رأيت اليتامى لا يسدر فودهم

القطعة في حلية المحاضرة للحاتمي قال:

أحسن ما قيل في مكافأة البر

قال أبو هفان: أشعر أشعار كوفي بها بر أربعة، منها قول حجية بن المضرب الكناني (1) (ثم أورد القطعة ثم قال):

الأبيات 4
رأيــت اليتـامى لا يسـدر فـودهم تحفيـك فـي القعـب الصغير المشعب
فقلــت لعبــدينا أريحــا عليهـم هنالــك مــن مــال كريــم منجـب
أجـازي بـه مـن لـو أتيـت عظـامه أنــادي لأسـاني علـى كـل مركـب
أخــي والــذي إن أدعــه لملمـة يجبني، وإن أغضب إلى السيف يغضب

حُجَيَّةُ بنُ المُضَرَّبِ الكِنْديُّ، أَبُو حَوْطٍ، شَاعِرٌ جاهِلِيٌّ نَصرانِيٌّ مُقِلٌّ، أَدركَ الإسلامَ ولَم يُسلِم، اتَّهَمَهُ النُّعْمانُ بنُ المُنذرِ أَنَّهُ أَنْذَرَ بَنِي تَمِيمٍ حِينَ غَزاهُم النُّعْمانُ فَاعْتَذَرَ مِنْهُ بِأبياتٍ وَرَدَّ التُّهْمَةَ، وَعُرِفَ حُجَيَّةُ بِبَرِّهِ بِأَبْناءِ أَخِيهِ مَعدانَ بَعْدَ وَفاتِهِ، فَقَدْ أَعْطاهُمْ مالَهُ وَإِبِلَهُ فَغَضِبَتْ زَوْجَتُهُ فَقالَ قَصِيدَتَهُ (لَجَجْنا وَلَجَّتْ هذِهِ فِي التَّغَضُّبِ) وَهِيَ القَصِيدَةُ الَّتِي تَمَثَّلَتْ بِها عائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْها حِينَ ماتَ أَخُوها مُحَمَّدٌ وَكَفِلَتْ أَبْناءَهُ، وورد عَنها أَنَّها قالتْ: تَرَوَّوْا شِعْرَ حُجَيَّةَ بنِ المُضَرَّبِ فإِنَّهُ يُعِينُ عَلَى البِرِّ. 

قصائد أخرى لحُجَيَّةُ بنُ المُضَرَّبِ