الأبيات 61
للـــه صـــب بــات ســاهر والــدمع مـن عينيـه هـامر
لعبـــت بمهجتـــه الصــبا بـة والهـوى الداء المخامر
مـــا جـــن فــي معشــوقه كجنـــونه مجنـــون عـــام
كــــم الغـــرام ودمعـــه مبــد لمـا تخفـي السـرائر
مــن لــي بأغيــد لــؤلئي الثغـــر مســكي الغــدائر
ومطــرز الوجنــات بـالنعم ات مكحـــــول النــــواظر
ذي غـــرة مثـــل النهـــا روطـــرة كالليـــل عــاكر
ومجــــرد مــــن لحظــــه ماضـي المضـارب وهـو فـاتر
قمـــر علــى غصــن يميــس مهفهـــف الاعطـــاف ناضــر
ونحيــــل خضـــر يشـــتكي مــن ردفــه والـردف وافـر
رام النهـــــوض فعــــاقه والعجـز بيـن النـاس ظـاهر
ظــبي مراتعــه مـدي الأيـا م أوديـــــة الخـــــواطر
ألـــف التـــوحش والنفــو ر ولا يــزال الظــبي نـافر
وجفــا فمــا هــو مــانحي وصــلا ولا أنــا عنـه صـابر
أخـــذ الفـــؤاد وليتـــه أخــذ البقيــة وهـو قـادر
يـــا قلــب صــادك جــؤذر ياحبـــذا صـــيد الجــآذر
يــا أيهـا الليـت المـدرع لا تلاق الظـــــبي حاســــر
سـطواته لم تغن عنهن الدرو ع ولا المغـــــــــــــافر
يــا قاعــة الوعســاء مـا فعلــت ظبــاؤك بالقســاور
تركتهــــم صـــرعى ومـــا لهــم بحكــم الحــب ناصـر
هــذي ســجية كــل معشــوق ورب العشــــــق صـــــاغر
جــاروا علــي ولــم يــزل قاضـي الهوى في الحكم جائر
قســـما بكاظمـــة ورامــة والعـــذيب وبطـــن حــاجر
مـــا مــال قلــبي عنهــم أبــدا إلــى بــاد وحاضـر
إلا لحــــب أبـــي تـــراب قطــــب دائرة المفــــاخر
نـــور النبــوة والامامــة والهدايــــة والبصــــائر
ومنـــزه الاعــراض والامــث ال عـــن شـــبه الجــواهر
قـل لابـن مكـة وابـن زمـزم والصــفا وابــن المشــاعر
وابــن الهــداة الاوليــاء المصــطفين مــن العشــائر
وابــن المصــونات النقــي ات التقيــــات الحـــرائر
مــن آل عبـد منـاف أطهـره م وأطيبهـــــم عناصـــــر
وأخــي المسـاجد والمـدارس والمحــــابر والمنــــابر
وفــتى الفضــائل والمعــا جـــز والــدلالات البــواهر
زوج البتـــول أخــو رســو ل اللــه أصــفاهم ســرائر
التــارك الاسـد ابـن ودفـا حصــا فــي الــترب عــافر
ومقصــــر خطـــو النمـــا ردة الفراعنـــة القياصــر
ومكســـر أيـــدي الغطـــا رفــة الجبــابرة الاكاســر
يــــا صــــاحب الاعـــراف والانفــال والشـورى وغـافر
أنــت الســفينة والصــراط المســـتقيم لكـــل عــابر
لـــولاك دارت فــي الــوغى بالمســلمين رحـى الـدوائر
أيــا اســد قريــش جــاءت والعتـــاة مــن العشــائر
حـــتى إذا بلغـــت قلــوب المســلمين إلــى الحنـاجر
وتقـــدمت اســد العريكــة بالاســـــنة والبـــــواتر
وغـــدا الجبـــان مشــمرا نحــو الهزيمـة ذيـل صـاغر
وغـــدا النـــبي مناديــا والــدمع مـن عينيـه هـامر
أيــن الفــوارس والضـراغم مــن لــدين اللــه ناصــر
ودعـــا بمقــداد وســلمان وعمــــار بــــن ياســــر
قـــال ادركــوني بالوصــي فجـــاء حيـــدرة مبـــادر
قــــال امــــض منصـــورا إلى الميدان واقتل كل كافر
فمضــــى يهــــز حســـامه شــغفا ونقـع الحـرب ثـائر
فـــتراه والهيجـــاء شــب لهيبهــا كــالبحر زاخــر
وكـــأنه أســـد الفريســة لــم يــزل دامــي الاظـافر
يلقـــى الاســـنة بأســـما طربــا ونـاب المـوت كاشـر
أســـد يمـــر بــه جــواد مــن جيــاد الخيــل ضـامر
فكــــأنه مــــن تحيتـــه فلــــك مــــن الافلاك دائر
فهنـــاك كـــم مـــن دارع مــن بأسـه قـد ظـل حاسـر
وكتيبــــة منكوســــة الاع لام كــــالبقر النــــوافر
وأتــى إلــى نحــو النـبي محمـــد بالفتـــح ظـــافر
خـــذها أميـــر المــؤمين هديـــة مـــن كــف شــاعر
وإذا قبلـــت فـــإن حـــظ محمــــد لا شــــك وافـــر
صـــلى الإلــه عليــك مــا سـار الحجيـح إلـى المشاعر