خمسٌ وستُونَ في أجفان إعصارِ
الأبيات 50
خمــسٌ وسـتُونَ فـي أجفـان إعصـارِ
أمـا سـئمتَ ارتحـالاً أيّها الساري
أمـا مللـتَ مـن الأسـفارِما هـدأت
إلا وألقتــك فــي وعثـاءِ أسـفار
أمـا تَعِبـتَ من الأعداءِ مَا برحوا
يحاورونــكَ بــالكبريتِ والنــارِ
والصـحبُ أين رفاقُ العمرِهل بَقِيَتْ
ســوى ثُمالــةِ أيــامٍ وتــذكارِ
بلى اكتفيتُ وأضناني السرى وشكا
قلـبي العنـاءَ ولكـن تلك أقداري
أيـا رفيقـةَ دربـي لـو لـديّ سوى
عمـري لقلـتُ فدى عينيكِ أعماري
أحببتنــي وشــبابي فـي فتـوّتهِ
ومــا تغيّــرتِ والأوجـاعُ سـُمّاري
منحتنـي مـن كنـوز الحُبّ أَنفَسها
وكنـتُ لـولا نـداكِ الجائعَ العاري
مـاذا أقـولُ وددتُ البحـرَ قافيتي
والغيـم محـبرتي والأفـقَ أشعاري
إنْ سـاءلوكِ فقـولي كـان يعشقني
بكـلِّ مـا فيـهِ مـن عُنـفٍ وإصرار
وكـان يـأوي إلـى قلـبي ويسكنه
وكــان يحمــل فــي أضـلاعهِ داري
وإنْ مضـيتُ فقـولي لم يكنْ بَطَلاً
لكنــه لــم يقبّـل جبهـةَ العـارِ
وأنـتِ يـا بنـت فجـرٍ فـي تنفّسـه
مـا فـي الأنوثـة مـن سحرٍ وأسرارِ
مـاذا تريـدين منـي إنَّنـي شـَبَحٌ
يهيــمُ مــا بيـن أغلالٍ وأسـوارِ
هـذي حديقة عمري في الغروب كما
رأيــتِ مرعـى خريـفٍ جـائعٍ ضـارِ
الطيــرُ هَـاجَرَ والأغصـانُ شـاحبةٌ
والــوردُ أطـرقَ يبكـي عهـد آذارِ
لا تتبعينـي دعيني واقرئي كتبي
فــبين أوراقِهـا تلقـاكِ أخبـاري
وإنْ مضـيتُ فقـولي لم يكن بطلاً
وكــان يمــزجُ أطــواراً بـأطوارِ
ويــا بلاداً نــذرت العمرزَهرتَــه
لعزّهـا دُمـتِ إنـي حـان إبحاري
تركـتُ بيـن رمـال البيـد أغنيتي
وعنــد شـاطئكِ المسـحورِ أسـماري
إن سـاءلوكِ فقـولي لم أبعْ قلمي
ولـم أدنّـس بسـوق الزيـف أفكاري
وإن مضــيتُ فقـوليلم يكـن بَطَلاً
وكــان طفلـي ومحبـوبي وقيثـاري
يـا عالم الغيبِ ذنبي أنتَ تعرفُه
وأنــت تعلــمُ إعلانـي وإسـراري
وأنــتَ أدرى بإيمــانٍ مننـتَ بـه
علــي مــا خدشــته كـل أوزاري
أحببـتُ لقيـاكَ حسن الظن يشفع لي
أيرتُجَــى العفــو إلاّ عنـد غفَّـار ِ
غازي القصيبي
36 قصيدة
1 ديوان
غازي بن عبد الرحمن القصيبي، شاعر وأديب ووزير ودبلوماسي سعودي، ولد في 2 مارس 1940



قضى في الأحساء سنوات عمره الأولى، ثم انتقل بعدها إلى المنامة بالبحرين ليدرس فيها مراحل التعليم، نال ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة ثم تحصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا التي لم يكن يريد الدراسة بها, بل كان يريد دراسة "القانون الدولي" في جامعة أخرى من جامعات أمريكا، وبالفعل، حصل على عدد من القبولات في جامعات عدة، ولكن لمرض أخيه نبيل، اضطر إلى الانتقال إلى جواره والدراسة في جنوب كاليفورنيا، وبالتحديد في لوس أنجلوس، ولم يجد التخصص المطلوب فيها، فاضطر إلى دراسة "العلاقات الدولية" أما الدكتوراه ففي العلاقات الدولية من جامعة لندن والتي كانت رسالتها فيها حول اليمن كما أوضح ذلك في كتابه الشهير "حياةٌ في الإدارة.



القصيبي شاعر له إنتاجات في فن الرواية والقصة، مثل شقة الحرية ودنسكو وأبو شلاخ البرمائي والعصفورية و"سبعة" وسعادة السفير و الجنيّة، و "العودة سائحاً إلى كاليفورنيا" و "هما" و "حكاية حب" و "رجل جاء وذهب" آخر أعماله كانت أقصوصة الزهايمر التي نشرت بعد وفاته، أما في الشعر فلديه دواوين "معركة بلا راية" و"أشعار من جزائر اللؤلؤ" و"للشهداء" و"حديقة الغروب"، وله إسهامات صحافية متنوعة أشهرها سلسلة مقالات في عين العاصفة التي نُشرَت في جريدة الشرق الأوسط إبان حرب الخليج الثانية كما أن له مؤلفات أخرى في التنمية والسياسة وغيرها، والأسئلة الكبرى وعن هذا وذاك وباي باي لندن ومقالات أخرى الأسطورة ديانا



توفي عن عمر يناهز السبعين عامًا في يوم الأحد 5 رمضان 1431 هـ الموافق 15 أغسطس 2010 الساعة العاشرة صباحًا في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بعد معاناة طويلة مع المرض.



وأهم المناصب التي تولاها::-



- أستاذ مشارك في كلية التجارة بجامعة الملك سعود في الرياض 1358هـ

- عمل مستشار قانوني في مكاتب استشارية وفي وزارة الدفاع والطيران ووزارة المالية ومعهد الإدارة العامة

- عميد كلية التجارة بجامعة الملك سعود 1391هـ - مدير المؤسسة العامة للسكك الحديدية 1393 هـ.

- وزير الصناعة والكهرباء 1396 هـ.

- وزير الصحة 1402هـ

- سفير المملكة في مملكة البحرين 1404 هـ.

- سفير المملكة في المملكة المتحدة 1412هـ.  - وزير المياه والكهرباء 1423هـ.

- وزير العمل 1425هـ

 
2010م-
1431هـ-