رمت باليأس صدري الحادثاتُ

عن كتاب "باق في القلوب" ص68 والقصيدة نشرت في صحيفة الخليج 3/ 1/ 2005م

(زايد في القلوب وفي المآقي)

الأبيات 43
رمـت باليـأس صـدري الحادثاتُ فأغصــــان الأمــــاني ذابلاتُ
ومـا بلـغ الزُّبَـى منـي قنـوطٌ ولكـــن النـــوائب محبطــاتُ
فكـم فـي طـيّ أحـداث الليالي لنــا فــي كــل آونـةٍ عِظـاتِ
بكــف ســواعد الأيــام دومـاً كـــؤوس بالمنايــا مترعــاتُ
وللســاعات فينــا والثـواني شـــؤون بالرزايـــا حــافلاتُ
ومـا أبقـتْ صـروفُ الـدهر حيا فلا مــــولى يــــدوم ولا وُلاةُ
ويفنــى كــل مُــدَّخَرٍ وتبقــى مِـنَ أعْمـال العبـادِ الصالحاتُ
ويُفْتَقَــدُ العزيــزُ بِطَـيِّ رِمْـسٍ ولكـــن المـــآثر باقيـــات
ويخلـو الطَّـرْفُ مـن خِـلٍّ حـبيب وتملأ خــاطري منــه الصــفاتُ
فــأودعه مــن الأَحشـاء عرشـا تظللــه القلــوب الخاشــعاتُ
و(زايـد) في الجوانح والمآقي مقيـــمُ والمـــآثرُ خالــداتُ
تعصــّى حصــرها نــثراً فـأنّى تحيـــطُ بحصــرهن القافيــاتُ
تعـوَّدَ بسـطَ كـفِّ يـدِ العطايـا فـأثرى مـن عطاياهـا العفـاةُ
أيــادي فضــله فـي كـل صـُقعٍ مــن الـدنيا جـداولُ جاريـاتُ
بصــافي مائهــا تـروى شـعوب تخلَّــى عــن رعايتهـا الـولاةُ
بحكمتـه ارتقـت عـرش المعالي إمــاراتُ الخليــج الشـامخاتُ
تسـامت فـي العلا حـتى تنـاهت لمــا عنـه المـدارك قاصـراتُ
قواعــدها العدالـة والتـآخي فلا يَخشـــى لوحــدتها شــتاتُ
عــزاءً يـا إِمـارات المعـالي وصــبراً فــالحوادثُ قاســياتُ
ولســتِ وحيـدةً بالثّكْـلِ تُرْمَـى بلادُ العـــرب مثلــك ثــاكلاتُ
وكــل عواصــم الإســلام تبكـي ونســـوتُه جميعـــاً نائحــاتُ
أكــاد أذوب مــن كمـد عليـه فتشـمتُ بـي العـواذل والعداةُ
وأخلـــدُ للتجلّــدِ والتعــزّي فتفضــحني الـدموع الجاريـاتُ
وتقصـي عـن جميـل الصبر نفسي ثيـــاب للتجمّـــل باليـــاتُ
ومـا اسـتعذبت من عيني دموعا ولكـــن المواجـــع داميــاتُ
بمــوكبِ نعشــهِ الأَمْلَاكُ تســعى كمـا تسـعى الجيـوش الفاتحاتُ
لــه الأعنــاق مُتَّكــأٌ وطيــدٌ وأجنحــــةُ الملائكِ مَرْكبـــاتُ
صــدى تسـبيحهمْ فـي كـل أُفْـقٍ تعــجُّ بـه الرعـود المُمْطِـراتُ
تطــوف بقــبرِهِ حَســَناتُ عُمْـرٍ فتســتجدي لكثرتهــا الجُنَـاةُ
فيــوليهمْ كمــا أَلْفَـوْهُ حَيَّـاً وتلـك هـي العطايـا الفاضـلاتُ
فطـب يـا زايـد الخيرات نفساً فمثــواك الجنــانُ الخالـداتُ
«خليفـةُ» قد مدَدْتُ يدَ التعازي ووافتــك التهـاني العـاطراتُ
نُطَوِّقُــكَ الــورودَ وتقتفيهــا أمــــاني للعروبــــة مثْقَلاتُ
وللإســــلامِ آمــــال جِســـامٌ تنــــوء بحملهــــن اليَعْمُلاتُ
تَصــاغَرُ جَنــبَ همَّتكُــمْ صـِعابٌ وتــدنو بــالعزائمِ قاصــياتُ
ومـا استعصـى علـى حـرٍّ منـالٌ ومركبــهُ النوايـا الصـادقاتُ
ستخصـبُ مـن جـداولك الفيـافي وتــــروق مـــن روائِك ذابلاتُ
فجــددْ للعروبــةِ عصــر رُشـْدٍ تعـودُ لهـا العصـورُ المشرقاتُ
ولا تـذخرْ لـرأبِ الصـدعِ جهـداً بســعيِكَ سـوف يلـتئم الشـَّتَاتُ
ولا يثنيــك طغيــانُ الأعــادي ســتعلو ثــم تنهـار الطغـاةُ
بنـو نَهْيَـانَ.. والحكـامُ جمعاً منـــازِلُكُمْ بقلــبي شــاهقاتُ
نطـالِعُ فـي الجباهِ الغُرِّ بُشْرى تشــعّ بهـا الوجـوه النَيِّـرات
تُحــدَّثُ: بالتــآزرِ والتــآخي يـدوم العـز مـا دامـت حيـاة