وحيدا مع الحمى و طيفك و الشعر
إلى الصـديـق الشـاعـر محمد حسن فقي

 

الأبيات 52
وحيدا مع الحمى و طيفك و الشعر
أسأل عمري كيف بعثرت يا عمري
تمر بي الأيام يشبه فجرها
دجاها و لم أنعم بليل و لا فجر
أعلل بالأوهام نفسي كما شكا
إلى الال عبر القفر ظام على القفر
و أحسو من الآمال كأسا خمارها
يدب بقلب لم يذق نشوة الخمر
أمن عاصف يا قلب نمضي لعاصف
ألم يسأم البحار زمجرة البحر
و من موقف باك على أذرع اللقا
إلى موقف دام على راحة الهجر
و من وقع سيف نام بين أضالعي
إلى وقع رمح راح يوغل في ظهري
ألا فامنحيني هدأة رب هدأة
ترد شتيتا من ظنوني و من فكري
أسلماي يا بدرا لمحت بريقه
على أفق ما كان يأنس بالبدر
خذي من عيوني قصتي و ملامحي
و كيف ذرعت اليأس أحلم بالنصر
و كيف صحبت الناس حتى عرفتهم
فعدت جريح العين و اليد و الصدر
و كيف منحت المجد روحي فباعها
فعدت بلا روح أعض على العشر
أسماي لو أعطاني الدهر مهجتي
و هبكتها لكنها أمة الدهر
يظل بها يلهو أأبصرت بلبلا
جريحا يغني و هو في قبضة الصقر
يعللها بالفقر حينا و بالغنى
و يخدعها بالشعر طورا و بالنثر
أأعطيك آلامي أأعطيك غصتي؟
أأعطيك روضا صامتا واجم الزهر
أعيذك من حب شقي و من هوى
كسيح و من شوق تلفع بالذعر
يطالع غيري في عيونك أنجما
و ألمح فيها الليل سترا على ستر
يغنيك غيري كل لحن محبب
و أشدو فما أشدو سوى النوح في ثغري
و يهديك غيري الدر يا ويح شاعر
يقول خذي مني قصائد كالدر
أسلماي لا تلقي فؤادك في يدي
أخاف عليه و هو طفل من الكسر
و لا تسفحي الدمع الثمين على آمرئ
تعلم أن الدمع ضرب من المكر
أحب فجازته الخلائق بالأسى
وفى فأجابته الخلائق بالغدر
إذا قال أهوى كذبته تجارب
مخضية بالحزن و الألم المر
دعيه لدنياه فقد ألف الشقا
و أدمن طول السير في المهمة الوعر
كأن الليالي أقسمت لا تذيقه
سلاما ولا أملا سوى في دجى القبر
غازي القصيبي
36 قصيدة
1 ديوان
غازي بن عبد الرحمن القصيبي، شاعر وأديب ووزير ودبلوماسي سعودي، ولد في 2 مارس 1940



قضى في الأحساء سنوات عمره الأولى، ثم انتقل بعدها إلى المنامة بالبحرين ليدرس فيها مراحل التعليم، نال ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة ثم تحصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا التي لم يكن يريد الدراسة بها, بل كان يريد دراسة "القانون الدولي" في جامعة أخرى من جامعات أمريكا، وبالفعل، حصل على عدد من القبولات في جامعات عدة، ولكن لمرض أخيه نبيل، اضطر إلى الانتقال إلى جواره والدراسة في جنوب كاليفورنيا، وبالتحديد في لوس أنجلوس، ولم يجد التخصص المطلوب فيها، فاضطر إلى دراسة "العلاقات الدولية" أما الدكتوراه ففي العلاقات الدولية من جامعة لندن والتي كانت رسالتها فيها حول اليمن كما أوضح ذلك في كتابه الشهير "حياةٌ في الإدارة.



القصيبي شاعر له إنتاجات في فن الرواية والقصة، مثل شقة الحرية ودنسكو وأبو شلاخ البرمائي والعصفورية و"سبعة" وسعادة السفير و الجنيّة، و "العودة سائحاً إلى كاليفورنيا" و "هما" و "حكاية حب" و "رجل جاء وذهب" آخر أعماله كانت أقصوصة الزهايمر التي نشرت بعد وفاته، أما في الشعر فلديه دواوين "معركة بلا راية" و"أشعار من جزائر اللؤلؤ" و"للشهداء" و"حديقة الغروب"، وله إسهامات صحافية متنوعة أشهرها سلسلة مقالات في عين العاصفة التي نُشرَت في جريدة الشرق الأوسط إبان حرب الخليج الثانية كما أن له مؤلفات أخرى في التنمية والسياسة وغيرها، والأسئلة الكبرى وعن هذا وذاك وباي باي لندن ومقالات أخرى الأسطورة ديانا



توفي عن عمر يناهز السبعين عامًا في يوم الأحد 5 رمضان 1431 هـ الموافق 15 أغسطس 2010 الساعة العاشرة صباحًا في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بعد معاناة طويلة مع المرض.



وأهم المناصب التي تولاها::-



- أستاذ مشارك في كلية التجارة بجامعة الملك سعود في الرياض 1358هـ

- عمل مستشار قانوني في مكاتب استشارية وفي وزارة الدفاع والطيران ووزارة المالية ومعهد الإدارة العامة

- عميد كلية التجارة بجامعة الملك سعود 1391هـ - مدير المؤسسة العامة للسكك الحديدية 1393 هـ.

- وزير الصناعة والكهرباء 1396 هـ.

- وزير الصحة 1402هـ

- سفير المملكة في مملكة البحرين 1404 هـ.

- سفير المملكة في المملكة المتحدة 1412هـ.  - وزير المياه والكهرباء 1423هـ.

- وزير العمل 1425هـ

 
2010م-
1431هـ-