اللَّيْلُ والقَمَرُ الشَّرِيدِ وبَعْضُ أَخْيِلَةِ الضَّبابِ

رَحِمَكَ الله يا زَايدَ الخير

عن ديوانه “لو يعرفون” ص 10

الرمس 20/11/2004م

الأبيات 27
اللَّيْلُ والقَمَرُ الشَّرِيدِ وبَعْضُ أَخْيِلَةِ الضَّبابِ
تَهْوي بِأَجْنِحَةِ الظَّلامِ إِلى مَرَاكِبَ مِنْ سَحَابِ
تَغْتَالُ فِكْراً ضائِعاً بَيْنَ الحَقِيْقَةِ والسَّرَابِ
مِنْ أَيْنَ يَبْتَدِئُ الرُجُوعَ وَكَيْفَ يُسْلِمُ للعَذَابِ
كَمْ أَرْسَلَ الأَحْزَانَ في الوَطَنِ الغَرِيبِ إلى اغْتِرابِ
فأَتَاهُ مِنْ رَجْعِ الصَّدَى وَجَعُ الصَّدَى وَبِلا جَوَابِ
في دَمْعِهِ تَبْكِي عُصُورُ الحُزْنِ والأمَلِ المُذَابِ
وَعَلَى امْتِدادِ سَواحِل الآهَاتِ يَرْحَلُ لِلْغِيابِ
أنا يَا خَلِيْجُ وُلِدْتُ فِيكَ وَفِي شوَاطِيكَ انْتِسَابي
أنَا مُذْ وُلِدْتُ أُعِيرُ أغْنِيَةَ النَّسيِمِ إلى الهِضَابِ
وَأَطُوفُ حَوْلَ البَحْرِ أَشْرِعَةً تُلَوِّحُ بِالإيَابِ
وَتَذُوبُ في قَلْبِي رُؤى قَلبِي وَأَحْلامُ الشَّبَابِ
إِنِّي بِلادِي قَدْ نَسَجْتُ هَواكِ مِنْ نُطَفِ التُّرَابِ
وَلِزَايِدٍ أَجْرَيْتُ نبْعَ قَصَائِدٍ فِيهَا انْسِكَابِي
إنِّي أُحِبُّكَ سَيَّدِي حُبَّا تَشَجَّرَ في الرَّوَابِي
حُبَّا يُجَاوِزُ طُهْرُهُ طُهْرَ المَحَبَّةِ وَالثَّوَابِ
أَنْتَ الَّذِي شَيَّدْتَ صَرْحَ بِنَائِنَا بِذُرَى السَّحَابِ
وَنَقَشْتَ دُسْتُورَ المَحَبَّةِ في القُلُوبِ بِلا عِتَابِ
وَجَمَعْتَ سَبْعَةَ أَنْجُمٍ قَمَراً يُطِلُّ عَلَى الرِّحَابِ
فَغَدَتْ إِماراتُ السَّلامِ تُضِيءُ مِنْ شَوْقِ الصِّحَابِ
يا سيدي يا مَنْ بِحِضْنِكِ نَرْتَمِي عِنْدَ المُصَابِ
هذا هُوَ التَّاريخُ قَدْ سَطَّرْتَهُ بِرُؤَى الصَّوابِ
فَلِيَغْرُبِ التَّاريخُ مَا التَّاريخُ مَا حِبْرُ الكِتَابِ
الكَوْنُ يَحْفَظُ زَايِداً يَتْلُوهُ في وَهَجِ الشِّهَابِ
أَنا طَائِرٌ فَوْقَ الخَلِيجِ أُعِيدُ ذِكرَكَ لِلْعُبَابِ
بِمَرَافِئِي سُفنٌ تَسِيرُ لِعَالَمِ الأمَلِ المُذَابِ
سعيد المنصوري
1 قصيدة
1 ديوان