هو باق فينا، برغم المماتِ

*القصيدة نشرت في صحيفة البيان 6/ 11/ 2004م ( الراحل الكبير )

الأبيات 16
هـو بـاق فينـا، برغـم المماتِ عنــه تحكـي آلاؤهُ فـي الحيـاةِ
زايــدٌ لــم يغــب فزايـدُ حـيٌّ فــي جليـل الأعمـال والحسـناتِ
عمـره فـي الجهـاد كـان طويلاً ســبق الأكرميـن فـي المكرمـاتِ
صــِنوهُ لــن يجيـء فهـو طـرازٌ ونســـيجٌ، شــرواه هيهــات آتِ
ألمعــيُ يــرى الأمــور بعقــلٍ لا يــراه ذوو الحجــا والأنـاةِ
وحكيـــمٌ وســـابقٌ فـــي رؤاه وهـو بـانٍ قـد فـاق كل البناةِ
وهـو ابـن الحيـاة لـم يتعلّـم أو تلقـى الـدروس في الجامعاتِ
فــإذا مـا أفـتى وجـاء بـرأيٍ بـزّ فيـه أولـي الرؤى والحصاةِ
ولقــد كــان عاشـقاً للقـوافي حافظـــاً منــه أروع الأبيــاتِ
إننــي عشـتُ فـي حمـاه شـهوراً فتعلّمــتُ منــه أغنـى الصـفاتِ
كــان يــروي لأحمــد المتنـبي وســواه فــي أغلــب الجلسـاتِ
كـان يصـغي للشـعر إصـغاء واعٍ بالبعيـد الخفـيّ فـي الكلمـاتِ
مجلـسٌ فيه زايدٌ تنقضي الساعاتُ فيــــه كأســــرعِ الســـاعاتِ
هــو كــالروض جـامعُ كـل بـاهٍ مــن صـنوف الشـميم والزهـواتِ
وخصــالُ الجــواد تنضـج دومـاً بشــذاه علــى مــدى السـنواتِ
مثلمـا كُنْـتَ فـي الحيـاة عليّاً أنـت عنـد المليك في العالياتِ
عبد الرحمن محمد رفيع
1 قصيدة
1 ديوان