيـا
تنـاهى
عندها
الوهمُ
|
بَلـغَ
الـروائعَ
من
حقائقها
|
فـإذا
السعادةُ
توأمُ
الجهلِ
|
هتـف
المحـدِّقُ
فـي
مشارقها
|
ذهـبَ
النهـارُ
فريسةَ
الليلِ
|
يـا
قلبُ
مثلُ
النَّجمِ
في
قلقِ
|
والنــاسُ
حولـك
لا
يُحسـُّونا
|
لـولا
اختلافُ
النـورِ
والغَسَقِ
|
مــرُّوا
بأفقــكَ
لا
يُطلُّونـا
|
فاصـفحْ
إذا
غمطـوك
إدراكا
|
واذكــر
قصــورَ
الأدميينـا
|
أتريـدهم
يـا
قلـبُ
أملاكـا
|
كلَّا
ومــا
هــم
بالنبيينـا
|
هـم
عـالمٌ
فـي
غيِّـه
يمضـي
|
مُستغرقاً
في
الحمأةِ
الدنيا
|
نزلــوا
قـرارةَ
هـذه
الأرضِ
|
وحللـتَ
أنـتَ
القمةَ
العليا
|
عُبَّـادُ
أوهـامٍ
ومـا
عبـدوا
|
إلَّا
حقيــرَ
مُنــىً
وغايــاتِ
|
ومُنـاكَ
ليـس
يحـدّها
الأبـدُ
|
دنيــا
وراء
اللا
نهايــاتِ
|
ولـكَ
الحيـاةُ
دنـىً
وأكوانُ
|
عـزَّتْ
معارجُهـا
على
الراقي
|
تحيـا
بهـا
وتبيـدُ
أزمـانُ
|
وشـبابُها
المتجـدِّدُ
الباقي
|
يـا
قلبُ
كم
من
رائعِ
الحلَكِ
|
ألقـاكَ
فـي
بحـرٍ
من
الرُّعبِ
|
كـم
عُـذْتَ
منـه
بقبَّةِ
الفلَكِ
|
وصـرختَ
وحـدكَ
فيه
يا
قلبي
|
ومضـيتَ
تضـربُ
فـي
غيـاهبِه
|
وتـردُّ
عنـكَ
المائجَ
الصَّخِبا
|
تـترقب
الـبرقَ
المطيـفَ
به
|
وتسـائلُ
الأنـواءَ
والسـُّحبا
|
وخفقـتَ
تحـت
دَجـاهُ
من
وَجَلِ
|
كـالطيرِ
تحت
الخنجر
الصلْتِ
|
وعرفـتَ
بيـن
اليـأسِ
والأملِ
|
صـحوَ
الحيـاةِ
وسكرةَ
الموتِ
|
يـا
قلـبُ
عنـدكَ
أيُّ
أسـرارِ
|
مـا
زِلـنَ
فـي
نشـرٍ
وفي
طيِّ
|
يـا
ثـورةً
مشـبوبةَ
النَّـارِ
|
أقلقـت
جسـم
الكـائنِ
الحيِّ
|
حَمَّلْتَـه
العبـءَ
الـذي
فَرقَتْ
|
منـهُ
الجبـالُ
وأشفقتْ
رَهَبا
|
وأثـرتَ
منه
الرُّوحَ
فانطلقتْ
|
تحسو
الحميمَ
وتأكلُ
اللهبا
|
وملأت
سـِفَرَ
المجـد
مـن
عَجَبِ
|
وخلقـتَ
أبطـالاً
مـن
العَـدَمِ
|
وعلـى
حـديثِك
في
فمِ
الحِقَبِ
|
سـِمَةُ
الخلـودِ
ونفحة
القِدَمِ
|
كـم
مـن
عجـائبَ
فيكَ
للبشرِ
|
أخـذَتهمُو
منهـا
الفجـاءاتُ
|
متنــبئاً
بـالغيبِ
والقـدَرِ
|
وعجيبــةٌ
تلــك
النبـوءاتُ
|
وعجبـتُ
منـك
ومن
إبائكَ
في
|
أسـرِ
الجمـالِ
وربقـةِ
الحبِّ
|
وتَلفُّــتِ
المتكــبر
الصـَّلِفِ
|
عـن
ذِلَّةِ
المقهور
في
الحربِ
|
يـا
حـرُّ
كيـف
قبِلـتَ
شِرعتَه
|
وقنِعـتَ
منـه
بـزادِ
مأسـورِ
|
آثــرت
فــي
الأغلال
طلعتَـه
|
وأبيـتَ
منـه
فكـاكَ
مهجـورِ
|
فـإذا
جفاكَ
الهاجرُ
الناسي
|
وقسـا
عليـكَ
المشفقُ
الحدِبُ
|
فاضـت
بـدمعك
فـورةُ
الكاسِ
|
وهَفَــتْ
بكفِّـكَ
وهـي
تضـطربُ
|
وفزِعـــتَ
للأحلام
والـــذِّكرِ
|
تبكـي
وتنشـدُ
رجعـةَ
الأمـسِ
|
وودِدْتَ
لـو
حُكِّمـتَ
في
القَدَرِ
|
لتعيـدَ
سـيرتَها
مـن
الرَّمْسِ
|
ووهِمْــتَ
نـاراً
ذات
إيمـاضِ
|
فبسـطتَ
كفَّـك
نحوهـا
فزَعـا
|
مَـرَّتْ
بعينـكَ
لمحـةُ
الماضي
|
فـوثبت
تُمْسـِكُ
بارقـاً
لَمعا
|
وصـحوتَ
مـن
وهْـمٍ
ومـن
خَبَلِ
|
فــإذا
جراحُــك
كُلَّهــن
دَمُ
|
لجَّـتْ
عليـك
مـرارةُ
الفشـلِ
|
ومشــى
يحـزُّ
وتينَـك
الألـمُ
|
والأرضُ
ضـاق
فضـاؤها
الرحبُ
|
وخَلــتْ
فلا
أهــلٌ
ولا
ســَكنُ
|
حـالَ
الهـوى
وتفـرَّق
الصحْبُ
|
وبقيـتَ
وحـدكَ
أنـتَ
والزَّمنُ
|
وصـَرختَ
حيـن
أجنّـك
الليـلُ
|
مُتمَــرِّداً
تجتاحُــكَ
النَّـارُ
|
وبـدا
صـراعُك
أنـت
والعقلُ
|
ولأنتمـــا
بحــرٌ
وإعصــارُ
|
مـا
بيـن
سـلمِكما
وحربِكما
|
كــونٌ
يَبِيـنُ
ويختفـي
كـونُ
|
وبنيتمـا
الـدُّنيا
وحسبكما
|
دنيـا
يقيـمُ
بناءَهـا
الفنُّ
|