إلى كم بنا تجري نوائبُ ذا الدهرِ
الأبيات 17
إلى كم بنا تجري نوائبُ ذا الدهرِ وتســلب أرواحَ البريّــةِ بـالقهرِ
تصــول علينــا بالشـقاء جيوشـُهُ فتُـردي نفوسـاً بالخـداع وبالمكر
فكـم مـن همـامٍ قـد أتـى متنقّلاً بلـذّاته سـلوانَ مـن حيـث لا يدري
وإن المنايــا لـو تُصـيخ لعـاذلٍ لمـا فاجأتْ فرحانَ بالقطع والبتر
تقـيٌّ لـه وجـهٌ منيـرٌ مـن التُّقـى يفـوق على الشمس المنيرةِ والبدر
لقـد بكـتِ الـدنيا عليـه وإنّهـا يحـقّ لهـا تبكـي علـى ذلـك الحرّ
فــإنّ لــه فينــا فضــائلَ جمّـةً تَرنّـمُ فيهـا دائمـاً ألسـنُ الشكر
فلـو كـان يُفـدى بـالنفوس فديتُهُ ولكنَّمــا لا بــدّ مـن ذلـك الأمـر
وإنّــيَ مهمــا قـد أطلـتُ بوصـفِهِ فلسـتُ بجـارٍ غايـةَ الحـدَّ والحصر
رِثــاكَ جميـلَ الخُلْـقِ فـرضٌ محتّـمٌ ومثلُـكَ مَـنْ أرثيه يا عاليَ القدر
سـتبكيكَ يـا عـونَ الضـعيفِ أراملٌ فككْتَهُـمُ بالمـال مـن أَسْرة الفقر
سـتبكيكَ يـا فخـرَ الزمـانِ مدارسٌ بلغـتَ بهـا أعلى السعادةِ والفخر
لقــد قــرّحَ الأكبــادَ رُزؤكَ إنّـهُ مصـابٌ به تُصلى القلوبُ على الجمر
فـأفجعتَ أحبابـاً وأبكيـتَ أعيُنـاً وغـادرتَ أنفاسـاً تُحشرجُ في الصدر
وإن لــــه آلاً وأَكْـــرِمْ بـــآلهِ هُـمُ معـدنُ الأفضالِ والجودِ والفخر
أُعزّيكُـــمُ فيــه وإنّــي لعــالمٌ بـأنّي وإيـاكم علـى ذلـك السـَّيْر
فلا تحزنـوا فـالحزنُ ليـس بنـافعٍ وصـبراً لكي تُطْفا المصيبةُ بالصبر
عبد المحسن البابطين
1 قصيدة
1 ديوان
1952م-
1372هـ-