سكرنا بكأس الراح في روضة غنا
الأبيات 53
سـكرنا بكـأس الـراح في روضة غنا بهـا بلبـل الافراح والورق قد غنى
ومهمـا سـرت بيـن الخمـائل نسـمة وهــزت غصـون البـان والآس هزتنـا
وسـاق كمثـل الظـبي فينـا يديرها ويســعى بـه صـرفا مشعشـعة دكنـا
ســقانا وغنانــا فهمنــا بحبــه غرامـا وخلـى القلـب في يده رهنا
فبــت مـع الاحبـاب مـابين بانهـا فـأطربني المعنـى وطاب لي المغنى
وأحـور معسـول المراشـف لـو رنـا بمقلتــه رضـوى لـذاق كمـا ذقنـا
يســل علينــا مــن لحـاظ جفـونه سـيوفا أماتتنـا وإن شـاء أحيتنا
وشــاد لــو أن الراسـيات سـمعنه لخرت على الاذقان شوقا لما اشتقنا
يميـل بنـا فـي كـل واد من الهوى فيتركنـا نشـوى ولا غـرو لـو متنا
ويتلــو علينــا والغـرام يهزنـا أحــاديث لهـو أضـحكتنا وأبكتنـا
وينشـد مهمـا إن رأى الركب منجدا قفـوا قبـل وشك البين يبعدكم عنا
فياحبــذا لـو نالنـا فيهـم الاذى مـن الضـد لو أنا شرقنا بما ذقنا
تعيرنـــا قـــوم يحــب هــداتنا ولــولا رســول اللـه والآل ماكنـا
بني الوحي يا من بالقلوب لهم جوى مـدى الـدهر بـاق لا يبيد ولا يفنى
يمينــا بكــم انــا نحـب محبكـم ونبغــض قــاليكم وإن غبتـم عنـا
وإن ضـلت الاقـوام عـن منهج الهدى فإنـا بكـم والحمـد للـه ارشـدنا
وإن عــدلت عنكــم أنــاس فإننـا علـى العهـد كنا لا عدلنا ولا ملنا
وإن خـاب مـن عـاداكم يـوم حشـره فنحـن بكحـم دون البريـة قد فزنا
وإن نكثـوا أيمـانهم بعـد عهـدهم فنحـن علـى العهد القديم كما كنا
فقــل لرسـول اللـه والحـق أبلـج وبرهـانه أسـنى مـن القمـر الاسنى
محمـد يـا مـن جـاء للنـاس رحمـة وعلمنـــا مــن دينــه فتعلمنــا
أغثنـي وأنجـز سـيدي مـا وعـدتني وخـذ بيـدي ياذا الكرامة والحسنى
رويــدا ولــو لـوث الازار لعلنـا نـودعكم فـالقلب مـن أجلكـم مضنى
تـراه إذا ما قام في القوم منشدا يـدير كـؤوس اللفـظ مملـوءة معنى
وبتنـا علـى فـرش المسـرة والهنا إلـى أن قطعنـا مـن لييلتنا وهنا
وحــوراء تصــطاد القلـوب بمقلـة هـي السـحر إلا أنهـا لم تزل وسنا
إذا أقبلـت تمشـي الهوينـا تعطفت كمـا الغصـن من هنا تميل ومن هنا
أتـت تسـحب الاذيـال والفجـر ظاهر فتمشـي فـرادى وهو من خلفها مثنى
بـدت مـن خلال السـجف بيضـاء طفلة ومـن لحظهـا سيفا ومن قدها لدنا
مهـاة أعـارت ظبيـة البـان جيدها وعلمــت الميـل المثقـف والغصـنا
تعلقهـــا قلــبي فخــالط حبهــا دمـي فجـرى دمعـي عليها دما أقنى
فياعــاذلي لــوذقت بعـض صـبابتي عـذرت ومـا خلـو الحشاشة كالمضنى
ولكننــي أرجـو الخلاص مـن الهـوى بمـدح رسول الله شمس الهدى الاسنى
ومــدح أميــر المــؤمنين وزيـره وأبنـائهم أكـرم بهـم سـادة أبنا
فيـا سائق الوجناء تعنق في البرى رويـدا رعـاك الله ياسائق الوجنا
علـى قـبر خير الرسل قف بي لعلني أعلـل قلبـا بـالجوى والنوى معنى
ومـاذا علـى ريـح الصبا لو تحملت رسـالة مشـتاق إلـى ذلـك المغنى
لاكــرم مبعــوث إلــى خيــر أمـة بخيـر كتـاب واضـح اللفظ والمعنى
إلـى المرسـل الهادي البشير محمد أجـل الـوري شـأنا وأثبتهـا ركنا
إلـى خيـر خلـق اللـه أحمدها ومن دنـا فتـدلى قـاب قوسـين أو أدني
نـبي الـورى الامـي أفضـل مـن مشى وأشــرف مــن لــبى وطــاف ومــن
فـتى جـاء بـالقرآن مـن عنـد ربه إلينــا فآمنــا هنــاك وصــدقنا
وعلمنـا خيـر الـورى أمـر ديننـا وأدبنـــا حبــا لنــا فتأدبنــا
ولمــا مضــى عنــا تخلــف بعـده علينـا علـي وهـو أولـى بنـا منا
علـي أميـر المـؤمنين وسـيد الـو صـيين والسـاقي على الكوثر الاهنى
إمـام هـدى تحيـى القلـوب بـذكره ويجلـى العمى عنا باسمائه الحسنى
فـتى لـم نـزل مـن زهـده وعفـافه ســجيته فــي اللــه لينـة خشـنا
فـتى لـم يخـف فـي الله لومة لائم وجاهـد حـتى قاتـل الانـس والجنان
يمينـا بـه لولاه لم ندر ما الهدى ولكــن دعانــا للرشــاد فآمنــا
فطــرت علــى حــب النــبي وآلـه وفــألفيته فرضـا وألفيتـه حصـنا
جـزى اللـه بـالخيرات آباءنا على محبتهـم مـن حيـث أوصت بها الابنا
ومــن أمهـات طـاهرات مـن الخنـا تؤدبنـــا فــي حبهــم فتأدبنــا
وإنــي لمشــتاق لتقبيــل تربــة حوت منك ذاك النور أو يدك اليمنى