شقيق البدر براق الجمان

الموشح باللغة العامية المخلوطة بالفصحى قدم ابن يحيى له بقوله:

وحيدر ممن رزق السعادة في الموشح الرقيق الغضيض، ولم يترنم الشادي بغير قوله فيه برغم أنف معبد والغريض، فمن موشحاته التي تقوم للحن بالحجة، وتشج في الأنس ابن جني إذا فاخرها بعربيته شجّه: (ثم أورد الموشح ثم قال):

واستعمال المحسنات في الموشح من خصائص حيدر، وأما لولا سيف عينيه اليماني فهو

الأبيات 32
شــقيق البــدر بــراق الجمــان كحيــل المقلـة الظـبي الممنطـق
خطــرْ يسـحبْ ذيـولْ الـتيه عـاني ومــاء الحســن فـي خـدهْ ترقـرق
مهفهـفْ ليـسْ لـه فـي الحسن ثاني وهـــو للنيريـــن ثــالثْ محقــق
خطــابهْ إن نطــقْ فــاق المثـاني وأنســى بالــذي يرخــى ويخــرق
ســـباني منـــه يـــا إخـــواني ورش فـــــي غنـــــج فتـــــان
مـــــع تفـــــتير الأعيـــــان ...
وقـــدهْ فـــي تعــاطفه أرانــي قضــيب البــان إلا أنُّــهْ أرشـق
ولـــولا ســيف عينيــه اليمــاني حمــا قــدُّهْ ســجعْ فيـه المطـوق
ملـق حـالي الـدلال حلو المراشفْ حكــى بـدر السـماء بهجـة ورفعـه
مهلا احــــومه للــــروح خـــاطفْ ولـه يـا نـاس فـي التفتير صنعه
غرامـهْ قـد تـركْ لـي دمـع واكـفْ يسـيلْ فـي الخـد دمعـة بعد دمعه
ملــك روحــي فـذا حسـنه سـباني وشــنف كــاس حبــه لــي وأدهـق
نهــــــب روحـــــي بجهلـــــه قبـــــال النـــــاس مثلـــــه
فمــــــا عادينـــــا أقـــــول ...
ولمــا خــاف فـي العشـق جنـاني وأيقــن إننـي فـي الحـب سـأزعق
أمــر عينيــه ترسـل قصـد عـاني سلاســل مــن عــذاره لـي وأوثـق
ممنــع قلــدوه الحســن تقليــدْ رشـــيق بالملاحـــة قــد تفــرد
بــديع الحسـن فـي خـديه توريـدْ فما أْحْلى الورد في الخد المعسجد
تعـال يـا عـاذلي فيـه يـاعى صـدْ وعـــود طلعتــه واذكــر محمــد
رشـــأ مــا أهــوى دائم زمــاني ولا قلــبي لغيــره عــاد يعشـق
غرامـــــي فيـــــه مشـــــروح وقلـــــبي منـــــه مجـــــروح
وذكـــــره ينعـــــش الـــــروح ...
فـــاهى لــو تســاعدني الأمــاني ويصــبح كلمــا أملــت فيـه حـق
فــالوى مــن علــى جيـده يمـاني وأرشــف مــن لمـاه صـافي معتـق
وأروى للرشـــا بــاهي المحيــا بــاني مــن غرامــه صـوت ذاهـل
أبــات مــالي نـديم إلا الثريـا أهيـم جنـح الظلام بيـن المنـازل
أمــوت إن غــاب عنــي ثـم أحيـى إذا أبصــرته يميـس بيـن الغلايـل
وحســنه لــو يعـاني مـا أعـاني رثـى لـي مـن هـوى القلب المحرق
أنــــــا مفتـــــون بحبـــــه وكـــــم اشـــــتاق قربـــــه
وشــــــملي يجتمــــــع بـــــه ...
وكــم قــد بيننــا حاسـد وشـاني أراد أن اجتمــاع الشــمل يفـرق
فمـــا صـــدقتم فيمـــا ســباني ولا هــو فــي الـذي يهـواه صـدق
حيدر  آغا بن محمد
15 قصيدة
1 ديوان

حيدر آغا بن محمد أبو محمد: أمير، شاعر موسيقار، تركي الأصل، يمني الدار والوفاة، معظم شعره باللغة التركية، ولم يصلنا من شعره العربي سوى ما حكاه يوسف بن يحيى في "نسمة السحر" وكان قد قدم اليمن جنديا في جيش بني عثمان أيام المنصور الزيدي وبعدما وضعت الحرب أوزارها آثر البقاء في اليمن. وقد أثنى ابن يحيى على شعره، وشبهه بشعر عمر بن أبي ربيعة قال (وأخجل ابن ربيعة فما ترك لعمر فضل حيدر، له شذرات أخذت الحاسد في نحره فهي يتايم لا توجد إذا نظم إلا ببحره:

شرك العقول ونزهه ما مثلها للمطمئن وعقلــه المسـتوفز

لم ندر أعربيه أم موشحه أملح، وعلى الحقيقى فجميع شعره بالحسن موشح، فهو الذي أجاد في الفنين وقال سامعه لقد جاء حيدر بالحسن والحسين معان من الرقة تسيل، وألفاظ منها النسيم عليل، وأصله من الأجناد الرومية الذين لم يعودوا مع من عاد منهم لما غلبهم الإمام المنصور وولده الإمام المؤيد، ومعنى الآغا بالرومية نقيب العسكر، وكان من فرسان الروم.

 

وأخبرني شيخنا شرف الدين الحسن بن الحسين بن المنصور بالله رحمه الله تعالى، إنه كان يراه بمدينة ذماء، وقال: كان أسمر يلبس زي الجند، كثير الفكرة والوحدة، عليه سكينة ووقار، وكان ظريفاً، وكانت له يد في الموسيقى وضرب العود لنفسه، وشعره العربي قليل لقلة حفظه وتدوينه

(ثم أورد منتخبا من شعره ثم قال): وفضائل حيدر أبهى من ذكا أو ذكاه. ونقش خاتمه: محب أبي السبطين حيدر، وهذه التورية الخاتمية تكفيه أدباً.

وتوفي سنة ثمانين وألف تقريباً بضوران عند الإمام إسماعيل المتوكل، ورثاه الشيخ إبراهيم بن صالح الهندي بأبيات، منها:

كـان فـي عصـرنا حديقة فضلٍ فلـذا أودعـوه فـي البستان

لأنه دفن بمقبرة البستان.

1669م-
1080هـ-

قصائد أخرى لحيدر آغا بن محمد

حيدر  آغا بن محمد
حيدر آغا بن محمد

قال ابن يحيى: وله في زنبق وفيه توجيه:

حيدر  آغا بن محمد
حيدر آغا بن محمد

قال ابن يحيى: وله أيضا:

حيدر  آغا بن محمد
حيدر آغا بن محمد

قال ابن يحيى وكتب إليه الشيخ إبراهيم الهندي وكناه بابنه الأكبر