أَتَطلُــبُ
لَيلــى
وَهــيَ
فيــكَ
تَجَلَّـت
|
وَتَحســـَبُها
غَيــراً
وَغَيــرُكَ
لَيســَتِ
|
فَــذابلُهُ
فــي
مِلَّــةِ
الحُــبِّ
ظـاهِرٌ
|
فَكُـن
فَطِنـاً
فَـالغيرُ
عَيـنُ
القَطيعَـةِ
|
أَلَــم
تَرَهــا
أَلقَـت
عَلَيـكَ
جَمالَهـا
|
وَلَـو
لَـم
تَقُـم
بِالـذاتِ
مِنكَ
اِضمَحَلَّتِ
|
تَقــولُ
لَهـا
اُدنُ
وَهـيَ
كُلَّـك
ثُـمَّ
إِن
|
حَبَتـــكَ
بِوَصـــلٍ
أَوهَمَتـــكَ
تَــدَلَّتِ
|
عَزيــزٌ
لِقاهــا
لا
يَنــالُ
وِصــالَها
|
ســِوى
مَـن
يَـرى
مَعنـىً
بِغَيـرِ
هَوِيَّـةِ
|
كَلِفــت
بِهــا
حَتّــى
فَنِيــتُ
بِحُبِّهـا
|
فَلَــو
أَقســَمَت
أَنّــيَ
إِيّاهـا
لَبَـرَّتِ
|
وَغـالَطتُ
فيهـا
الناسَ
بِالوَهمِ
بَعدَما
|
تَبَيَّنتهـــا
حَقّــاً
بِــداخِلِ
بُردَتــي
|
وَغَطَّيتُهـــا
عَنّــي
بِثَــوبِ
عَــوالِمي
|
وَعَــن
حاســِدي
فيهـا
لِشـِدَّةِ
غيرَتـي
|
بَديعَــة
حُسـنٍ
أَو
بَـدا
نـورُ
وَجهِهـا
|
إِلــى
أَكمَــهٍ
أَضــحى
يَـرى
كُـلَّ
ذَرَّةِ
|
تحلّــت
بــأنواع
الجمــال
بأسـرها
|
فهـام
بهـا
أهـل
الهـوى
حيـثُ
حلّـت
|
وَحَلَّــت
عُــرى
صـَبري
عَلَيهـا
صـَبابَة
|
فَأَصــبَحتُ
لا
أَرضــى
بِصــَفوَةِ
عُــروَةِ
|
وَمَـن
ذا
مِـنَ
العُشّاقِ
يَبلُغُ
في
الهَوى
|
مَرامِــيَ
فيهــا
أَو
يُحــاوِلُ
رُتبَـتي
|
وَبـي
مِـن
هَواها
ما
لَو
أُلقيَ
في
لَظى
|
لَــذابَت
لَظــى
مِنـهُ
بِأَضـعَفِ
زَفرَتـي
|
وَبِــالبَحرِ
لَـو
يُلقـى
لَأَصـبَحَ
يابِسـاً
|
وَبِالشـــَمِّ
دَكَّــت
وَالســَحاب
لَجَفَّــتِ
|
ذَهَلــت
بِهــا
عَنّـي
فَلَـم
أَرَ
غَيرَهـا
|
وَهِمــتُ
بِهــا
وَجــداً
بِــأَوَّلِ
نَظـرَةِ
|
وَلَمّــا
أَزَل
مُســتَطلِعاً
شـَمسَ
وَجهِهـا
|
إِلـى
أَن
تَـراءَت
مِـن
مَطـالِعِ
صـورَتي
|
فَغــابَ
جَميعــي
فـي
لَطافَـةِ
حُسـنِها
|
لأَن
كُنـتُ
مَشـغوفاً
بِهـا
قَبـلَ
نَشـأَتي
|
فَــدَع
عــاذِلي
فيهـا
المَلامَ
فَإِنَّمـا
|
عَــذابي
بِهــا
عَــذبٌ
وَنـاري
جَنَّـتي
|
وَإِن
شــِئتَ
لُـم
فيهـا
فَلَسـتُ
بِسـامِعٍ
|
دُهيــتُ
فَلَــم
يَكُــن
إِلَيــكَ
تَلفُّـتي
|
وَكَيــفَ
أُصــيخُ
لِلمَلامَــةِ
فـي
الَّـتي
|
عَلَيهــا
جُيــوبي
فـي
الحَقيقَـةِ
زُرَّتِ
|
وَكُنــتُ
بِهــا
مُغـرىً
أراهـا
حَبيبَـةً
|
إِذا
أَنَّهــا
وَاللَــه
عَيــنُ
حَقيقَـتي
|
وَفيهـا
اِدّعيت
العَين
في
مَذهَبِ
الهَوى
|
وَقَطَّعــتُ
رَســمي
كَــي
أُصــحِّحَ
حُجَّـتي
|
وَأَصـبَحتُ
مَعشـوقاً
وَقَـد
كُنـتُ
عاشـِقاً
|
لِأَن
ظُهـــوري
صـــارَ
أَعظَــم
زَلَّــتي
|
بِهــا
ســَمِعَت
أُذنـي
وَأَبصـَرَ
نـاظِري
|
فَعايَنتُهــا
مِنهــا
إِلَيهــا
تَبَــدَّتِ
|
وَفــي
حالِهــا
دارَت
عَلــيّ
كُؤوسـها
|
فَصــِرتُ
بِهــا
أَسـمو
عَلـى
كُـلِّ
ذَروَةِ
|
وَمـا
أَبصـَرَت
عَينـايَ
لِلخَمـرِ
جامَهـا
|
لِأَن
جامَهـا
مِنهـا
لَهـا
عَيـنُ
حِكمَـتي
|
تَلَألَأَ
مِنهـــا
كُــلُّ
شــَيءٍ
فَمــا
أَرى
|
سـِوى
نورِهـا
الوَقّـادِ
فـي
كُلِّ
وُجهَتي
|
أَبــاحَ
لــيَ
الخِمــارَ
مِنـهُ
تَفَضـُّلاً
|
جَناهـا
فَصـارَ
الشـُربُ
دينـي
وَمِلَّـتي
|
فَـإِن
شـِئتُها
صـِرفاً
شـَرِبتُ
وَأَن
أَشـأ
|
مَزَجــتُ
لِأَنَّ
الكُــلَّ
فــي
طَـيِّ
قَبضـَتي
|
وَإِن
شـِئتُ
أَطـوي
الكَونَ
طَيّاً
وَإِن
أَشأ
|
نَشــَرتُ
جَميــعَ
الكائِنــاتِ
بِنَظرَتـي
|
شــَرِبتُ
صـَفاءً
فـي
صـَفاءٍ
وَمَـن
يَـرِد
|
مِـنَ
القَـومِ
شرباً
لَم
يَجِد
غَيرَ
فَضلَتي
|
تَقَــدَّمَ
لــي
عِنــدَ
المُهَيمِـنِ
سـابِق
|
مِـنَ
الفَضـلِ
وَاِسـتَدعاهُ
حُكمُ
المَشيئَةِ
|
فَلــي
عِــزَّة
المُلـكِ
القَـديمِ
لِأَنَّنـي
|
بِعِــزَّةِ
رَبّــي
فــي
العَـوالِم
عِزَّتـي
|
وَلـي
مَقعَـدُ
التَنزيـهِ
عَـن
كُـلِّ
حادِثٍ
|
وَلـي
حَضـرَةُ
التَجريـدِ
عَـن
كُـلِّ
شِركَةِ
|
جَلَســتُ
بِكُرســيِّ
التَفَــرُّدِ
فَاِســتَوى
|
مِـنَ
اللَـهِ
عَـرشٌ
لـي
عَلى
ماءِ
قُدرَتي
|
تَرانـي
بِبَطـنِ
الغَيـبِ
إِذ
أَنـا
ظاهِرٌ
|
وَمـا
ثـمَّ
غَيـري
ظـاهِرٌ
حيـنَ
غَيبَـتي
|
تَجَلَّيـتُ
مِـن
لَـوحِ
البُطـونِ
وَلَـم
يَكُن
|
تَجَلّــى
مِنــهُ
غَيــرُ
تَحقيـقِ
حِكمَـتي
|
لِأَنّــيَ
قَبــل
الكَـونِ
إِذ
أَنـا
بَعـدَهُ
|
وَلَـم
يَـكُ
كَـون
غَيـرُ
تَلـوينِ
بَهجَـتي
|
تَجَلَّيـتُ
قَبـل
باِسـمِ
لـوحِ
القَضا
كَما
|
تَجَلَّيــتُ
بَعــد
بِاِسـمِ
نـاري
وَجَنَّـتي
|
تَرامَــت
بِـأَنواري
المَقـاديرُ
أَنَّنـي
|
عَجيــبٌ
بَــدَت
فــي
كَـثرَتي
أَحَـدِيَّتي
|
وَخَمـري
أَثـارَت
فـي
الجَميـعِ
ضِياءها
|
وَحَقّــاً
بِــأَنواعِ
الوُجــودِ
اِسـتَبدَّتِ
|
مُــدامٌ
تُزيــلُ
الهَــمَّ
وَهـيَ
بِـدَنِّها
|
وَيَنشــَطُ
كُــلُّ
الكَـونِ
مِنهـا
بِنَفخَـةِ
|
تَراهــا
بِحَشـوِ
الكَـأسِ
وَهـيَ
زُجاجَـةٌ
|
وَلَــو
لَـم
تَكُـن
فيـهِ
لَـذابَ
بِسـُرعَةِ
|
بِهــا
هُــوَ
مَمسـوكٌ
وَقَـد
مَسـَكَت
بِـهِ
|
تُلــوِّنُ
كَأســي
مِــن
تَلــوّن
خَمرَتـي
|
تَلَطَّــف
مِنهـا
إِذ
سـَرى
مِنـهُ
نورُهـا
|
فَتَحســَبُها
شَمســاً
عَلـى
البَـدرِ
دَرَّتِ
|
وَمِـن
عَجَـبٍ
كَـأسٌ
هُـوَ
الخَمـرُ
عَينُهـا
|
وَلكِنَّـــهُ
يَبـــدو
عَلــى
شــَكلِ
دُرَّةِ
|
فَيَحســَبُهُ
الــراؤونَ
غَيــرُ
مُدامَــةٍ
|
لِشـــِدَّةِ
آفـــاتٍ
بِعَيــنِ
البَصــيرَةِ
|
وَلَــو
صـَفَتِ
الأَسـرارُ
مِنهُـم
لَأَبصـَروا
|
لَطـــائِفَ
أَنــوارٍ
بِأَشــكالِ
قُــدرَةِ
|
بَـدَت
بِرِيـاضِ
المُلـكِ
أَزهـارُ
مائِهـا
|
وَبِـالوَهمِ
يَبـدو
الزَهرُ
غَير
المائِيَّةِ
|
فَـإِن
شـِئتَ
أَن
تَنفيـهِ
فَاِترُك
خَواطِراً
|
تَجـول
لِفِكـرٍ
لَـم
تَكُـن
فـي
الحَقيقَةِ
|
وَلكِـن
أَتَـت
مِـن
عالَمِ
الحُسنِ
فَاِستَوَت
|
عَلـى
القَلـبِ
عَينـاً
وَهـوَ
عالمُ
غَفلَةِ
|
وَطِـر
عَـن
حبـالاتِ
التَفكيرِ
في
الوَرى
|
لِكَــي
لا
تُــرى
مُسـتَوثِقا
لَـم
تَفلَـت
|
وَكُــن
بِمَقامــاتِ
الرِجــالِ
بِظــاهِرٍ
|
وَلا
تَــكُ
يَومــاً
حــذوَ
كُــلٍّ
بِفِكـرَةِ
|
فَكَـم
زاهِـدٍ
أَلقـاهُ
فـي
اللَيلِ
زُهدُهُ
|
تفكّـــرهُ
فيـــهِ
أَتـــاهُ
بِظُلمَـــةِ
|
وَذى
طاعَـــةٍ
قَصــّت
جَــوانِحُهُ
بِهــا
|
وَعيـقَ
عَلـى
المَـولى
بِلَحـظِ
الفَضيلَةِ
|
وَلَــم
يَصــفُ
زُهــدٌ
لا
وَلا
عَمـلٌ
لِمَـن
|
يَــرى
نَفسـَهُ
فـي
زُهـدِها
قَـد
تَرَقَّـتِ
|
لِأَنَّ
الَّـــذي
يَــأتي
بِــبرّ
وَلا
يــرى
|
بِــهِ
اللَــهُ
آت
فاتِــح
بـاب
فِتنَـةِ
|
وَلَـم
يَصـف
أَي
يُخلِـص
مِنَ
الجَهلِ
أَمرَهُ
|
وَلَــم
يُلــفَ
إِلّا
فــي
غَيـاهِبِ
رَيبَـةِ
|
لإِن
فَعَلنـا
مـا
لَـم
نَـرَ
اللَهَ
فاعِلاً
|
علـى
الشـَكِّ
بِـالمَعبودِ
فـي
كُلِّ
وُجهَةِ
|
لِفُقـــدانِ
إِخلاص
بِــهِ
اللَــهُ
آمِــرٌ
|
وَذلِـــكَ
إِفـــراد
الإِلـــه
بِخِدمــةِ
|
وَلَــم
يَكُــنِ
الإِفـرادُ
يَومـاً
لِعامِـلٍ
|
إِذا
نَفســهُ
فــي
ذلِـكَ
الفِعـلِ
عَنَّـتِ
|
لِأَنَّ
إِلاهَ
العَــــرشِ
عَــــمَّ
وُجـــودُهُ
|
وَلَمّــا
يَكُــن
شــَيءٌ
ســِواهُ
بِمُثبـتِ
|
وَلَـم
يُخصـصِ
الأَعمـالَ
بِـاللَهِ
مِن
يَرى
|
شــَريكاً
لَــهُ
فيهــا
بِمِثقــالِ
ذَرَّةِ
|
وَيــا
عَجَبــاً
كَــم
تَــدّعي
أَحدِيَــة
|
وَهــيَ
عَلــى
التَحقيـقِ
غايَـةُ
وَحـدَةِ
|
وَلَمّـا
تَكُـن
فـي
اِثنَيـنِ
وَاللَهُ
غايَةٌ
|
فَكَيـــفَ
إِذا
أَثبَــتَ
نِســبَة
كَــثرَةِ
|
أَلَـم
تَـرَهُ
يَنهـى
عَـنِ
اِثنَيـنِ
خَلقـهُ
|
وَشــِركُ
ذَوي
التَثليــثِ
بــادٍ
بِحُجَّـةِ
|
فَـدَع
عَنـكَ
أَقـوالاً
تَـرى
إِن
أَتَيتَهـا
|
أَخــا
ظَمَــإٍ
يَومــاً
سـَراباً
بِقيعَـةِ
|
وَأَلــقِ
لَنــا
أُذنَ
الفُــؤادِ
مُصـيخَةً
|
وَعـي
القَـولُ
مِنّـي
وَاِسـتَمع
لِنَصيحَتي
|
إِذا
شـِئتَ
أَن
تَلقـى
السَعادَة
وَالمُنى
|
وَتَبلُــغَ
مــا
عَنــهُ
الرِجـالُ
تَـوَلَّتِ
|
فَطَهِّــر
بِمـاءِ
الـذِكرِ
قَلبَـكَ
جاهِـداً
|
بِصـِدقِ
اللجـا
وَاِغسـِلهُ
مِـن
كُـلِّ
عِلَّةِ
|
وَفَكِّــر
بِــأَمرِ
الشــَرعِ
أَمـرَكَ
كُلَّـهُ
|
فَــدونَكَ
إِن
لَـم
تَفعَـل
البـابُ
سـُدَّتِ
|
وَدَع
مـا
مَضـى
إِن
تُبـتَ
لا
تَكتَـرِث
بِهِ
|
وَلا
تَلتَفِـــت
فــي
طاعَــةٍ
لِمَثوبَــةِ
|
وَشــَمِّر
ذُيــولَ
الحَـزمِ
لِلَّـهِ
طالِبـاً
|
وَلا
تَقصــِدن
حَظّــاً
بِســَيرِ
الطَريقَـةِ
|
فَمَـن
عَمَّـهُ
القُصـّادُ
بَـل
مَـن
عَمـاهُمُ
|
تَــوَجُّهُهُم
نَحــوَ
الحُظــوظِ
الدَنِيَّــةِ
|
وَمَــن
يَبتَــغِ
غَيــرَ
الإِلَــهَ
بِسـَيرِهِ
|
إِلَيـــهِ
تَــراهُ
راجِعــاً
أَيّ
رَجعَــةِ
|
بِـأَن
يَنتَهـي
لِلـوَهمِ
وَالباطِـلِ
الَّذي
|
لَــهُ
نَفســُهُ
عِنــدَ
البِدايَــة
أَمَّـتِ
|
وَمِـن
ثـمَّ
كـانَت
عادَةُ
اللَهِ
في
الَّذي
|
يَــؤُمُّ
ســِواهُ
دائِمــاً
نَيــل
خَيبَـةِ
|
فَيَحرِمُــهُ
مــا
أَمّ
إِذ
هُـوَ
لَـم
يَكُـن
|
وَلا
يَصــِلنَ
لِلَّــهِ
مِــن
فَقــدِ
نِيَّــةِ
|
فَــذا
عَــدمٌ
مَحــضٌ
وَذا
لَــم
يَـؤمّه
|
فَصـــَفقتُهُ
وَاللَـــهِ
أَخســَرُ
صــَفقَةِ
|
فَسـِر
فـي
أَمـانِ
اللَـهِ
لِلحَـقِّ
مُسرِعاً
|
وَكُـن
مُعرِضـاً
عَـن
ذي
الأُمورِ
الشَنيعَةِ
|
كَحِـــرصٍ
عَلــى
مــالٍ
وَحُــبِّ
وِلايَــةٍ
|
وَكَـــثرَةُ
أَصــحابٍ
وَنَيــل
المَزيَّــةِ
|
وَغِـب
عَـن
شـُهودِ
الـذاتِ
مِنكَ
وَوَصفِها
|
وَصــِلّ
عَلــى
كُــلٍّ
تَنَــل
كُـلَّ
رِفعَـةِ
|
وَكُـن
مُفلِسـاً
مِـن
رُؤيَـةِ
الكَـونِ
كُلِّهِ
|
تَكُــن
بِـإِلاهِ
العَـرشِ
أَغنـى
البَرِيَّـةِ
|
فَلَم
يَفتَقِر
مَن
جاءَ
بِالفَقرِ
ذا
الغِنى
|
وَلَـن
يَغـن
مَـن
يَـأتي
إِلَيـهِ
بِثَـروَةِ
|
وَكُــلُّ
مَقــامٍ
لا
تَقُــم
بِــهِ
فِكــرَةٌ
|
وَدَع
كُــلَّ
حــالٍ
فيــهِ
نَفســُكَ
حَلَّـتِ
|
إِلـى
أَن
تَـرى
ما
كُنتَ
مِن
قَبل
هارِباً
|
بِفِكــرِكَ
مِنــهُ
نَفـس
عَيـنِ
الحَقيقَـةِ
|
وَتُبصــِرُ
رَبّـاً
قَـد
أَحـاطَ
بِمـا
تَـرى
|
وجـوداً
عَلـى
التَحقيـقِ
مِن
غَيرِ
مَرِيَّةِ
|
وَتَنظُــر
نــوراً
فائِضـاً
مِـن
حَقيقَـةٍ
|
تلَـــوِّن
أَلوانـــاً
لِإِظهــارِ
حِكمَــةِ
|
وَتَعلَــم
أَنَّ
الكَــونَ
لَيــسَ
بِكــائِنٍ
|
لِأَجــلِ
دُخــولِ
الكُـلِّ
تَحـتَ
الماهِيَّـةِ
|
وَتــوقِنُ
أَنَّ
الكَــأسَ
خَمـراً
وَلا
تَـرى
|
ســِواهُ
فَمــا
أَحلــى
لِقـاءَ
الأَحِبَّـةِ
|
وَإِنَّــكَ
ســِرّاً
لِكُــلٍّ
وَالســِرُّ
ذاتُـهُ
|
وَإِنَّـكَ
أَنـتَ
العَيـنُ
فـي
بَيـنِ
صـنعَةِ
|
وَإِنَّـــكَ
وصـــول
وَلا
ثـــمَّ
واصـــِلٌ
|
وَلكِـن
مَعـاني
الـذاتِ
بِالـذاتِ
حفَّـتِ
|
تَنـاهَت
إِلَيهـا
بَعـدَما
اِحتَجَبَـت
بِها
|
وَمِنهــا
التَنــاهي
كــانَ
أَوَّلَ
مَـرَّةِ
|
أَبَـت
أَن
تَراهـا
عَينهـا
وَهـيَ
عَينها
|
وَفــي
ذا
كَمــالُ
القُــدرَةِ
الأَزَلِيَّـةِ
|
وَتَظهَــر
إِن
شـاءَت
إِلَيـهِ
بِحـال
مـا
|
بِــهِ
اُحتِجِبَــت
عَنهــا
بِسـَطوَةِ
عـزَّةِ
|
بَــدَت
بِجَمــالٍ
مِــن
كَمـالِ
صـِفاتِها
|
فَأَهــدَت
بِــهِ
مَــن
بِالعِنايَـةِ
خُصـَّتِ
|
وَلَـو
لَـم
تَجـل
بِالصـِفاتِ
لَما
اِهتَدى
|
لِعِرفانِهــا
وَاللَــه
فَهـم
الخَليفَـةِ
|
لِأَنّ
تَجلِّـــي
الــذاتِ
بِمَحــقِ
نــورِهِ
|
جَميــعَ
الَّــذي
يَبـدو
لَـهُ
بِالذَتِيَّـةِ
|
أَلَــم
تَرَهــا
لَمّــا
تَجَلَّـت
بِـذاتِها
|
لِطــورِ
كَليــمِ
اللَــهِ
لِلصـَخرِ
دَكَّـتِ
|
وَخــرَّ
لِــذاكَ
الــدَكِّ
موسـى
كَليمـهُ
|
فَعَـوَّضَ
صـَعقَ
الطـورِ
عَـن
صـَعقِ
نَفخَـةِ
|
لِأَنَّ
تَجلّــي
الــذاتِ
نَفخَــةُ
صــورِها
|
بِــهِ
تبــدّل
التَلطيــف
كُـلّ
كَثيفَـةِ
|
وَمِـن
ثـمَّ
كـانَت
نَشـأَةُ
الخَلـقِ
أَوَّلاً
|
تَهــدُّ
وَنَشــأ
العَــرض
نَفخَـةُ
بَعثَـةِ
|
فَتُـدرِكُ
مـا
لَـم
تَـدرِ
مِن
قَبلِ
بَعثِها
|
وَيَعلَـمُ
مِنـهُ
الغَيـبُ
نَفـسَ
البَديهَـةِ
|
لِأَنَّ
مُــدرِكَ
الأَنـوارِ
مِـن
عَيـنِ
نـورِهِ
|
عَلـى
قَـدرِهِ
يَبـدو
لَـهُ
فـي
الحَقيقَةِ
|
أَلَـم
تَـرَ
خَيـرَ
الخَلـقِ
أَبصـَرَ
خَلقَـهُ
|
تَنَــزَّلَ
حَتّــى
كــانَ
فــي
المُلكِيَّـةِ
|
وَأَصـــحابُهُ
لَمّــا
عَلَــو
بِاِتِّصــالِهِ
|
فَلَـم
يَعُـد
مِنهُـم
واحِـدٌ
حُسـنُ
دَحيَـةِ
|
وَإِن
لَــم
يَـروا
جِبريـلَ
إِلّا
عَشـيرَهُم
|
عَلـى
أَنَّهُـم
فـي
النـاسِ
أَفضـَلُ
أُمَّـةِ
|
فَكَيــفَ
يَــرى
خَلــق
حَقيقَــةِ
أَحمَـد
|
وَلكِـــن
يَـــرى
ظِلّاً
مِــنَ
البَشــَرِيَّةِ
|
لِأَنَّــهُ
صــونُ
الســِرِّ
بَـل
سـِرُّ
صـَونِهِ
|
وَالأَنــوارُ
طـرّاً
مِـن
سـَناهُ
اِسـتَمَدَّتِ
|
عَلَيــهِ
يَــدورُ
القُطــبُ
وَهـوَ
بِسـِرِّهِ
|
يَـدورُ
عَلَيـهِ
الكَـونُ
فـي
كُـلِّ
لَمحَـةِ
|
تَـرى
حُكمَـهُ
بِـاللَهِ
في
الخَلقِ
نافِذاً
|
لِأَنَّـــهُ
صــارَ
فيهِــم
أَصــلُ
نَشــأَةِ
|
تَرقّــى
إِلـى
أَن
صـارَ
لِلكُـلِّ
جامِعـاً
|
لِســـِرٍّ
أَتــى
مِــن
هِمَّــةٍ
أَحمَدِيَّــةِ
|
وَأَصــلُ
وُجــودِ
الشـَيءِ
رَحمَـةُ
نَفسـه
|
لِـــذلِكَ
كـــانَ
رَحمَـــةً
لِلبَشــَرِيَّةِ
|
وَرَحمَتُــهُ
مِـن
رَحمَـةِ
المُصـطَفى
أَتَـت
|
لِأَن
ســِرُّهُ
مِــن
ســِرِّ
عَيــنِ
الرَحمَـةِ
|
لِــذلِكَ
كــانَ
القُطـبُ
يُبصـِرُ
دائِمـاً
|
لَــهُ
ســِرُّ
الاِسـتِخلافِ
فـي
كُـلِّ
بَـرزَةِ
|
لِأَنَّــهُ
عَــن
خَيــرِ
الأَنــامِ
خَليفَــةً
|
وَهــوَ
عَــنِ
الرَحمــنِ
خَيــرُ
خَليفَـةِ
|
فَنـورٌ
سـَرى
فـي
الكَـونِ
صـورَة
أَحمَدٍ
|
بِــهِ
تَهتَــدي
لِلَّــهِ
كُــلُّ
بَصــيرَتي
|
فهـوّ
الهـدى
والنـور
مـن
حيـث
إنه
|
علـى
ذاتـه
تجلـى
معـاني
الحقيقـة
|
فَلا
مُهتَــــدٍ
إِلّا
بِأَضـــواءِ
نـــورِهِ
|
لِأَنَّ
نُعـــوتَ
النــورِ
بــابُ
الأَدِلَّــةِ
|
وَهــوَ
عَلـى
التَحقيـقِ
وَاللَـه
وَصـفه
|
وَمِـن
ثـمَّ
كـانَ
الفَتـحُ
مِنـهُ
لِحَضرَتي
|
فَمَـن
حَفَّـهُ
نـورُ
الرَسـولِ
يَخـوضُ
مِـن
|
بِحــارِ
شـُهودِ
الـذاتِ
فـي
كُـلِّ
لُجَّـةِ
|
وَتنهــى
إِلَيــهِ
فـي
الأَنـامِ
رِياسـَةٌ
|
قَـدِ
اِستَسـلَفَت
فـي
عِزِّهـا
كُـلّ
رُتبَـةِ
|
وَمَـن
قَـد
أَتـى
مِـن
غَيـرِ
نـورِ
مُحَمَّدٍ
|
فَإِقــدامُهُ
فــي
مَهــوَةِ
الغَـيّ
زَلَّـتِ
|
يَـرومُ
دُخـولَ
الـدارِ
مِـن
غَيرِ
بابِها
|
وَيَطلُــبُ
هَــدياً
بِــالأُمورِ
المُضــِلَّةِ
|
وَلَـولا
سـَنى
مِنهـا
لَمـا
وَصـَلَت
بِنـا
|
ســَنابِكَ
أَفــراسِ
القُلــوبِ
المُجِـدَّةِ
|
لِنَحـوِ
حِماهـا
وَهـيَ
فـي
مَنعَةِ
الهَوى
|
وَصــَونِ
شــُفوفٍ
مِــن
ســُيوفٍ
أَعِــزَّةِ
|
فَلِـذا
اِغتِرابـي
في
اِقتِرابي
حَبائِبي
|
وَهــانَ
عَــذابي
إِذ
عَــذابي
شـِقوَتي
|
أواري
غَرامــي
عَــن
هَـواجِسِ
عـاذِلي
|
فَتَكشــِف
عَــن
ســَرّي
حَقـائِقَ
سـيرَتي
|
وَيَعـــذُرُني
مِنـــهُ
صــَوانُ
تَجَلُّــدي
|
فَتَعـذرُني
مِـن
سـُرعَةِ
السـَكبِ
عَـبرَتي
|
وَمـا
كُنـتُ
أَدري
حيـنَ
أَدري
مَـدامِعي
|
بِـأَنَّ
سـَرايا
الطَـرفِ
مِـن
جَيشِ
رقبَتي
|
وَإِن
شـــُؤوني
عَــن
شــُؤوني
عَبَّــرَت
|
إِذا
غَبّـرَت
فـي
الـتيهِ
أُخدودُ
وَجنَتي
|
تَوَســَّدت
مِــن
جِســمي
الأَمــان
لِأَنَّـهُ
|
إِذا
مـا
فَنـى
فـي
الحُـبِّ
في
زيِّ
مَيِّتِ
|
وَإِنّ
حَيـــاةَ
الــروحِ
عَنــهُ
خِفيَّــةٌ
|
إِذا
أَنَّــهُ
لَمــا
فَنــى
فيــهِ
حَلَّـتِ
|
وَصـارَ
بِسـِرِّ
الـذَوقِ
مِـن
عَيـنِ
ذاتِها
|
وَنــالَ
بَقــاءً
إِذ
رَمــى
بِالبَقِيَّــةِ
|
وَوافَقَهـــا
فيمــا
يَعُمّهُمــا
مَعــاً
|
وَدامــا
جَميعــاً
بَيـنَ
خَفـضٍ
وَرِفعَـةِ
|
فَهــذا
بِعَيـنِ
الـذاتِ
نـافى
دائِمـاً
|
وَهـذا
بِنـورِ
العَيـنِ
في
العَينِ
مُثبَتِ
|
فَأَضـحى
الـوَرى
لَمّـا
رَوى
كُـلُّ
واحِـدٍ
|
رِوايَتَــهُ
قِســمَينِ
فـي
نَـوعِ
عِشـقَتي
|
فَمِــن
قــائِلٍ
هــذا
يُحِــبُّ
بُثَينَــة
|
وَمِـــن
قــائِلٍ
هــذا
كــثيرُ
عَــزَّةِ
|
رَأَوا
مِـن
ثِيـابي
فـي
ثَبـاتِ
تَـوَلُّهي
|
فَــأَوقَعَهُم
فـي
الـوَهمِ
فَهـم
تَثَبُّـتي
|
وَلَمّــا
أَبــى
كَنِّـي
يَكـنُّ
هَـوايَ
بَـل
|
يُــذيعُ
جَميعــاً
لِلوُشــاةِ
ســَريرَتي
|
وَأَصــبَحَ
أَفواهــاً
تُنـاجي
بِكُـلِّ
مـا
|
لَـهُ
صـارَ
إِسـماعاً
عَلـى
خَلـفِ
إِمرَتي
|
فَـإِن
أَنـهَ
نطقـي
أَنهَ
ما
كانَ
مُودعاً
|
ســِواهُ
وَذاعَ
السـِرَّ
مِـن
كُـلِّ
جُملَـتي
|
تَيَقَّنــتُ
إِذ
لَــم
يَبــقَ
مِنّـي
كـاتِمٌ
|
بِـأَنّ
اِسـتَتاري
فـي
الغَـرامِ
فَضيحَتي
|
وَصـِرتُ
إِذا
لَـم
يَسـتُرِ
الشـَمسَ
ظِلُّهـا
|
أُصــانِعُ
عَــن
دَرءِ
الهَـوى
بِصـَنيعَتي
|
وَأَعلَـــمُ
أَنّــي
بِالمَعــالِمَ
جاهِــلٌ
|
وَأُنكِــرُ
فــي
كُـلِّ
اِختِبـاري
خِـبرَتي
|
وَأَسـأَل
أَهـلَ
الحَـيِّ
عَـن
جيـرَةٍ
لَهـا
|
لِتَبريــدِ
تَــبريحي
وَإِطفـاءِ
لَوعَـتي
|
أُغـالِطُهُم
فـي
فِتنَـةِ
الفَـرقِ
إِن
فِـت
|
نَـةُ
الجَمـعِ
لَيسَت
في
الصَبابَةِ
فُرقَتي
|
بَــدا
غَيُّهُــم
مِـن
عَينِهِـم
فَتَـواتَرَت
|
عَلَيهِـم
سـِهامُ
البَيـنِ
مِـن
عَينِ
نُقطَةِ
|
وَلَـو
جَـرَّدوا
مِـن
نُقطَةِ
الغَينِ
عَينهُم
|
لَفــازوا
بِتَفريـدٍ
بِـهِ
الـذاتُ
جَلَّـتِ
|
وَشـــاهَدَ
كُــلّ
عَينــه
عَيــن
حُبِّــهِ
|
وَأَفضــَلُ
خَلـقِ
اللَـهِ
عَيـنُ
الوَسـيلَةِ
|
وَلكِــن
إِلـى
أَنـوارِهِ
الكُـلُّ
يَنتَهـي
|
فَفيـــهِ
حَقـــائِقُ
الكِــرامِ
تَرَقَّــتِ
|
عَلَيـــهِ
صــَلاةُ
اللَــهِ
ثُــمَّ
ســَلامُهُ
|
وَآلِــه
وَالأَصــحابِ
فــي
كُــلِّ
لَحظَـةِ
|
وَأَزواجِـــه
وَالتـــابِعينَ
جَميعِهِــم
|
وَأُمَّتِـــه
الغَـــرّاءِ
أَفضـــَلُ
أُمَّــةِ
|