قرَّبــتُ
للنـورِ
المشـعِّ
عيـوني
|
ورفعــتُ
للّهــبِ
الأحـمِّ
جـبيني
|
ومشـيتُ
فـي
الوادي
يمزَقُ
صخرهُ
|
قـدمي
وتُـدمي
الشائكاتُ
يميني
|
وعـدوتُ
نحو
الماءِ
وهو
مقاربي
|
فنـأى
وردَّ
إلـى
السرابِ
ظنوني
|
وبـدَتْ
لعيني
في
السماءِ
غمامةٌ
|
فـوقفتُ
فارتـدَّتْ
هنالـك
دونـي
|
وأصـختُ
للنسـماتِ
وهـي
هـوازجٌ
|
فسـمعتُ
قصـفَ
العاصـفِ
المجنونِ
|
يـا
صـبحُ
ما
للشمسِ
غيرَ
مضيئةٍ
|
يـا
ليـلُ
مـا
للنجم
غيرَ
مبينِ
|
يـا
نارُ
ما
للنارِ
بين
جوانحي
|
يـا
نورُ
أين
النورُ
ملء
جفوني
|
ذهـبَ
النهـار
بحيرتـي
وكآبتي
|
وأتـى
المسـاءُ
بأدمعي
وشجوني
|
حـتى
الطبيعـة
أعرضتْ
وتصاممتْ
|
وتنكــرتْ
للهــارِبِ
المســكينِ
|
إن
لـم
يكن
لي
من
حنانِكْ
موئلٌ
|
فلمــنْ
أبـثُّ
ضـراعتي
وحنينـي
|
آثـرتَ
لـي
عيشَ
الأسيرِ
فلم
أُطقْ
|
صـبراً
وجُـنّ
مـن
الأسـارِ
جنوني
|
فأعـدتني
طلق
الجناحِ
وخلتَ
بي
|
للنــور
جنَّــةَ
عاشــقٍ
مفتـونِ
|
وأشرتَ
لي
نحو
السماءِ
فلم
أطر
|
ورددتُ
عيـن
الطـائرِ
المسـجونِ
|
نسـيَ
السماءَ
وبات
يجهلُ
عالماً
|
ألقـى
الحجـابَ
عليه
أسرُ
سنينِ
|
ولقـد
مضى
عهدُ
التنقل
وانتهى
|
زمنـي
إليـكَ
بصـبوتي
وفتـوني
|
لـم
ألقَ
بعدكَ
ما
يشوقُ
نواظري
|
عنـد
الريـاضِ
فليسَ
ما
يصبيني
|
فهتفـتُ
أسـتوحي
قـديمَ
ملاحنـي
|
فتهـــدَّجَتْ
وتعثَّــرَتْ
بــأنيني
|
ونزلـتُ
أسـتذري
الظلالَ
فعِفنني
|
حـتى
الغصـون
غـدونَ
غير
غصونِ
|
فرجعـتُ
للوَكْرِ
القديمِ
وبي
أسىً
|
يطغــى
علــيّ
وذلــةٌ
تعرونـي
|
لمـا
رأتـه
اغرورقت
عينايَ
من
|
ألـمٍ
وضـجّ
القلـبُ
بعـد
سـكونِ
|
ومضـت
بـي
الذكرى
فرحتُ
مكذِّباً
|
عينــي
ومتهمـاً
لـديهِ
يقينـي
|
وصـحوتُ
مـن
خَبَـلٍ
وبي
مما
أرى
|
إطــراقُ
مكــتئبٍ
وصـمتُ
حزيـن
|
فافتـح
ليَ
البابَ
الذي
أغلقته
|
دونـي
وهـاتِ
القيـدَ
غير
ضنينِ
|
دعني
أروّ
القلبَ
من
خمر
الرضى
|
وأُنِـمْ
علـى
فجرِ
الحنانِ
عيوني
|
وأعِـدْ
إلى
أسر
الصبابةِ
هارباً
|
قـد
آبَ
من
سفرِ
الليالي
الجونِ
|
عـافَ
الحيـاةَ
على
نواكَ
طليقةً
|
وأتــاك
ينشـدها
بعيـنِ
سـجينِ
|