رب دار بالغضا طال بلاها

قال ابن خلكان في ترجمته :ومن شعره قصيدة يمدح بها زين الدين أبا المظفر يوسف بن زين الدين صاحب إربل، ثم أورد هذه الأبيات من القصيدة ثم قال: وهي طويلة أجاد في مدحها. 

الأبيات 16
رب دار بالغضـا طـال بلاهـا عكــف الركـب عليهـا فبكاهـا
درســـت إلا بقايـــا أســـطر سـمح الـدهر بهـا ثـم محاها
كـان لـي فيهـا زمان وانقضى فسـقى اللـه زمـاني وسـقاها
وقفـت فيهـا الغـوادي وقفةً ألصــقت حــر ثراهـا بحشـاها
وبكـــت أطلالهـــا نائبــةً عـن جفـوني، أحسن الله جزاها
قـــل لجيـــران مــواثيقهمُ كلمـا أحكمتهـا رثـت قواهـا
كنـت مشـغوفاً بكم إذا كنتم شـجراً لا يبلـغ الطير ذراها
لا تــبيت الليـل إلا حولهـا حـرس ترشـح بـالموت ظباهـا
وإذا مــدت إلــى أغصـانها كــف جـان قطعـت دون جناهـا
فــتراخى الأمـر حـتى أصـبحت هملاً يطمــع فيهـا مـن رآهـا
تخصـــب الأرض فلا أقربهـــا رائداً إلا إذا عـــز حماهــا
لا يرانـي اللـه أرعـى روضـةً سـهلة الأكناف من شاء رعاها
وإذا مـا طمـع أغـرى بكـم عـرض اليـأس لنفسـي فثناهـا
فصــبابات الهــوى أولهــا طمـع النفـس وهـذا منتهاهـا
لا تظنـوا لـي إليكـم رجعـةً كشـف التجريب عن عيني عماها
إن زيـن الـدين أولانـي يداً لم تدع لي رغبة فيما سواها
ابن فائد البحراني
4 قصيدة
1 ديوان
أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد بن قائد (1) الملقب موفق الدين الإربلي أصلاً ومنشأ البحراني مولداً الشاعر المشهور؛ كان إماماً مقدماً في علم العربية، مفننا في أنواع الشعر، ومن أعلم الناس بالعروض والقوافي وأحذقهم بنقد الشعر وأعرفهم بجيده من رديئه وأدقهم نظراً في اختياره. واشتغل بشيء من علوم الأوائل، وحل كتاب إقليدس، وبدأ ينظم الشعر وهو صبي صغير بالبحرين جرياً على عادة العرب قبل أن ينظر في الأدب. وهو شيخ أبي البركات ابن المستوفي صاحب "تاريخ إربل" وعليه اشتغل بعلوم الشعر وبه تخرج، وقد ذكره في تاريخه وعدد فضائله، وكان قد رحل إلى شهرزور وأقام بها مدة، ثم رحل إلى دمشق ومدح السلطان صلاح الدين، رحمه الله تعالى، بقصيدة طويلة، وله ديوان شعر جيد ورسائل حسنة. وكان أبوه من أهل إربل وصنعته التجارة، وكان يتردد من إربل إلى البحرين ويقيم بها مدة لتحصيل اللآلئ من المغاصات أسوة بالتجار، فاتفق أن ولد له هناك الموفق أبو عبد الله المذكور، ثم انتقل إلى إربل فنسب إلى البحرين لهذا السبب. وتوفي ليلة الأحد ثالث شهر ربيع الآخر سنة خمس وثمانين وخمسمائة بإربل، ودفن بمقبرة أهله قبلي البست، رحمه الله تعالى. قال المطرزي في كتاب "المغرب": البست كلمة فارسية وهو مفتح الماء في فم النهر. والبست: بفتح الباء الموحدة وسكون السين المهملة وبعدها تاء مثناة من فوقها، واد عريض في وسط إربل تجري فيه مياه السيول في الشتاء والربيع وفيه شيء كثير من الحجارة الصغار، والله أعلم. والبَحْراني: هذه النسبة إلى البحرين وهي بليدة بالقرب من هجر، قال الأزهري: وإنما سميت البحرين لأن في ناحية قراها بحيرة على باب الأحساء، وقرى هجر بينها وبين البحر الأخضر عشرة فراسخ، وقدرت البحيرة ثلاثة أميال في مثلها، ولا يغيض ماؤها، وهو راكد زعاق.
  1. كذا في ابن خلكان والصواب ابن فائد
1189م-

قصائد أخرى لابن فائد البحراني

ابن فائد البحراني
ابن فائد البحراني
قال البدري في نزهة الأنام في محاسن  الشام: 
ابن فائد البحراني
ابن فائد البحراني
قال البدري في نزهة الأنام في محاسن  الشام:  ومن لطائفه قوله في الذهبيات وقد عاد إليها في الخريف:
ابن فائد البحراني
ابن فائد البحراني

القطعة من مخلع البسيط قال ابن خلكان في ترجمته: