ولقد ذعرت الوحش وهي كوانسٌ

القصيدة من نوادر شعر ابن ميخائيل بل هي أندر ما وصلنا من شعره، وهي كما ترى كالذهب الخالص، يصف بها حصانا له، عثرت عليها اليوم الخميس21/ 12/ 2017 فصنعت لابن ميخائيل ديوانه هذا، وقد انفرد  ابن حمدون (ت 563هـ)  بذكر القصيدة في التذكرة الحمدونية في قطعتين أورد الأولى في باب الشرف والرياسة وهو ثالث أبواب الكتاب وتبدأ هذه القطعة من البيت الخامس، واما القطعة الثانية فهي الأبيات الأربعة الأولى من القصيدة أوردها ابن حمدون في باب الأوصاف والنعوت فرأيت أنها أولى بالتقديم لقوله أولها (ولقد) وهي سنة الشعراء في وصف طردياتهم

ومن ذلك قول أبي نواس يصف حصانا له:

وَلَقَد ذُعَرتُ الوَحشَ يَحمِلُني       مُتَقارِبُ التَقريبِ قَد قَرِحا

الأبيات 9
ولقـد ذعـرت الـوحش وهي كوانسٌ بوثيق أوظفة اليدين إذا ارتمى
مـن نسـل أعـوج هجتـه فكأنمـا حـاولت برقـاً لاح أو غيثـاً همـى
ذي غـــرة محفوفـــةٍ بســـواده كـالنجم أشـرق فـي ظلام أدهمـا
يجــري لغايـة مـا أريـد كـأنه علـم المـراد فمـا يريـد معلما
ومـن العجـائب أن ترى مستصغراً لملمــة مــن لا يـرى مسـتعظما
يقتـاده الأمـل القريـب فينثنـي عنـه إلـى الأمـل البعيـد تقدما
مـا بيـن أفئدة المنـون مطنبـاً أطنــابه وعلـى الحتـوف مخيمـا
وابـن المهـامه إن أراد يقـوده عـزم يقـود بـه الجـديل وشدقما
يســتن مـن مجهولهـا فـي هبـوة لــو شـقها السـمع الأزل تنـدما
ابن ميخائيل القيرواني
3 قصيدة
1 ديوان

محمد بن الحسين بن أبي الفتح القرشي المغربي السوسي القيرواني المعروف بابن ميخائيل شاعر مجيد من أهل سوسة انتقل منها إلى القيروان واتصل بالمعز بن باديس فكان في جملة شعرائه،  وكانت له شهرة عالية في عصره، أورد له ابن حمدون ثلاث قطع في التذكرة، منها قطعتان من قصيدته في وصف حصان له. وهو من شعراء الإنموذج لابن رشيق، نقل الصفدي خلاصة ترجمته إلى الوافي من الإنموذج، كما فعل القفطي في المحمدون. قال ابن رشيق  (وكان صعب المكان  في الشعر شديد الانتقاد، على مذهب قدامة بن جعفر الكاتب)

قصائد أخرى لابن ميخائيل القيرواني

ابن ميخائيل القيرواني
ابن ميخائيل القيرواني

القطعة كاملة في ترجمة الشاعر في كتاب "المحمدون" للقفطي وهي عدا البيتين 4 و5 في التذكرة الحمدونية باب الأوصاف والنعوت.

ابن ميخائيل القيرواني
ابن ميخائيل القيرواني

القطعة نقلها القفطي ومن بعده الصفدي في "الوافي" من كتاب الإنموذج لابن رشيق مع مقدمتها قال: وكان من شعراء المُعزّ بن باديس وله يمدحه من قصيدة أولها يذكر كؤوساً ورمّاناً: