نزّه الطرف في رياض المعاني
الأبيات 42
نـزّه الطـرف في رياض المعاني وتنعّــم بنـور تلـك المغـاني
وأدر لاســـتماع صـــب معنــى ذكـر مـن فيهـم جميـع الأماني
وصــف الحسـن إننـي ذو ولـوع وغــرام بوصــف ذكـر الحسـان
ودع اللــوم فالملامــة لــؤم واجـــب صـــرفه عـــن الآذان
واطـرح العـذل فهو عدل لعمري عــن طريـق الصـواب والإذعـان
فعـذاب المحـب فـي الحـب عذب ســائغ شــائع مــدى الأزمـان
وهـو أن الغرام في الحب هين مســتطاب مـزر بعـزف القيـان
كيـف والعشـق جنـة ليس فيها مــن لغــوب ولا عنـاء يعـاني
وجنـان الغـرام لا غـول فيها إنمــا فيهــا راحـة للجنـان
لائمـي فـي هوى العذارى فعذرا أننـي عـذري مرامـي التـداني
فبحــق القـدود دعنـي كفـاني قــد قلــبي بلاعــج الأشــجان
وبـورد الخـدود مع جوهر الثغ ر ونهــد يــروي عـن الرمـان
فـك أسـري يجيـر كسـري بوصـل دون فصــل فــبينكم أفنــاني
وارحمـوا مغرمـا غريـم سناكم فـي قيـود الهوى وقيد الهوان
فــر صـبري وقـر مـدمع عينـي فاقعــا تــارة وأحمــر قـان
وتــولى السـرور لمـا ظعنتـم وتـــوالت كتــائب الهيمــان
فــامنحوني ولـو بوعـد بقـرب كـي يـزول الـذي أذاب جنـاني
إننــي رقكـم فرقـوا ومنـوا بخلاصـي فمـا جـرى قـد كفـاني
قســما بـالهوى فمـا لـي ملاذ غيـر خيـر البريـة العـدناني
رحمة الخلق أجمل الخلق لبالر رســل سـر السـريرة الحقـاني
بهجـة الكـون نكتة الخلق روح الحـق فرد الوجود من غير ثان
طـالع السـعد فـي سـماء سعود برجـه اليمـن وهو في الميزان
نــوره قـد جلا الغيـاهب عنـا مـذ تجلـى لنـا بكـل الأمـاني
وتحلــى بحلــة الفخـر فـردا مـا لـه فـي الوجـود ند مدان
مجتــبى مرتضــى مهيـب مطـاع مقتفـى منتقـى منيـف المكـان
قــد رقــي للسـماء ليلا وحلا ه الإلـــه بــأفخر التيجــان
ولـه الجـذع حـن شـوقا ولبّـت ه الغصـون تسعى بمرأى العيان
ويصـــاع غــذى وروى جياعــا وأوامــي والصـاع فـي رجحـان
شـهد الـذيب بالرسـالة والـض ب لــه فــي ملأ مــن الأعيـان
ولـه العـود جـاء يشكو ظلوما قـد سـقاه الردى وطعم الهوان
ولـه ظبيـة أتـت فـي التجـاء فــي غــدو لنسـلها الغرثـان
حبـه الـزاد فـي المعاد وذخر مـدحه الحصـن من كروب الزمان
عطفــة عطفــة ولطفـا وأمنـا ونــوالا فــي ســائر الأحيـان
وسـرورا ينفـي الشـرور ويسري لجميــع الأنــام فــي كـل آن
يـا رحيمـا رحمـاك لـي وتفضل يــا حليمــا علـي بالرضـوان
فبكــم أســأل الإلــه يقينـي كــل هــول وشــر ذي طغيــان
وبـذات الفخـار فاطمـة الـزه راء والبعـل والبـدور الحسان
جــاهكم للــورى ظليــل وكـل آمـن فيـه رافـل فـي التهاني
قـد أنخـت الرحـال آمـل عطفا سـابغا كـي يزيح ما قد عراني
فـافتحوا بـاب فضـلكم لسؤالي وإلـيّ انظـروا لـدى كـل شـان
يـا رسـولا للرسـل جـاء ختاما وابتـــداء لجملــة الأكــوان
إننــي بالـذنوب جئتـك أرجـو عفـو ربـي يـا كعبـة الإحسـان
ابن زيدان
2 قصيدة
1 ديوان
1946م-
1365هـ-

قصائد أخرى لابن زيدان