رأى البرق فازدادت جوانحه جمرا

القصيدة هي القصيدة الوحيدة التي نقلها العماد من شعره من كتاب الدرة الخطيرة لابن القطاع (عدا البيت 13) قال: وأنشدني لهذا الشاعر من قصيدة في الأمير مدافع أولها:

ثم أورد الأبيات، وفي فصل الخطاب أربعة أبيات من القصيدة هي الأبيات (10 - 13)

الأبيات 20
رأى الـبرق فـازدادت جـوانحه جمرا وبـات يراعـي النّجـم يرتقبُ الفجرا
ومـا الـبرق ممـا هـاجه غيـر أنه تـذكّرَ مـن يهـوى فمـا ملك الصبرا
خليلـيّ عوجـا ننـدب الرّبـرب الـذي غـدا بعـدهم مـن بعـد سـكانه قفرا
ديــاراً بهــا قـدْماً ملأن جـوانحي عيـون المهـا جمـراً كما ملئت سحرا
كـأن لـم أجُـلْ فيها بمعترك الصبا ولـم أرتشـف ثغراً ولم أنتشق زهرا
ولــم أدعِ النايـات فيهـا مجيبـة أغــانيَ أغصــان تميـسُ بهـا خضـرا
ويــا بـأبي ذات الوشـاح إذا بـدت كشـمس الضحى وجهاً وجنحِ الدجى شَعْرا
تميــسُ لنــا غصـناً وترنـو غزالـة وتعبـق كـافوراً وتبـدو لنـا بـدرا
ويأبى لها النهدان والردف أن ترى تمـس لـه الأثـواب بطنـاً ولا ظهـرا
أتتنــي وقلـب الـبرق يرعـد غيـرة عليهـا وعيـنُ النّجـم تنظرهـا شزرا
وقــد هجعـت عيـن الوشـاة وأسـبلت علينـا الـدياجي مـن ملابسـها سترا
فبتنـا الـى وجـه الصـباح كأنّنـا قضــيبان لا صــدّاً نخــافُ ولا هجـرا
فيـا ليلـةً قـد قَصـَّرَ الوصـلُ طيبها تُعَـدّ إذا أحصـى الفـتى دَهْرَهُ عمرا
الـى أن رأيـتُ الفجـر عنـد طلـوعه قـد التـاح فـي إثر الدجنّة وافترّا
كــأن محيــاه المـدافع قـد بـدا بغُرّتِـه فـي النقـع يسـطو بها قهرا
رضـيع النـدى ثـدياً حليف العلا وفا شـقيق الحيـا بذلاً لخير الورى طرا
هـو الغيث في بذل النّوال إذا طما هـو الليـث في يوم النّزال إذا كرّا
يريـك الردى سخطاً ووجه المنى رضا وصـوب الحيا بذلاً وحكم القضا أمرا
ولـولاك مـا أوحشـت أهلـيَ والحمـى ولا أصـبحت يومـاً يـدي منهـمُ صـِفرا
فلــي مهجــة تهفــو بقـابس لوعـةً وقلــبٌ إذا فارقتُهــا يـألف الضـّرّ
يحيى بن أحمد التيفاشي
1 قصيدة
1 ديوان

يحيى بن احمد التيفاشي القفصي القيسي عم شرف الدين صاحب "فصل الخطاب" وهو من شعراء خريدة القصر، نقل العماد ترجمته عن الدرة الخطيرة في شعراء الجزيرة لابن القطاع قال العماد:

يحيى بن احمد القفصي: من قفصة، مدينة بالقيروان، انتقل الى قابس، وسكن بها، ومدح بني هلال، وقتله الإفرنج بصقلية بعد سنة خمسين وخمسمائة عند فتكهم بالمسلمين، 

ثم اورد قصيدة واحدة له ثم ترجم لعمه محمد التيفاشي قال

محمد التيفاشي عم الشاعر المقدم ذكره يحيى هو الذي وفد على عبد المؤمن بن علي ملك المغرب ومدحه بالقصيدة المشهورة التي أولها:

ما هزّ عطفيه بين البيض والأسُلِ         مثلُ الخليفة عبد المؤمن بن علي

قال عبد المؤمن لا ينشد بعده شيئاً وأمر له بألف دينار
1156م-
551هـ-