وتسكن فردوس من قد دعاك

القصيدة نشرت في صحيفة الخليج 8/ 11/ 2004.بعنوان إلى جنة الخلد

الأبيات 36
وتســكن فـردوس مـن قـد دعـاك إليه.. فكنــت لــه خيـر سـاعِ
وكــم مــن نــبيِّ تهلـل بشـرا لرؤيــاك فــي مـوكب الاجتمـاعِ
وقـد كنـت في الناس ميزان عدل وفيـــض عطــاء وحصــنَ دفــاعِ
وكنــت ضــمير الشـعوب، وكنـت عظيـم السجايا.. جليل المساعي
ملأت الزمـــان ســمواً وعــدلاً بعزمــــة بـــانٍ وهمـــة راعِ
وسُسـْتَ العواصـف حـتى اسـتكانت لظلـــك مبســـوطة الانصـــياعِ
وفُقْــتَ السـحائب جُـوداً، ومنـك همَـى الغيـث يروي جميع البقاعِ
وأرســيت عصــراً مـن الاخضـرارِ وأعليــتَ بــالعزم شــُمّ القلاعِ
وأثمرتَــمِ البَــرِّ بِــراً وبُـرًّا بفيــض سـخاك العميـم المشـاعِ
وأجريـــت نعمــاك للظــامئين زلالاً.. وأطعمــتَ كــل الجيــاعِ
وشــدْتَ الــبيوت لمـن شـردتهم يــد العـابثين وريـح الصـراعِ
فيـا سـيد الشـمس في المشرقين ويـا حامـل الأرض فـوق الـذراعِ
طرقـت المقـادير حـتى استجابت وهـل للمقـادير.. مـن امتناع؟
وفيــك الإرادة مــن أمـر ربـي تحيــل المحــال إلـى مسـتطاعِ
وكـم كنـت تلـوي ذراع المحـال فينهــار كالهالــك المتـداعي
وكـم كنـت تضـرب فـي الأرض حتى تفيــض بمـا تحـت مليـون قـاعِ
وكـم كنـت تفتـح للكـون قلبـاً تشــرّعه عــن عظيــم اقتنــاع
وتســكن فيــه شــعوباً تــراك كمـا أنـت ترعـى فـأنت تُراعـي
وأنـــت المكلــل بــالعنفوان وسـبع العلا فـي عريـن السـباعِ
جنحـت إلـى السـلم فـي كل أمر وجاهــدت عــن كــل حـق مطـاعِ
وأسســــت معجـــزة للزمـــان تــرد بصــاعين عــن كـل صـاعِ
وتســـمق كــالطود لا يســتجيب لداعيـــــة الــــرجِّ والاقتلاعِ
وفــوق الكـواكب أعليـت نجمـاً هـــو الاتحـــاد بعــزٍّ وبــاعِ
وهــذي الإمـارات بعـض النتـاج لـزرعك.. يـا مـن سما بالزراعِ
تعـالت علـى عصـرها واسـتحالت شـعاعاً.. علـى بيـرق مـن شعاعِ
فيـا زايـد الخيـر والمكرمـات ويـــا زايــد العلم.. والاطلاعِ
ويـا زايـد الفكـر والمنجـزات ويـا مصلح البين.. يوم النزاعِ
لـكَ الخلـد فـي جنـة الخالدين لـك الخلد في الخالدات الوساعِ
وأنــت علــى صـهوة مـن ضـياء تشـــع بعرفـــان مليــار داعِ
ومـا كـان مثلـك فـي المسلمين أب مســتنير الخطــى والطبـاعِ
ومـن كـل صـقعٍ.. وعـرق.. ولون ولـم يُنْـعَ مثلُـك في الناس ناعِ
جمعــت الفضـائل مـن كـل فضـلٍ وهيَّــأْت للوعــد خيـر المتـاعِ
فـدمْ فـي الجنـان مـع الأنبياء وفـي الأرض بيـن الجهات الرّباعِ
رضـياً.. سـنياً.. بهيـاً.. سخياً وحيــاً برغـم الـردى والـوداعِ
وهــذا خليفــةُ شــهم الزمـان علـى الـدرب بين المروءات ساعِ
أميــن علـى الإرثِ وهْـو الأميـر وشـــيخ لعـــز الرعيـــة راعِ
الحبيب الأسود
1 قصيدة
1 ديوان