الأبيات 67
إســمع حســين ترشــد وقبــل مقـالي تهتـدي
ليـس الصـديق مـن ملق فــي قـوله ومـا صـدق
أخلـــق مــن عرقــوب فــي وعــده المكـذوب
لـو قيـس بـابن عـامر فـي البخـل أو بمـادر
كــان كمثــل الطـائي فــي الجـود والعطـاء
أو ابن سعدى في الهمم وفـي الأيـادي والكـرم
بــل الصـديق الـوافي بوعــــده المصـــافي
وقلمـــــا يــــوازر بــه الزمـان الغـادر
فـــإن تفــز بواحــد فـــاذخره للشـــدائد
وفـــــده بالمــــال والنفـــس والأطفـــال
فهــو أخــوك الصـادق والصـــاحب المرافــق
واحــذر بنــي كاذبـا أو هـــازلاً مـــداعبا
تنجــو مــن الملامــه فـي النـاس والنـدامه
فمــا الكــذوب يصـحب ولالـــــه يقـــــترب
يريــــك بــــالتملق فعـل الخليـل المشـفق
وهـــو بعيــدٌ نــائي عنـــــك بلا مــــراء
وقربــه فــي الظـاهر كقـــرب ذي المقــابر
يُريــكَ فــي الســراب مــــاء بلا ارتيـــاب
فاحـــذره لا تـــأتيه فشـــره فـــي فيـــه
والســم فــي لعــابه والمــوت فـي أنيـابه
وكـــن حســين واعــي لناصــــح واداعــــي
واعمــل فــدتك روحـي بـــالمقول الصـــحيح
فالصــدق خيــر صـاحب ينجــي مــن المعـاطب
والكــــذب المشـــوم يهلـــك وهـــو لــوم
والصــدق فـي المقـال مــن حليــة الرجــال
والجـــود والشــجاعه مــن أحســن البضـاعه
ولا تكــــن كناهــــد فــي الخلـف للمواعـد
فـالجبن والبخـل معـا فـي خلقهـا قـد طبعـا
وارفــد بنــي سـائلا ولا تكــــن ممـــاطلا
فالبخــــل شـــر داء ليــــس بــــذي دواء
وشــر مـا فـي البخـل قـــول بغيـــر فعــل
وإن تكـــن مسترشــدا فاصـغ لقـول مـن هـدى
ليــس الكريـم المجـد مـن قـد وفـى بالوعـد
بـل الكريـم مـن رفـد بمـــاله ومــا وعــد
إســمع لقـول الهـادي وفقـــــت للســــداد
أيمـــن كــفٍ فــاعلم فـي النـاس كـف منعـم
وأحســــن الوجــــوه عــارٍ عــن التمــويه
وجـــه كريــم محســن ومرفــــدٍ ذي منــــن
واســـتعمل المشــوره والطـــرق المــأثوره
ففـي المقـال الصـادق الخيــر فـي التوافـق
فالعاقـــل اللـــبيب والكيــــس الأديــــب
مــن ضـم آراء الـورى لرأيــــه إن قـــدرا
ومـــن مشــى برأيــه يـــتيه فــي عمــائه
يســير فــي الظلمـاء كخــــابط العشـــواء
وجــــرب الرجــــالا واســـتخبر الأحــوالا
والســر فــاكتمه وإن كـــان لخــل مــؤتمن
وأصــــلح الســـريره وكــن شــديد الغيـره
علـى النسـا لا تـأتمن ذا ثقـــةٍ وإن يكـــن
مثــل أويــس القرنـي فــي النسـك والتـدين
والزهـــد والعبــادة والعفـــة المفـــادة
فبيتهــــا الحصـــين قـــبر لهـــا يصــون
فعـــن وصـــي أحمــد وصــــنوه المســــدد
يقــول نعــم الصــهر زوج الفتــاة القــبر
يريـــد صــونها بــه وســــترها فـــانتبه
لا أن يكـــون أمـــرا بقتلهــا كمــا يــرى
ففـي الحـديث النـاطق عــن النــبي الصـادق
ألقــــبر للفتــــاة خيـــر بيــوتٍ تــأتي
أولا فـــزوج ذو شــيم يصــونها عــن التهـم
وقـد تمـادى فـي الأثر قــول حكيــمٍ ذي نظـر
خيــر الـبيوت القـبر أو لا فــــزوج طهـــر
واعلــم هــداك اللـه لكـــل مـــا يرضــاه
أن ســــلاح المـــؤمن دعــاؤه فــي العلــن
والســر فــي الـدعاء ينجــــي مـــن البلاء
وأخلــــص العبـــاده للــه فــي الوفــاده
وثـــق بوعــد اللــه ولا تــــك بــــاللاهي
ولـــح فــي الأعمــال والعلــــم للمــــآل
ولا تكــــن ذا كســـل في العلم أو في العمل